شهريار

معشوقتي.. نورها وعطرها

أيمن عبد المجيد
أيمن عبد المجيد

على بُعد كيلومترات منها، أشتم عطرها الفواح، يُداعب وجهى نسيمها، كأنه قميص يوسف المُلقى على وجه أبيه فارتد بصيرًا.

فى عيونها الفيروزية عوالم منسية، وأبواب سرية، ألج منها إلى جنان لا نهائية، فى كل لقاء يسكرنى جمالها، أغادرها فلا تغادرني، تسكنني، تأسرني، فتظل فى مخيلتى تداعب فكري.

نورٌ إلهى يُشع من وجهها، تُختص به دون غيرها فى هذا الكون الفسيح، نورٌ لا يراه سوى قلب عاشق ف»قلوب العاشقين لها عيونٌ ترى ما لا يراه العارفون».

فى حضرة جمالها ناسك أنا، متعبد فى محرابها، مُتيمٌ بترابها، مُدمنٌ عطرها، متجولٌ فى تاريخها، مجنونٌ بمُطالعة صفحات بطولات رأتها عيونها، واحتضنت أبطالها.

بدأ تاريخ عشقى لها، من روايات أبى منذ كنت صغيرًا، عن بطولات سُطّرت دفاعًا عنها، ومضت السنون، التقيتها، تجولت فى أرجائها، كانت حزينة، دموعها تتساقط على وجنتيها، سنوات قضتها من التحرير فى انتظار التعمير.

لا تعجب، معشوقتى هى «سيناء»، المُعطرة بدماء الشهداء، جيلًا بعد جيل، بوابة مصر الشرقية، التى وجدت من يمسح دموعها ويُعمر أرضها.

النور الذى بشع منها نور الله الذى تجلى لنبيه موسى بالوادى المقدس طوى، فرحلت الأيام، وبقى نور الله بها، باق يضيء جنباتها.

تساءلت عن عطرها الفواح فى نسيمها، وجدته دماء الشهداء الذى سال دفاعًا عنها جيلًا بعد جيل من عهد أجدادنا القدماء، إلى الآباء فى معركة التحرير أكتوبر ١٩٧٣، وحتى السنوات الأخيرة شهداء معركة التطهير من الإرهاب.

هى الآن تبتسم، فإلى جانب رباط العشق، شرايين التنمية تضخ فيها البناء والنماء والوفاء لعظمتها ودماء الشهداء.

بالأمس القريب وعد الرئيس عبدالفتاح السيسى بأن يحتفل والمصريون على أرضها بتطهيرها، وتنميتها فى الوقت ذاته، زارتها الحكومة استعدادًا لذلك.
كل عام وأنتِ معشوقتى سيناء الحبيبة، مضيئة مُبتسمة، مُخضرة، آمنة، مُستقرة، قلب نابض للوطن، لمصر العزيزة الأبية، بحفظ الله ورجال مُخلصين صدقوا ما عاهدوا الله عليه.