خبير نفسى: لا يمكن استئجار صديق بدون أمان وارتياح

خدمة غريبة على «فيسبوك»: حبيب للإيجار!

خدمة غريبة على «فيسبوك» : حبيب للإيجار! خبير نفسى: لا يمكن استئجار صديق بدون أمان وارتياح
خدمة غريبة على «فيسبوك» : حبيب للإيجار! خبير نفسى: لا يمكن استئجار صديق بدون أمان وارتياح

كتبت : علا نافع 

لايخلو الفلانتين من تقاليعه الغريبة التى زادت مؤخرًا وكان آخرها إعلان مطعم تونسي تقديمه خدمة تأجير حبيب أوحبيبة في أجواء رومانسية جميلة وعلى أضواء الشموع، كى لايشعر رواده بالوحدة أوالحزن فى تلك الليلة الحالمة، وما إن جرى إطلاق الإعلان حتى زاد عدد زبائنه ومتابعيه على مواقع التواصل الاجتماعى، وفى موازاة ذلك أعلنت صفحة مصرية على فيسبوك، توفير نفس الخدمة بل تجاوزتها إلى مهمة تقديم أصدقاء مزيفين يصطحبونك فى الحفلات العامة والرسمية، ومع خروج الصفحة إلى النور حتى وصل عدد متابعيها إلى مليون ونصف المليون شخص، مايؤكد عمق الأزمة ولايؤكد نجاحا لفكرة لأنها لم تطبق إلى الآن.

حبيب وصديق
«الفلانتين قرّب.. عاوز واحدة تناسبك تمثل إنك مرتبط بيها ليلة كاملة كلمنا».. «عاوزة حد يروح معاكى السينما وتاكلوا فى حتة حلوة بعدها كلمينا».. «رايحة خروجة حلوة مع صاحباتك اللى كلهم مرتبطين وعاوزة واحد على ذوقك يمثل إن هو مرتبط بيكى ليلة كاملة كلمينا وهانجيبهولك، إحنا بنأجرلك صاحبك».

ولم تكن تلك المنشورات دعابة اجتماعية أو تسويقية، بل خدمة يقدمها القائمون على إحدى الصفحات على غرار الصينيين الذين نشروا فكرتهم بغرض القضاء على الشعور بالوحدة وذلك باستئجار شريك يصحبهم فى الاحتفالات وأعياد الميلاد، وقد حازت تلك الصفحة إعجابا واستهجانا كبيرين من قِبل الشباب والفتيات، رغم عدم تطبيق الفكرة فعليا حتى الآن.


وبمجرد محاولة المستخدم طلب الحصول على حبيب أو شريك ترد عليه الصفحة أتوماتيكيًا برسالة: «أهلا بك، نشكرك على التواصل معنا، إحنا مش متاحين فى الوقت الحالى.. تابعنا الأيام اللى جاية عشان تتعرف على خدماتنا اللى هتتفعل قريبًا».

وتباينت تعليقات المتابعين واختلفت آراؤهم ما بين كونها فكرة ساخرة وجادة خاصة مع اندثار مفهومى الصداقة والحب الحقيقى. 

أصل الفكرة 
أنشأ الصفحة أربعة من الشباب يعملون فى التسويق الإلكترونى وهم «بلال عزت، سقراط، محمد مجدى، وأحمد فرج»، وجاءتهم الفكرة بعد أن لاحظوا ازدياد أعداد «السناجل» والأشخاص الذين يعانون عدم وجود أصدقاء يشاركونهم لحظاتهم الجميلة أو يمدون لهم يد العون، مؤكدين أن فكرتهم لم تهدف إلى نشر الرذيلة أو الإيقاع بالفتيات مثلما زعم البعض.


يقول سقراط: أطلقت الصفحة منذ عدة سنوات ومع خروجها للنور حتى قوبلت بترحاب كبير من الشباب خاصة الفتيات اللاتى كن يرسلن الكثير من الرسائل يتساءلن فيها عن موعد تقديم الخدمات، مشيرًا إلى أن فكرتهم جادة لكنها لم تدخل إلى حيز التنفيذ إلى الآن بسبب بعض المشكلات والتخوفات، فضلًا عن رغبتهم فى تكوين فريق عمل جاد يحافظ على أسرار وبيانات العملاء الخاصة. 


وعن سبب إنشاء الصفحة يشير إلى أن تلك الخدمة هى صينية فى الأصل بهدف القضاء على الوحدة، حيث فكر الصينيون فى تقديم خدمات استئجار شريك أو حبيب يشاركهم احتفالاتهم الخاصة وأعياد الميلاد، مؤكدًا أن هذا السوق نما بشكل كبير لكنه توقف مع انتشار أزمة جائحة كورونا.


ويوضح أنهم يسعون لتقديم خدمتهم من خلال تطبيق إلكترونى آمن يشبه التطبيقات المشهورة، وأنهم يتأكدون من جدية الأشخاص الراغبين فى الخدمة بعدة طرق منها تتبع حساباته الإلكترونية فضلًا عن توجيه بعض الأسئلة الخاصة إليه.

لافتًا إلى أن الكثير من الرسائل ترد إليهم لمعرفة توقيت انطلاق الخدمة، وهذا يؤكد أن الشباب تواق للشعور بالحب والعثور على صديق حقيقى.


فراغ عاطفى
وعن تهافت الشباب والفتيات على خدمة تأجير الحبيب، يقول الدكتور وليد الهندى، استشارى الصحة النفسية: يعانى الكثير من الشباب حالة فراغ وحرمان عاطفى، سواء بسبب تأخر سن الزواج أو الظروف الاقتصادية الصعبة.

وهذا ما يجعلهم يتشبثون بأى محاولة زائفة للشعور بالحب رغم أضرارها النفسية الصعبة لاحقًا، مشيرًا إلى أن هذا الجو يشجع سماسرة الحب على إنشاء تطبيقات المواعدة وصفحات التعارف على مواقع التواصل الاجتماعى.


ويضيف: أغلب تلك الأفكار غريب عن مجتمعنا المصرى، فقد تم استيرادها من الخارج لكى تواكب عصر التطور التكنولوجى المتلاحق، فلا يمكن استئجار حبيب أو صديق دون الشعور معه بمساحة من الأمان والارتياح، مؤكدًا أن الشباب المصرى يحاول قدر الإمكان المحافظة على ثوابته الدينية والنفسية رغم وجود العديد من المغريات.

اقرأ أيضاً | «الأرصاد» تحذر من طقس عيد الحب

نقلا عن مجلة أخر ساعة :

2023/2/13