هل يواجه الجنيه المصري حرب ممنهجة من تجار الدولار؟ خبير مصرفي يوضح

محمد عبد العال الخبير المصرفي
محمد عبد العال الخبير المصرفي

قال محمد عبد العال الخبير المصرفي، إن الجنيه المصرى يواجه حاليا ضغوطا صعبة من جراء تتابع الأزمات الاقتصادية المعروفة، وهو أمر تواجهه كل دول العالم بصور متفاوتة وفقاً لظروف كل منها، ولكن ومع ذلك ينفرد الجنيه المصرى بمواجهته ضغوطا إضافية من نوع آخر، لا اعتقد أن هناك عملة فى العالم تتعرض لمثيل لها.

وأوضح الخبير المصرفي، بحسب تعليق له على صفحته الرسمية عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، أن هذه الضغوط تتبلور فى صور وموجات وسلسلة من المواقف الساخرة، التى يقودها عن قصد أو غير قصد قلة من عباقرة ومروجي النكات الضاحكة ورسامى الكاركتير، ومحترفى ومنتجي ومخرجي الفيديوهات عبر اليوتيوب، وكل وسائل التواصل الاجتماعى، ومنصات الترندات الإعلانية، مستغلين عشق المصريين التاريخي والطبيعي لثقافة المرح وخفة الظل، وحسن نيتهم فيقومون بدورهم بإعادة ترويجها ونشرها عبر صفحاتهم الخاصة، وهكذا تتسع دائرة الضحك الساخر على حساب سمعة عملتنا الوطنية.

اقرأ أيضا: خبير: بريطانيا تواجه أزمة في صرف أموال الخزانة بسبب الأوضاع الاقتصادية

وتابع محمد عبد العال، أنه من المعروف أن سعر صرف أى عملة يتوقف على مجموعة متعددة من العوامل الاقتصادية، من أهمها على سبيل المثال وليس الحصر موقف ميزان المدفوعات، وقوة الاحتياطي النقدي، ومعدل النمو الاقتصادي، ومعدل البطالة، والمؤشرات المالية، ورغبة الدولة في تحسين قدرتها التنافسية التصديرية والسياحية وبالطبع هناك أيضاً توجهات السلطة النقدية فيما يتعلق بالسياسة النقدية التى تنتهجها ومستهدفاتها المعلنة الفورية والاستراتيجية على المدى المتوسط والطويل.

وأضاف أنه بناء على مستويات كلٍ من تلك المؤشرات، ومدى تناسقها يتوازن سعر صرف العملة عند نقطة مرنة يُفترض عندها أن يتحقق نسبياً أفضل قيمة حقيقية لها أمام العملات الرئيسة الأخرى.

وأكد محمد عبد العال، أن مصر تمر بأزمة اقتصادية، يجري العمل على كل الجبهات والوسائل على إزالة أسبابها المتأصل منها محليا، والمستجد عالمياً، تلك الأزمة تركت تأثيرها وعلاجها المر على انخفاض قيمة العملة المصرية وضعف القوة الشرائية لها وارتفاع فاتورة الاستيراد، وبالتالى ينعكس ذلك على ارتفاع مستويات أسعار معظم السلع والخدمات.

وتساءل الخبير المصرفي، هل نواجه تلك الأزمة بالسخرية؟، قائلا: يجب على كل مواطن ومفكر، ومدرك لأبعاد الأزمة أن ينتقد بموضوعية وعقلانية وإيجابية، ويقترح الحلول الممكنة والبدائل القابلة للتطبيق على أرض الواقع، خاصة ونحن فى أمس الحاجة لكل رأى ومشورة تضيف قيمة مضافة.

وأضاف أن ما يواجه الجنيه المصرى الآن من حملات مخجلة قد يكون بعضها حرب ممنهجة لخدمة أهداف أباطرة السوق السوداء، ومضاربي الدولرة.

وأكد محمد عبد العال، أن الجنيه المصرى العملة الوطنية، وبغض النظر عن قيمته، فهو رمز وطني وقومي مثله مثل عَلم البلاد له احترامه وهيبته، لأن التأثير النفسي السلبي لمثل تلك الحملات الساخرة، تؤثر نفسياً على تصرفات المتعاملين وتوجهاتهم وقراراتهم الحالية والمستقبلية، خاصة رجال الأعمال والمستثمريين المصريين والأجانب، ويكون ضررها فى بعض الأحيان أقوى من التأثير السلبي للمخاطر الاقتصادية الراهنة التى يواجهها الجنيه، وتعمل عكسياً لتطويق ومحاصرة كل الإجراءات والسياسات التصحيحية التى يمكن أن تتخذ.

ولفت الخبير المصرفي، إلى أن الخطر مما يحدث أن هذه الحملات تؤثر سلبا على سمعتنا الدولية وتحبط من حماسنا الوطني ودرجة وعينا بمصالحنا وأهدافنا القومية.

ودعىا محمد عبد العال، المواطنين المصريين بالتوقف عن هذا الهزل، والتوجه للعمل الجاد، قائلا إنه الطريق الوحيد لإنقاذ اقتصادنا وعملتنا الوطنية الجنيه المصري.