نهار

تفريغ الاحتجاج!!

عبلة الروينى
عبلة الروينى

من حق أى إنسان بالطبع قبول أو رفض أى شيء.. موقف.. رأي.. صداقة.. حب.. جائزة.. أى  شيء.. تلك حريته الكاملة بالتأكيد.. وأمر عادى جدا أن يرفض الأديب الشاب شادى لويس، أو أى أديب آخر الفوز بجائزة أدبية.. لكن رفض شادى لويس لجائزة ساويرس الثقافية عن روايته (تاريخ موجز للخليقة وشرق القاهرة) رغم موافقته على ترشيح الناشر(دار العين) لها فى المسابقة.. ورغم إبلاغه (قبل إعلان النتيجة) بالفوز وموافقته، هو بالضبط الفعل غير المقبول وغير العادى، أو هو الاستعراض والضجيج المجانى، أو الضجيج الصبيانى.

يقول شادى لويس الكاتب الشاب المقيم فى لندن إنه وافق على ترشيح الناشر لروايته، وتمنى فعليا الفوز بالجائزة، وحين تم إبلاغه بالفوز لم يعترض (حتى يتمكن من إعلان احتجاجه برفض الجائزة، وتحويل طقس الرعاية والاعتراف الى إعلان تمرد وإدانة)!! لكن شادى لم يتمرد على أحد، ولم يعلن إدانة أحد.. معلنا (ليس هناك أى توضيحات أو تبريرات لدوافعى محتاج أعلنها)!!

ما حدث يبدو خطة متعمدة، أو حيلة مدبرة لإعلان (الاحتجاج) مستندا الى فعل صنع الله إبراهيم (الملهم) حين رفض جائزة ملتقى الرواية العربية فى القاهرة ٢٠٠٣.. لكن صنع الله إبراهيم لم يتقدم أصلا للجائزة، وحين أعلن فوزه بالجائزة صعد الى المسرح وأعلن رفضه الجائزة، مصحوبا ببيان احتجاجى على نظام مبارك وسياساته.

رفض شادى لويس جائزة ساويرس بدعوى التمرد والاحتجاج، دون أن يعلن تفاصيل ولا أسبابا (لا أحتاج الى تبرير دوافعي) بعيد  تماما عن معنى الاحتجاج، حين يفرغه من قيمته ومعناه.. فلا قيمة لاحتجاج دون سبب، دون موضوع، ودون محتوى.. مجرد صرخة دون صدى، ودون وجع حقيقى.