بلا حرج

عزاء الرومانسية والحياء !!

أحمد غراب
أحمد غراب

وأنا أسير بالصدفة فى أحد شوارع القاهرة الرئيسية لحقنى شاب وشابة فى سن الزهور ، وظلا مسافة طويلة يسيران بجوارى . لفت نظرى وجذب سمعى صوتها المرتفع ولغتها السوقية بتكرار كلمة ( أساحبى ) والشاب  والشهادة لله - خفيض الصوت يتكلم برقة ورومانسية .

ومن آن لآخر تهبده كتفا ؛ رغم ان بنيانها يوحى بأنها خارجة لتوها من مباراة كمال أجسام ، وصاحبنا يكاد يفقد توازنه ، فحرصت على أن أظل على مسافة قريبة عندما تكررت الأكتاف لحفظ ماء وجهه بالإنقاذ من كتف قوى لأنه لو وقع سيكون مضحكة ومثار سخرية الشارع وتعليقاته السخيفة ؛ وجعلنى أردد فى سرى : ( لعن الله نحنح ويتنحنح ونحنحة !! ) .

الرومانسية فى الجيل الذى سمع أغانى مثل ( اركب الحنطور واتحنطر ، والعنب العنب العنب ) أصبحت فى خبر كان. والعصر الذهبى لها مصحوبة بالحياء فى السبعينات والثمانينات من القرن الماضى للأجيال التى تربت على الأغانى الراقية لأم كلثوم وعبدالحليم حافظ ؛ ففى الثمانينات كنت فى الليسانس بكلية الآداب جامعة القاهرة ، وعندما سألت إحدى زميلاتى عن حضور السكشن من عدمه ارتبكت واحمر وجهها وهى ترد ؛ رغم أنها شابة على مشارف الحياة الزوجية .

أما مانراه على السوشيال ميديا فيجلعنا نبكى على الحياء ونقيم عليه ماتما وعويلا ، ثم نقرأ فاتحة الكتاب الكريم ؛ وحتى لانضاعف التكلفة نكتب عليه .
( عزاء الحياء والرومانسية )