عادل عبده: الحفاظ على التراث المصري أهم أولوياتي

المخرج المسرحي عادل عبده
المخرج المسرحي عادل عبده

ندى محسن

في إطار حرص الرئيس عبد الفتاح السيسي على إحياء التراث الشعبي، وهي الدعوة التي وجهها في كلمته خلال حفل افتتاح عدد من المشروعات القومية في محافظة سوهاج، حيث شهد الحفل عرض غنائي استعراضي للمطرب وائل الفشني، وفرقة سوهاج للفنون الشعبية على أنغام “الصعيد وناسه”، بدأت عدة مشاريع لحماية والحفاظ على التراث الفني المصري، حيث تتعدد فرق الفنون الشعبية من الوجه القبلي إلى الوجه البحري حاملين راية التعبير عن تراث المدن وثقافة وعادات شعبها، وذلك تحت إدارة البيت الفني للفنون الشعبية برئاسة المخرج المسرحي عادل عبده الذي يُحدثنا في الحوار التالي عن حال فرق الفنون الشعبية، وتمويلهم، والعقبات التي تواجههم.. كما يتطرق للحديث عن خطته لتوسيع نطاق الفرق الشعبية بخلاف تواجدهم في بعض المحافظات، ويكشف عن كواليس وتفاصيل مشروع افتتاح المركز الثقافي الفني لمدينة 15 مايو بجنوب القاهرة.

في البداية .. كيف ترى حال فرق الفنون الشعبية بعد التوصيات التي أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسي بإحياء التراث الشعبي؟
بفضل الله جميع الفرق في تقدم ونجاح مُستمر على رأسهم فرقة “رضا للفنون الشعبية”، الفرقة القومية للفنون الشعبية، والفرقة القومية للموسيقى الشعبية والإنشاد الديني، وهذه الفرق الثلاثة هي الأهم والأكثر شعبية وجماهيرية في مصر والوطن العربي، وشهد عام 2022 نجاحات كبيرة وعديدة على مستوى جميع الفرق التي قدمت عروضاً مسرحية، استعراضية، وغنائية مُبهرة، لكن النجاح والإنجاز الأبرز هو فوز فريق السيرك القومي بالميدالية الفضية في مهرجان “هانوي” الدولي لفنون السيرك بفيتنام، وهو فوز نفخر به كونه من مهرجان دولي عالمي، ونأمل أن نحظى بالميدالية الذهبية في مهرجانات دولية أخرى.

ماذا عن تمويل هذه الفرق؟
التمويل بالكامل من وزارة الثقافة، وهو المبلغ المالي نفسه الذي كانت تُخصصه الوزارة للقطاع قبل سنوات، ولم يشهد أي زيادة منذ أن توليت المنصب في عام 2018، لكن أحاول توظيف المبلغ في مكانه الصحيح منعاً للإهدار، لذلك يشهد القطاع حالة من النجاح والإبهار المُستمر.

 هل هناك عقبات أخرى بخلاف الميزانية المُخصصة لفرق الفنون الشعبية؟
وظيفتنا لا تخلو من العقبات والأزمات، لكن بفضل الله أنجح في تُخطيها دوماً، بل أحاول إزالة كل ما يُمكنه عرقلة سير العمل من أجل النهوض بالقطاع، ولا أُحبذ ذِكر الأزمات أو السلبيات، وأفضل دوماً الحديث عن الإنجازات والنجاحات التي يُحققها القطاع.

 هل هناك فرق فنون شعبية خاصة؟
لا، فجميع فرق الفنون الشعبية تابعة لوزارة الثقافة فقط، والتي تحمل على عاتقها راية الفنون الشعبية، ونحاول جاهدين الحفاظ على التراث الفني المصري من الإندثار وسط الأجواء المليئة بالألوان الفنية المسيطرة في الوقت الحالي.

 كيف تحاول تطوير وتوسيع نطاق الفرق الشعبية بخلاف تواجدهم في بعض المحافظات؟
حدثت طفرة في زيادة أعداد الجماهير بعدما تم تزويد عدد من المسارح بشاشات عرض خارجية وداخلية، منها مسرح “البالون”، ومقر السيرك القومي بالعجوزة، قاعة “صلاح جاهين”، ومسرح “محمد عبد الوهاب” بالإسكندرية، والذي أعدت إنشائه من جديد حتى أصبح من أهم النافذات الثقافية والفنية في مصر بأعلى كفاءة وإمكانيات، كما لدي خطة تسويقية أخرى سأعلن عنها في القريب العاجل.

 ماذا عن حجم الإيرادات التي يُحققها البيت الفني للفنون الشعبية؟
نسعى دائماً لتحقيق إيرادات كبيرة من خلال طرق مختلفة، وسنتعاقد خلال الفترة القليلة المقبلة مع إحدى شركات الدفع الإلكترونية، وذلك من أجل العمل على تسويق عروضنا على أوسع نطاق كون أن الخدمة تنتشر في جميع أنحاء المحافظات داخل مصر، كما ستسهل عملية بيع التذاكر الإلكترونية، وهذه الخدمة بدورها ستُعظم من نسب حضور الجمهور، وهو ما سيلقي بظلاله على زيادة إيرادات القطاع، وبصرف النظر عن حجم الإيرادات ما يُهمني في المقام الأول هو الحفاظ على التراث، ومعرفة الجمهور به في جميع أنحاء جمهورية مصر العربية.

ماذا عن افتتاح المركز الثقافي الفني لمدينة 15 مايو؟
استكمالاً لخطة التطوير الشاملة بالتعاون مع وزارة الثقافة المصرية، قررنا افتتاح مركز ثقافي فني بمدينة 15 مايو على أعلى مستوى، وهو الحدث الثقافي الأهم والمقرر انعقاده أواخر يناير الجاري، وسنبدأ هذا المشروع بافتتاح مدرسة لتعليم فنون السيرك بحضور وزيرة الثقافة د. نيفين الكيلاني.

 ماذا عن كواليس تحضيرات هذا المشروع؟
بدأنا التحضيرات الخاصة بهذا المشروع منذ أكثر من عام، بالتعاون مع جهاز مشروعات الخدمة الوطنية، فقد كانت قطعة الأرض المملوكة للدولة مغلقة منذ أكثر من 30 عاماً، وكان من المقرر أن تشهد افتتاح مسرحاً فنياً، لكن المشروع لم يكتمل، وبعد أن توليت منصب رئيس البيت الفني حرصت على إعادة إحياء عروض السيرك القومي بالمدينة بعد اغلاقه 30 عاماً، وذلك بالمجهودات الذاتية، والإمكانيات البسيطة والمحدودة، وبفضل الله استمر لسنوات طويلة.

 ما تفاصيل المشروع؟
المركز يحتوي على مسرح مساحته 15 متر × 30 متر عمق، وتصل عدد مقاعده إلى 600 مقعد، بالإضافة إلى دار عرض للسينما لتقديم خدمة فنية للجمهور في المجالين السينمائي والمسرحي، إلى جانب تجهيز غرف خاصة بالفنانين، وعدد من المكتبات الثقافية، كما تم تدشين خيمة مُتنقلة حتى نتجول في جميع محافظات مصر، وسنبدأ بمدينة 6 أكتوبر خلال إجازة منتصف العام حتى تتعرف جميع محافظات مصر على السيرك القومي المصري، ليكون هذا فرعنا الثاني بجانب فرع العجوزة.

 لماذا وقع الاختيار على مدينة 15 مايو بالتحديد؟
لأنها تفتقد للأنشطة الثقافية والفنية، فضلاً عن أن المدينة تخدم حوالي 20 مليون مواطن يعيشون في “مايو، حلوان، حدائق حلوان، المعصرة، البساتين، دار السلام.. وغيرها من المناطق المحيطة”، وهدفنا هو تقديم الخدمة الثقافية على أوسع نطاق لتصل إلى أكبر عدد من المواطنين.

 ما خطة البيت الفني لعام 2023؟
الإستراتيجية جاهزة ومُكتملة، لكن لن أعلن قبل الأول من فبراير المقبل، وتحديدا عقب افتتاح المركز الثقافي الفني لمدينة 15 مايو.

أقرأ أيضأ : 15 حفلة للفرقة القومية للفنون الشعبية على مسرح البالون