حكايات| «شافوا فيه الحنية».. حياة عباس وسط الكلاب

عم عباس عامل النظافة
عم عباس عامل النظافة

 دي حاجة تخجل ؟ لأ، ودا كلب يحجل؟ آه، قالت الهموم ألقاه، في كل يوم قال آه  (فؤاد حداد).. يجلس عم عباس يفترش الرصيف، يضع الطعام، ينتظر قدوم كلاب الشارع ينتظرونه كل يوم  في نفس الموعد، ونفس المكان، ونفس السعادة لرؤيته.

يعمل عم عباس، عامل نظافة يطوف أرجاء شوارع المحروسة، يجمع الطعام، والدفء، والماء للكلاب الضالة، يعرف كل واحد فيهم على حده، ويسمي كلٍ باسمه.

ورغم كبر سنه، وهو ما يبدو واضحًا على تقاسيم وجه، ولحيته البيضاء، يجثو على ركبتيه حين يتفقد أحد الكلاب ولا يجده، ينظر أسفل السيارات، يفتش عنه وكأنه غاب عنه شيئًا ثمينًا.

رحلة معتادة، لعم عباس، يشتري فيها أرجل الدجاج، يقف أمام المحل يحسب الكمية التي تكفي لإطعام ستة كلاب، قبل أن يعود إلى منزله مرة أخرى، ليبدأ في تسويتها وتحضيرها، يقول في نفسه بـ«الهنا والشفا».

 

 

كعائلة يعرفها جيدًا يطلق على كل واحد منهم اسمًا غير الأخر، فالست حورية من نصيب الكلبة «النتاية»، وشيخون اسم «الدكر»، ولوكي واسماء الدلع من نصيب الصغار.

يقول عم عباس لـ«بوابة أخبار اليوم»، إن لا يلفت انتباهه أي من المارة، لا يشغله شيء سوى الكلاب، لا يحزنه شيء غير موتهم بعد أن مات ثمانية «جراوي صغيرة».

 

 

 ولكنه ضحك كالبكا، وأنا كالكلب، دمي انحلب حلب، من فرط،  حنيتي، من فرط حريتي (فؤاد حداد).. يقول عم عباس:« بعمل كده عشان كنت ي ضيقه وربنا اللي حلاهالي، بجلبهم مكرونة، ولبن، والحمد لله ربنا بيشعيهم وبيفطرهم».

سعادة لا توصف، يشعر بها عم عباس، حين تجري عليه الكلاب تقفز على صدره، قائلاً: «بيجوا يستقبلوني من نص الشارع».

«مش محتاج حاجة من حد»، يقول عم عباس إنه لديه ولدان، ولا يحتاج أي شيء غير عمرة إلى بيت الله، والعثور على «توكتوك»  تم سرقته من ابنه: «مش عايز فلوس، ولا عايز مال، عايز عمرة أغسل ذنوبي، أمنية عيني قبل أموت».