«لاجوس هوب» أكبر مكتبة عائمة في العالم ..ثروة ثقافية وجسر لحوار الحضارات

السفينة «لاجوس هوب» اثناء دخولها لميناء بورسعيد السياحي
السفينة «لاجوس هوب» اثناء دخولها لميناء بورسعيد السياحي

«سفينة لاجوس هوب MV Logos Hope  » والتى تعني « شعارات الأمل » ، هي سفينة تعمل كجزء من منظمات دينية ألمانية من قبل Gute Bücher für Alle. والتي تعني «كتب جيدة للجميع» تم بناؤها في عام 1973 بإسم العبارة « شعارات الأمل » MV Gustav Vasa للخدمة بين مالمو بالسويد، وترافيمونده بألمانيا، وتم تشغيلها لاحقًا باسم MV Norröna التي توفر خدمة العبارات إلى جزر فارو.
في عام 1973، تم تكليف السفينة باسم عبّارة السيارة Gustav Vasa التي كانت تسير بين مالمو (السويد) وترافيمونده (ألمانيا) ، وهو طريق كانت تديره لمدة 10 سنوات، في أبريل 1983 تم بيعها لشركة العبارات الفاروية Smyril Line وأعيدت تسميتها إلى Norröna، كانت تبحر من تورشفان ، عاصمة جزر فارو ، إلى ليرويك بجزر شتلاند، بيرغن بالنرويج، هانستهولم بالدنمارك وسييسيسفيورور بأيسلندا كل صيف، وغالبًا ما يتم استئجارها في فصل الشتاء لتغطية جداول إصلاح المشغلين الآخرين.
في 8 أبريل 1990، تعرضت السفينة لحريق صغير متعمد في أماكن إقامة الركاب مما أدى إلى وقوع عدة إصابات، تم إجلاء الضحايا بواسطة مروحيات الإنقاذ التابعة لسلاح الجو الملكي إلى مستشفى ويثيبوش العام في هافرفوردويست.
عندما قامت Smyril Line بتسليم Norröna جديدة في عام 2003 ، أصبحت السفينة القديمة Norröna I وعرضت للبيع، واشترى Gute Bücher für Alle السفينة في مارس 2004. 
وتضم السفينة «لاجوس هوب» ما يقرب من أكثر من 50 ألف كتاب من مختلف العلوم والمجالات، وتغطي مجموعة واسعة من الموضوعات للكبار والأطفال، بما في ذلك العلوم والرياضة والطبخ والفنون والطبخ واللغات والدين، مما يوفر للعديد من الزوار أول فرصة لهم على الإطلاق للاختيار من بين مجموعة واسعة من المؤلفات عالية الجودة، وتستقبل السفينة القراء من الساعة العاشرة صباحا وحتى العاشرة مساء، وتبدأ في الثالثة مساء يوم الجمعة، ويتم غلق المعرض يوم الأحد.
طاقم من المتطوعين
ومشروع سفينة لوجوس هوب انطلق في 2009، وتحمل السفينة حوالي 70 جنسية مختلفة، من طاقم موظفين متطوعين، وبحارة ومهندسين وكهربائيين وممرضات ومدرسين وطهاة، وترسو السفينة في كل ميناء تمر عليه عدة أسابيع، وتفتح المعرض لآلاف الزوار يوميًا.
وتصنف السفينة باعتبارها أكبر مكتبة عائمة في العالم، وتستهدف بما تضمه من ثروة ثقافية تقدر بنحو 50 ألف كتاب، نشر الثقافة في العالم والتشجيع على القراءة، ولذلك تتنقل سنوياً بين عشرات البلدان حول العالم.
واستقبال أكبر مكتبة عائمة في العالم بميناء بورسعيد، يعكس أهمية التعاون بين مؤسسات الدولة المختلفة في نشر الثقافة والوعي حول العالم، وحرص الدولة المصرية وشبابها وطلابها على التفاعل مع هذا الزخم الثقافي العالمي، باعتبارها جسر ثقافى لعبور الثقافات المختلفة بين الدول، تعبر من خلاله إلى معرفة المزيد من الدمج وتبادل ثقافات شعوب وحضارات العالم باختلاف ثقافاتها، وتعزيز المعرفة والثقافة والقراءة.
ويعد وجود مثل هذه السفينة على أرض مصرية تشجيع للقراءة والاندماج مع مثل هذه الفعاليات الثقافية هو توفير أدوات الإطلاع على ثقافات الدول والشعوب أمام الشباب والطلاب المصريين للتأكيد على مدى أهمية القراءة، وأيضا لتحقيق الفوائد المختلفة لها، والتمكن من إحداث تغيير جذري في مهارات القراءة لدى الطلاب، ومساعدتهم على اكتساب المعرفة والعلوم، وأن استقبال مصر هذه المكتبة العائمة «لوجوس هوب MV LOGOS HOPE»، على أرض بورسعيد وأعداد التجهيزات اللازمة لاستضافة هذا الحدث العالمي، يدل على تعظيم قدراتنا في مجال اللوجستيات والنقل البحري، وضمان قدرة الدولة المصرية على التعامل مع العدد المتزايد من السائحين المترددين على الميناء، خاصة مع الإقبال الشديد من الشباب والزوار على زيارة المكتبة.
وتفتتح السفينة معرضها العائم لآلاف الزوار يوميًّا من الطلاب ومحبى القراءة فى الفئات العمرية بين 13 أو 65 عامًا، نظير رسم رمزى لزيارة السفينة والمشاركة فى فعالياتها، أما الأطفال الذين يقل أعمارهم عن 13 عامًا، و"قادرون باختلاف" فيمكنهم الدخول إلى السفينة بشكل مجانى، من الساعة العاشرة صباحًا وحتى العاشرة مساءً يوميًّا طوال مدة المعرض.
ويبلغ عدد الفريق بالسفينة أكثر من 450 متطوع، من أكثر من 70 جنسية مختلفة، ويبلغ طولها 132 مترًا، وتحتوى المكتبة العائمة على أكثر من 50 ألف عنوان لكتاب، فضلًا عن عروضًا تفاعلية وفعاليات فنية وثقافية.
من المعروف أن  لوجوس هوب هي واحدة من السفن التي سافرت حول العالم وحققت العديد من النجاحات حول العالم، عمل عليها من قبل آلاف المتطوعين من أكثر من 70 دولة حول العالم، يخصص المتطوعون عامًا من حياتهم لنشر المعرفة والقضاء على الأمية ونشر الثقافات المختلفة بطرق جديدة ملفتة للانتباه وجذابة، حيث تقوم بالاتصال في الموانئ في العديد من البلدان وتعمل منذ أكثر من 50 عامًا، لقد تمكنت أيضًا من الوصول إلى أكثر من 1500 ميناء.

اقرأ أيضا | حوار| أحد متطوعي سفينة «لاجوس هوب»: نقدم رسالة إنسانية للعالم.. ولسنا في رحلة ترفيهية