حوار| هالة صدقي: انحدار السينما سبب ابتعادي.. وأتمنى تجسيد «حتشبسوت»

الفنانة هالة صدقي
الفنانة هالة صدقي

النجومية لا تستمر وأفضل لقب ممثلة.. وأركز في اختيار الأدوار لأحافظ على أرشيفي السينمائي

الأقصر الأفريقي.. مهرجان سينمائي سياحي سياسي ساهم في إعادة العلاقات مع أفريقيا

هالة: ساندت محمد رمضان في «اخر ديك في مصر» رغم عدم إعجابي بالدور

سعيدة بالعمل مع خالد يوسف.. وأشارك معه في مسلسل سينمائي

 هالة صدقي، نجمة لها مكانتها الفنية الهامة، وتتمكن دائما من تقديم نفسها في أي عمل فني بشكل مختلف وناضج، لا تنظر لرصيدها بالكم ولكنها تركز على الكيف، فما يهمها أن تحافظ على تاريخها وأرشيفها الفني أكثر من سعيها لتحقيق رقم قياسي في الأعمال سواء في السينما أو التليفزيون، وهذا ما جعل مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية، أن يضعها في أول قائمة المكرمين في دورته الـ12، المقامة في الفترة من 4 إلى 9 فبراير.


- في البداية.. نبارك لك على التكريم من مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية هذا العام.. ماذا يمثل لك التكريم؟

-مبروك الدورة الـ12، وسعيدة جدا أن أتواجد هذا العام ضمن قائمة المكرمين ولست ضيفة مثل كل عام، وكل الشكر والتقدير للمهرجان، وستكون من أنجح الدورات.

- ماذا يمثل مهرجان الأقصر لـ«هالة صدقي» ونعرف أنك من المتابعين منذ نشأته؟

الحقيقة مهرجان الأقصر حفر في الصخر وحقق نجاحا كبيرا وبأقل النفقات والإمكانيات وبأعلى جودة وبمجهود كبير واضح، فأنا بالفعل من المتابعين منذ أن كان وليدا، مهرجان الأقصر ولد على أيدينا، وحضرناه وهو وليد وحريصة على حضوره كل عام، ولم أحضر سوى العام الماضي فقط، والمهرجان ده خاض تحديات غير عادية وأقيم في وقت كان من المستحيل أن يكون هناك سينما، كما أن فكرته عظيمه جدا، وهي التقرب من أفريقيا التي كانت مهملة لمدة طويلة جدا في علاقاتنا، فهو مهرجان سينمائي سياحي سياسي، أعاد علاقاتنا مع أفريقيا، فكان للمهرجان دور كبير في دعم العلاقات، وفكرة التعرف على الآخر، وعزة الحسيني وسيد فؤاد كانت مهمتهما أشبه بالمعجزة، بدون دعم وإمكانيات مادية كافية، وبدون استقرار سياسي وقتها، فكان هناك تحديات من كل الجهات، أنا أحب المهرجان ده وسعيدة جدا بتكريمي منه، ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن اعتذر، غير أن الأقصر من أحب الأماكن لقلبي، ولها زيارة عندي مرتين في العام، وأنا خريجة آداب قسم تاريخ، فعاشقة للأقصر وآثاره، ودايما أقول أن هذا البلد أغنى بلد في العالم، لكن أهلها لا يملكون الكثير.

 

- بالرغم من حبك الشديد للسينما إلا أنك قليلة الظهور بها.. ما السبب؟

السينما بالنسبة لي شئ مهم جدا، وأكون حريصة وأخاف جدا من قبول أي فيلم، لأن الأفلام تحسب في أرشيفي، أما المسلسلات "بتروح وتيجي"، لكن السينما هي الرصيد الفني الحقيقي للممثل، لذلك هناك خوف وحرص دائم في اختياراتي، والسينما للأسف في انحدار شديد، وشبه مندثرة والصناعة تحتضر، بعدما كانت صاحبة الإيراد الثاني بعد القطن، حزينة عليها جدا، لكن احترامي لها أني لا أقبل أي عمل، وتعرض علي أعمال لا تمثل أي قيمة، فبعدما عملت مع عاطف الطيب ومجدي أحمد علي وأشرف فهمي ويوسف شاهين، فلابد أن أحافظ على أرشيفي السينمائي، لذلك أنا قليلة الظهور بسبب الدقة في اختياراتي.

- ما هى المعايير التي على أساسها توافقين على الأدوار؟

أركز في البداية هل الفيلم له مضمون ومعنى أم لا؟، وليس شرط أن أي فيلم يكون له دور أصلاحي أو هدف في تقديم رسالة، من الممكن أن يكون العمل كوميدي لايت لكن أكون مستمتعة به، وليس شرط أخرج منه برسالة، لكن على الأقل يتحقق جزء الاستمتاع، والدور يكون جديد علي، وهل أنا أضيف للفيلم؟، وهناك أوقات أوافق على أفلام أشعر فيها أن وجودي مهم هذه الأسباب التي تجعلني أوافق على العمل، لكن الفترة الأخيرة وضع السينما صعب ولم أجد عملا أشعر أني أرغب في المشاركة به، مثلا فيلم " أخر ديك في مصر"، من الأفلام التي وافقت عليها لسبب غريب، وهو أنه كان هناك هجوم كبير على محمد رمضان باستمرار لأنه يقدم أدوار بلطجة أو وضرب أوكذا.. ولكن في هذا الفيلم وجدت أنه يريد أن يغير جلده، وتحدثت معه وعرفت أنه يريد أن يطور في نفسه، وهذا كان سبب أن وافقت رغم أن الدور لم أعجب به، لكن قررت أن أقف بجواره وأساعده، ومع ذلك أخذت على هذا الفيلم 4 جوائز.

- كيف ترين مدى أهمية فكرة دعم الفنانين الكبار للشباب الصاعد؟

مهمة جدا، ولكن هناك زملاء وزميلات يحسبوها بشكل مختلف، هناك من يريد أن يكون البطل وليس لديه القدرة على التنازل، هناك أشخاص غير متصالحين مع أنفسهم في هذا الأمر، ولكن هذه طبيعة الحياة أن يقف الكبير بجوار الصغير، وأنا حينما بدأت كان هناك نجوم كبار مثل الفنانات هدى سلطان وليلى فوزري وعمالقة آخرين، وكان اسمي يكتب قبلهم وهذا كان يمثل لي حرج شديد أن يكون اسمي قبل هؤلاء العمالقة، وأذكر موقف في عمل ما كنت أحضر المونتاج ووجدت اسمي قبل هدى سلطان، قولت لهم كيف يتم ذلك، وكتب على التتر "كل هؤلاء مع هاله صدقي"، فكنت صغيرة في البداية، ولكن احترام الكبير وهذه القامات واجب، وفي النهاية الدايرة بتدور.

 

- لماذا لا تفضلين لقب نجمة ؟

لا أفضل لقب نجمة ، الأفضل بالنسبة لي لقب ممثلة ، لأن الممثلة هي التي تعيش، النجم يصعد ويهبط لا يوجد نجم يستمر في النجومية بشكل دائم، باستثناء عادل إمام، والعمل الفني عبارة عن مباراة كرة لا تتم بلاعب واحد، لابد أن يكون فريق عمل متكامل، والموضوع ليس مقتصرا على الممثلين فقط، ولكن هناك عناصر أخرى في العمل مهمة جدا فمن الممكن أن تفسده وتسبب الفشل، مثلا مهندس الصوت أو الإضاءة أو غيره، عندي تجربة قدمت مسلسل مع الفنان نور الشريف "الله يرحمه"، ولم يحقق المسلسل أي نجاح لأن أول 5 حلقات الإضاءة كانت سيئة جدا وغامقة، وكان شبب فشل العمل، لذلك ممكن لمهندس صوت أو مهندس إضاءه أن يقضي على مجهود نجوم، فالعمل الفني لا ينجح إلا بفريق العمل كاملا على مستوى جيد.

- ماذا تفتقد السينما المصرية إنتاج..إخراج.. كتابة أم ماذا؟

كل العناصر الفنية متوفرة وبزيادة، لكن نحتاج الإنتاج، وأن تتولى الدولة الإنتاج، إذا كنا نريد أن نقدم أفلام محترمة لابد أن تتدخل الدولة في الإنتاج وإنقاذ السينما، ونقدم أفلاما تليق بمصر وبالمهرجانات وبالمشاهد، وهذا يتحقق بتدخل الدولة في الإنتاج.

- هل ندمتي على أفلام معينة ؟

الحقيقة، هناك أفلام ندمت عليها بالتأكيد، خاصة في بداياتي، ليس لدينا في مصر فكرة مدير الأعمال الذي يساعد الفنان ويدعم اختياراته بشكل جيد ويليق به، ولكن وأنا صغيرة في بدايتي كانت هناك فكرة أن أقدم أعمال كثيرة من أجل الانتشار والتواجد، ورغم أني لم أكن مقتنعة بتلك الفكرة ولكني إلى حد ما حاولت أنفذ ذلك، وهذا أدى إلى تقديمي أعمال لم أكن راضية عنها فنيا، وبعد ذلك وجدت أن تلك الفكرة خطأ ووجدت نفسي أقدم أعمالا لم تحقق أي نجاح وغير جيدة، رغم أنها كانت مع مخرجين كبار، وتوقفت عن السينما فترة بعد مرحلة الانتشار، كان فيها 3 أو 4 أفلام لم تكن بالمستوى الذي كنت أرغبه، وبعد ذلك بدأت التركيز في الاختيارات، وكانت بداية تلك المرحلة مع المخرج عاطف الطيب في فيلم "قلب الليل" رغم أن الفيلم لم يحقق النجاح الجماهيري لكنه أصبح علامة مهمة في صناعة السينما، وهناك أفلام أخرى أعتز بها منها "الهروب" و"يا دنيا يا غرامي" و"هي فوضى" "وإسكندرية نيويورك"، أفلامي قليلة لكن أعتقد أن أغلبها علامات في السينما وهذا مايهمني.

- ما هو الدور الذي يشجعك للعودة إلى السينما؟

هناك الكثير الذي لم أقدمه في السينما، لكن من الممكن جدا أن تكون قضايا المرأة أكثر مايهمني في تقديمها وتناولها، وكذلك قضايا الأطفال.
 
- هل تقبلين عملا من أجل هدف معين أكثر من تحمسك للشخصية نفسها؟

طبعا أنا ممكن أقبل أعمال لهدف معين، مثلا في مسلسل "فاتن أمل حربي" واقفت عليه لإلقاء الضوء على قضايا هامة خاصة بالمرأة، وحصلت على العديد من الجوائز عن المسلسل رغم إني لم أفكر أبدا أني أحصل على جائزة، وكان "التارجت" عندي منه هو توصيل الرسالة، وللأسف الشديد أن الرسالة قد وصلت وسيادة رئيس الجمهورية اهتم بالموضوع وطلب تغيير القوانين الخاصة بالمرأة ولكن إلى الآن لم يتم أي تغيير، فلدينا أزمة في التنفيذ، وماذا نفعل بعد أن أمر الرئيس؟!، وتحدثت في ذلك مع د.مشيرة خطاب حينما كنت أتسلم جائزة من "حقوق الإنسان"، وقولت لها أنا سعيدة جدا بالجائزة، ولكن سعادتي الحقيقة كانت في تغيير القانون، كنت أقول وقتها أن المسلسل قد نجح.

- هل هناك شخصية تاريخية معينة تتمنين تقديمها؟

طبعا، أنا من المعجبات جدا بشخصية "حتشبسوت"، امرأة قوية وجبارة وحياتها مليئة بالقصص والحكايات، وأول امرأة تعمل بالتجارة في مصر، فهي ملكة حقيقية.

- تشاركين في مسلسل محمد رمضان.. هل تتوقعين أن يثير العمل جدلا كعادته؟

لا يثير جدلا، محمد رمضان له جمهوره الذي ينظر أعماله ويتابعها، والمسلسل سيكون مختلفا ونقدم مسلسل رمضاني اجتماعي، وأنا شخصيا دوري مختلف تماما عن أي عمل قدمته من قبل، ففي مسلسل "العمدة" كان الهدف عندي أن أعمل مع المخرج محمد سامي وسعيدة جدا باكتشافه ولم يخالف توقعاتي.

- وماذا عن العمل مع خالد يوسف؟

العمل مع خالد يوسف، أنا قبل فيلم محمد رمضان "آخر ديك في مصر" شاركت في فيلم "هي فوضى" مع يوسف شاهين، ومن وقت يوسف شاهين لم أشاهد سينما، واشارك مع خالد يوسف ضيفة شرف في المسلسل، والحقيقة أنه لا يقدم أبدا مسلسل، بل يقدم 30 فيلما سينمائيا في عمل واحد، الصورة رائعة، إخراج عظيم، إنتاج سخي جدا، العمل من نوعية الأعمال المهمة جدا للأطفال والشباب وللتاريخ، إلى جانب أنه عمل ممتع فهو مسلسل سينمائي، وجمهور مسلسل خالد يوسف مختلف تماما عن جمهور مسلسل محمد رمضان.

- موقفك من برامج المقالب؟

أنا لا أرفض برامج المقالب، ولكني أرفض الإهانة، يعني مثلا شاركت في برنامج مقالب مع هاني رمزي، وكنت أعرف أنه "مقلب" لكن دون التفاصيل، وإذا طلبت منه نحذف أي شئ يوافق، ولكن في برنامج رامز جلال، أنا أحبه والبرنامج كل الناس تتابعه وله جمهور عريض، لكن فكرة أن أهان هذا مرفوض تماما، وأن يراني أولادي في موقف مهين هذا شئ مرفوض تماما حتى في حالة وجود مقابل مادي كبير جدا وأنا كنت أحتاجه جدا، لكني أرفض، لأن إذا قدمت ذلك لا أحترم نفسي وسوف أبكي وأندم بعد ما أشاهد الحلقة، ولأني أحب البرنامج وأرى أن الناس تستمتع به قولت لهم حينما كلموني أني موافقة بشرط أن أرى مونتاج الحلقة قبل العرض، كانت حجتهم أن المونتاج في دبي، قولت لهم سوف أتكفل بكل المصاريف من تذاكر طيران وإقامة وأسافر على نفقتي الخاصة وأشاهده ولكنهم رفضوا، فاعتذرت، لأني أرفض الإهانة نحن الفنانين المصريين رموز وسفراء لبلدنا في البلاد العربية، ويستقبلوننا بحفاوة وتقدير كبير، فكيف ينظرون إلينا ويحترموننا "وإحنا مضروبة بشبشب ولا أي إهانة أو سب" فاعتبر ما يحدث في البرنامج عيب كبير وإهانة للفنان المصري، فكما قولت لا أرفض برنامج رامز جلال ولكن بدون إهانة، والاحتياح للمال ليس مبررا لأن يقبل الإنسان الإهانة.

- تجربة تقديم البرامج هل تكررينها؟

التجربة الأولى في تقديم البرامج لم استمتع بها وكان موضوعات خاصة بالنساء وأنا لا أفضها إلى حد ما، كما أني لست مذيعة، وأرى أن هناك استسهال من الإعداد، والبطل الحقيقي في البرامج هو الإعداد والمحتوى، ولدينا في مصر كسل شديد من الإعداد إلى جانب تكرار الضيوف والأفكار، ولكن من الممكن أكررها إذا توفر الإعداد والمحتوى القوي، لأني مجرد وسيلة فقط لتقديم المحتوى.

اقرأ أيضا: هالة صدقي: أشارك 4 نجمات في مسلسل شعبي لمحمد رمضان