عاجل

دراسة: التأمل العميق يحسن بكتيريا الأمعاء

ممارسة التأمل
ممارسة التأمل

التأمل هو ذلك السحر الكفيل لتغيير الكثير في حياتك، وهو ليس مجرد تمرين لتفريغ العقل وإسترخاء الذهن، إنما هو أكبر من ذلك.

وعند التأمل، يخضع الجسد لتغيير هيكلي، مما يدل على التأثير العميق للجلوس ببساطة للتأمل وأعين مغلقة، وتُظهر صور التصوير بالرنين المغناطيسي تغييراً كاملاً في الأجزاء المختلفة للدماغ ، مما يؤدي إلى استجابة استرخاء في باقي الجسم. 

وكشفت دراسة جديدة عن أن ممارسة التأمل يمكن أن تساعد في تحسين "ميكروبيوتا الأمعاء" لدى الشخص وبالتالي جني فوائد لصحته البدنية والعقلية.

ويساعد التأمل المنتظم والعميق على مدى سنوات، على "إثراء" "ميكروبيوتا الأمعاء" لدى الشخص، وفقا للبحث الجديد، بحسب وكالة الأنباء البريطانية (بي إيه ميديا).

وتستضيف أجسامنا تريليونات الكائنات الحية الدقيقة، التي يفوق عدد خلاياها خلايا الجسم نفسه، وتتكوَّن هذه من البكتيريا والفيروسات والأركيا والفطريات واليوكاريوت الدقيقة، وتُعرف مجتمعةً باسم "الميكروبيوتا"، في حين يُستخدم المصطلح "ميكروبيوم" لوصف الكائنات الحية الدقيقة، بالإضافة إلى عناصر المضيف المستمدة من مكوّنات البيئة التي تعيش فيها هذه الكائنات الحية الدقيقة.

ويكتسب الميكروبيوم أهمية متزايدة نظراً للدور الذي تقوم به مكوّناته، من الكائنات الحية الدقيقة، وتفاعلها مع بيئات الجسم المختلفة سلباً على الصحة من ناحية، وإيجاباً من ناحية ثانية كالاعتماد عليها في هضم الطعام، وإنتاج بعض الفيتامينات، وتنظيم جهاز المناعة، وحماية بعض أنواعها الحميدة لنا من بعضها الآخر المسبب للأمراض، وغير ذلك.

الميكروبيوم جهاز غير ذاتي، يعتبره جهاز المناعة جسماً غريباً، مما يطرح تساؤلاً حيوياً حول حقيقة العلاقة بين مختلف أنظمة الجسم الحيوية، وكذلك بينها وبين ما تستضيف من كائنات حية. وقد أصبحت هذه المعرفة ضروريةً لمستقبل الرعاية الصحية وعلاج الأمراض.

وقال أكاديميون إن هذا يمكن أن يساعد في تقليل مخاطر اعتلال الصحة البدنية والعقلية، بما في ذلك القلق والاكتئاب وأمراض القلب.

ويمكن أن تؤثر "ميكروبيوتا الأمعاء" على المخ وتؤثر على المزاج والسلوك من خلال محور الميكروبيوتا والأمعاء والدماغ، حسبما كتب أكاديميون من الصين وباكستان في مجلة "جنرال سايكياتري".

وقال فريق البحث إن مسألة ما إذا كان التأمل يمكن أن يؤثر على "ميكروبيوتا الأمعاء" هي "ذات أهمية متزايدة" لأنهم شرعوا في فحص الرهبان التيبتيين مقارنة بجيرانهم غير المتدينين.

وفحصوا عينات من الدم والبراز من 37 راهبا بوذيا تيبتيا من ثلاثة معابد و19 من السكان المجاورين.

وكان الرهبان يمارسون شكلا عميقا من التأمل لمدة ساعتين على الأقل يوميا لمدة تتراوح بين ثلاث سنوات و 30 عاما.

ووجد الخبراء أن الكائنات الحية الدقيقة في الأمعاء، بما في ذلك البكتيريا والفطريات والفيروسات، تختلف اختلافا كبيرا بين المجموعتين.

واكتشف الباحثون أن العديد من الكائنات الحية "تم إثراؤها بشكل كبير في مجموعة التأمل".