رئيس الهيئة الوطنية للصحافة يكتب : الرياضة أخلاق

المهندس عبد الصادق الشوربجى
المهندس عبد الصادق الشوربجى

الرياضة غذاء الروح والجسد والعقل، حقيقة فعلية أثبتتها الحياة، أمر لم يعد رفاهية أو مكملاً ثانوياً لمقتضيات الواقع الذى نعيشه، الرياضة باتت ضرورة من ضروريات الحياة السوية لبناء الإنسان صحياً ونفسياً وعقلياً واجتماعياً .. عالمياً هو الأمر كذلك حيث لم تعد مجرد لعبة أو مجموعة لعبات ورياضات مختلفة الطريقة والأسلوب بل تعدت ذلك بمراحل أسرع ونظرة أوسع شمولاً لتكون صناعة واستثماراً ضخماً مربحاً بأذرع منتشرة فى كل مكان تدر عائداً اقتصادياً كبيراً ومصدراً مهما للدخل فى كثير من دول العالم.    

فى مصر ومع تولى فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسى، مهام المسئولية، بدأت الدولة تتخذ خطوات سريعة وغير مسبوقة وباستثمارات كبيرة فى مجالات الاهتمام بالشباب والرياضة، فانطلقت فى تطوير البنية التحتية الرياضية والتى وضعت مصر فى مصاف الدول الكبرى، أطلقت مبادرات وبرامج التوعية للحفاظ على شبابنا، تمكنت من تحويل مراكز الشباب الى بيئة مناسبة جداً على كافة الجوانب الرياضية والثقافية والاجتماعية.
عادت الروح للملاعب المصرية من جديد بعد معاناة سابقة، واكتسبت بلادنا ثقة الاتحادات الدولية الرياضية، وتمكنت من استضافة كبرى الفعاليات والبطولات والأحداث العالمية الرياضية ونالت إشادة واستحساناً من الجميع بجودة وكفاءة الاستقبال والتنظيم والإدارة، وبتوجيهات رئاسية مستمرة تم دعم أبطال مصر فى كافة الالعاب الرياضية والمنتخبات المختلفة بكافة سبل المساندة والتشجيع، إضافة إلى مشروعات اكتشاف المواهب والمبدعين فى كل الرياضات المختلفة، وتوفير الخدمات الرياضية وتطوير الملاعب فى النجوع والقرى والمراكز والمدن حتى أصبحت واحة ومتنفساً لشباب مصر الواعد وأمل المستقبل، وصولاً إلى مدينة مصرالدولية للألعاب الأولمبية بالعاصمة الإدارية الجديدة، والتى تعد إحدى ثمار اهتمام مصر بتطوير البنية التحتية الرياضية والشبابية وفق أعلى المعايير والمواصفات العالمية لاستضافة الأحداث والفعاليات والبطولات العالمية والإقليمية.
ولكرة القدم فى مصر مذاق خاص ومكانة كبيرة لدى جموع شعبنا العاشقة للساحرة المستديرة، الأمر الذى يفرض مسئوليات كبيرة وإضافية للنهوض بكافة القطاعات والفرق المصرية فى المسابقات المحلية، والاهتمام ببناء جيل جديد من الشباب واللاعبين يتم اختيارهم بشفافية مطلقة وتامة تكون أساساً راسخاً لبناء كيانات محلية قوية تثرى المنافسات وتدعم منتخباتنا القومية فى جميع الرياضات والتى تمثل مصر فى كبرى الأحداث والفعاليات الرياضية الدولية والإقليمية.
فى مونديال كأس العالم 2022 بقطر، أثبتت منتخباتنا العربية والإفريقية مثل المغرب والسعودية وتونس والكاميرون والسنغال؛ جدارتها فى المشاركة فى هذا العرس الكروى العالمى، وكانت جميعها ممثلاً مشرفاً للعرب والأفارقة، وكان كثيرون يتمنون حضوراً مصرياً فى هذا الكرنفال، الكرة المصرية التى طالما كانت لها ريادة تاريخية فى منطقتها ومحيطها العربى والإفريقى ولمسات عالمية.
ابتعدنا قليلاً ولكننا قادرون على استعادة مكانتنا فى عالم كرة القدم مع الإمكانات الهائلة التى توفرها الدولة ولازالت، ومطلوب من جميع المسئولين عن هذا الملف فى مصر التخطيط الجيد والسليم، ومنح الأولوية للمواهب وتبنى خطاب جديد ينبذ الكراهية والتعصب الكروى البغيض الذى بدوره يؤثر على المنتخبات وإثراء روح المنافسة الشريفة والإعلاء من القيم الرياضية، وقد رأينا معاً فى النسخة الماضية من كأس العالم كيف كانت الروح الرياضية بين الفرق التى لم توفق والفرق الفائزة،  هكذا نريدها أن تكون وقبل كل شيء، الرياضة أخلاق، لا فرق بين أهلى وزمالك أو أى أندية أخرى، فهناك نظام وقواعد ولوائح يتم تطبيقها على الجميع، ومحاسبة كل من يصطاد فى الماء العكر ويشعل موجات التعصب البغيض.     
نتمنى تعاوناً وتنسيقاً كاملين بين جميع الفرق والأندية والهيئات والاتحادات والروابط الرياضية للعمل معاً بدءاً من قطاعات الناشئين وحتى الفرق الأولى والمنتخبات وفق خطط استراتيجية ومنظومة مدروسة على كافة الأصعدة تضمن انطلاقة قوية فى جميع القطاعات الرياضية المصرية.. وكل عام وأنتم بخير.