عميد كلية الدراسات الإسلامية للبنات بالأزهر: رؤية الإسراء .. بالعين ولم تكن منامية

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

هناك فارق لغوى بين «الرؤية» و«الرؤيا»، مع تشابكهما فى المادة اللغوية، ويؤكد د. أحمد بيومي، عميد كلية الدراسات الإسلامية للبنات بجامعة الأزهر، أن فى القرآن سبع رؤى، أربع منها جاءت فى سورة يوسف، والباقي منها ثلاث، جاءت في باقي القرآن.. وهي: قول الله تعالى: «إِذْ قَالَ يُوسُفُ لَأَبِيهِ يَا أَبَتِ إنى رأيت»، (يوسف: من الآية4)، وذكر رؤياه. ورؤيتا صاحبى السجن اللذين ذكرا له ما رأيا، وكل واحد منهما رأى رؤيا غير التي رآها صاحبه.

ورؤيا الملك سبع بقرات سمان... والأربع  فى سورة يوسف. وفى سورة الأنفال قال الله تعالى: «إِذْ يُرِيكَهُمُ اللَّهُ فِى مَنَامِكَ قَلِيلًا وَلَوْ أَرَاكَهُمْ كَثِيرًا لَفَشِلْتُمْ وَلَتَنَازَعْتُمْ فِى الْأَمْرِ»، (الأنفال: من الآية43).

اقرأ أيضًا | وزير الأوقاف: «الإسراء والمعراج» معجزة ثابتة راسخة في وجدان الأمة

وفى الصافات فى قصة إبراهيم مع إسماعيل عليهما السلام قال الله عز وجل: «فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّى أَرَى فِى الْمَنَامِ أَنِّى أَذْبَحُكَ»، (الصافات: من الآية 102). ورؤيا النبى صلى الله عليه وسلم التى أخبر الله جل وعز عنها فى سورة الفتح، فقال سبحانه: «لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ»، (الفتح: من الآية 27)؛ فهذه سبع رؤى فى القرآن.

ويوضح د. بيومي قائلًا: قد يشكل على البعض فيتساءل: أين رؤيا سورة الإسراء التي قال الله جل وعلا فيها: «وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيا الَّتِى أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ»، (الإسراء: من الآية60)؟ لماذا لم تذكر ثامنة لما سبق سرده؟.

والجواب: إن هذه الرؤيا المشار إليها رؤية عين، وليست رؤيا منامية على الصحيح، لأمرين، هما: فكذلك فسرها عبد الله بن عباس (رضى الله تعالى عنهما) كما فى البخاري، أما ما ذكره بعض المفسرين من أنها رؤيا منامية فى بنى أمية فضعيف لا يثبت، بل ربما كان تفسيره من أكاذيب الرافضة وما أدخلوه فى التفسير من أخبار واهيات أو ممن تأثر بهم وأخذ عنهم. والثانى أن بعض العرب استخدم لفظ «الرؤيا» للرؤية البصرية الحقيقية لشدة الغرابة.

ويُضيف د. بيومي: ربما يقول المستشكل إن المعاجم اللغوية تُملى أن لفظ «الرؤيا: ما يرى فى النوم، وجمعه رؤى، وتملى أن الرؤية هى الإبصار بالعين، ومنه رؤية هلال رمضان لأول ليلة منه».

والجواب: أن «الرُّؤيَةَ»، بالضم التى هى إدراك المرئي، وتكون أنواعًا: النوع الأول: (النظر بالعين) التى هى الحاسة وما يجرى مجراها، ومن الأخير (ما يجرى مجراها)، قوله تعالى: «وَقُلِ اعْمَلُوا فسيرى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ»، فإنه مما أجرى مجرى الرؤية بالحاسة، فإن الحاسة لا تصح على الله تعالى، وعلى ذلك يُفهم قوله: «إنه يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ». النوع الثاني: الوهم والتخيل نحو: (أرى أن زيدا منطلق).

والنوع الثالث: الإدراك بالتفكر نحو «إِنِّى أَرَى مَا لاَ تَرَوْنَ». والنوع الرابع: يكون الإدراك بالقلب أى بالعقل، وعلى ذلك قوله تعالى: «مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى»، وأيضًا قوله تعالى: «وَلَقَدْ رَآَهُ نَزْلَةً أُخْرَى»، وقد يتعدى الفعل: «رأى» بحرف الجر «إلى» فيكون معنى الفعل «رأى» هنا بمعنى الاعتبار والتأمل؛ كما فى قوله تعالى: «أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صَافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ».