لحياة زوجية سعيدة

..خلال الفترة الأخيرة كَثُرت جرائم القتل الزوجية بصورة مفزعة وعلى صفحات أخبار الحوادث قرأنا الكثير من هذه المآسي الإنسانية التي تشيب الولدان وتجعلنا ندق ناقوس الخطر، فالاسرة هى عماد المجتمع وما يحدث هو أمر مقلق لمستقبلنا، ويجب أن تشتغل مراكز الأبحاث الاجتماعية والجنائية لتحليل هذه الجرائم.
تلك الجرائم فتحت الباب للحديث عن ضرورة وجود فحص نفسي إلزامي لكل المقبلين على الزواج قبل إتمام العرس، فهذا الأمر أصبح ضرورة حتمية في ظل ما نشاهده من جرائم لم نكن نسمع عنها في مجتمعنا، فكيف لرجل سوي أن يذبح زوجته امام أطفاله ثم يهدد بقتل الاطفال في بث مباشر، كيف لآخر أن يقتل زوجته وأطفاله في مشهد بشع ثم يسلم نفسه بكل برود، وكيف لسيدة أن تقتل أطفالها وتغرقهم بيديها، وأخرى تقتل زوجها وتقطع جسده.
الأمثلة لتلك الجرائم كثيرة وتدل على عدم اتزان نفسي لهؤلاء المتهمين وما كان ذلك ليظهر إن كان هناك فحص نفسي يتم إجراؤه لهؤلاء قبل الارتباط الأسري وبالتالي إذا حدث ذلك نستطيع أن نحمى هذه الأسر من تلك النهايات المأساوية، لذلك اتمنى من مجلس النواب عندما يتم مناقشة قانون الأحوال الشخصية الجديد أن يصر المشرعون من أجل مجتمع صحي أن يكون هناك إلزام لكل المقبلين على الزواج بضرورة الفحص النفسي بالتوازي مع الفحص الطبي.
الكشف النفسي قبل الزواج أمر لا يدعو للخجل كما يروج البعض بل هو ضمانة لكل أسرة، فكل فتاة يجب أن تصر عليه مع شريك حياتها الذي سيكون كل شيء في حياتها حتى لا تندم اذا كان الاختيار خطأ وبالمثل يجب على كل شاب أن يصر على إجراء تلك الفحوصات مع شريكة حياته المستقبلية حتى يطمئن للسيدة التي سيأتمنها على حياته وأطفاله فيما بعد.
أيها السادة الفحص النفسي اعود واكرر ليس عيبًا وليس سبة في الجبين كما يقولون بل هو ضمانة لحياة زوجية سعيدة وأسرة سوية.
فالاستقرار النفسي هو أساس الاستقرار الأسري حتى لانرى المعارك الزوجية في محاكم الأسرة فبسبب عدم ملائمة الزوجين نفسيا وجسديا منذ بداية الزواج تحدث حالات الطلاق المتزايدة والتي وصلت في آخر احصائية رسمية لما يقارب المليون حالة طلاق سنويا وهو رقم ضخم، لذلك يجب أن يكون هناك قانون صارم لمواجهة هذا الأمر، فخير لنا أن نفرق بين شخصين في البداية قبل أن يحدث الزواج إذا كان هناك علة في أحد الطرفين على أن نتركهم لمصيرهم ليقع الاسوأ إما القتل أو التشرد أمام محاكم الأسرة لأخذ الحقوق.
أيها السادة أعود وأكررها لأولياء الأمور هذه المرة الكشف الطبي والنفسي ضرورة لأبنائكم قبل الزواج لأنكم من ستعانون بعد ذلك بقية حياتكم وجميعنا نعرف ذلك، فرجاء اجعلوا ذلك أساس أي زيجة حتى لا تندموا بعد فوات الآوان.