عامان على أحداث اقتحام الكونجرس.. والقضية مستمرة في وجه ترامب

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

قبل سنتين من الآن، كان أنصار الرئيس الأمريكي الجمهوري دونالد ترامب، الذي يستعد لترك الحكم في الإدارة الأمريكية لخلفه جو بايدن، ينشرون ساعات من الرعب والفوضى داخل مقر الكونجرس الأمريكي.

مبنى الكابيتول كان تحت سيطرة أنصار ترامب، الذين اقتحموه بشكل كاملٍ أثناء انعقاد جلسة التئم خلالها مجلسا النواب والشيوخ للتصديق على انتخاب الديمقراطي جو بايدن رئيسًا للبلاد.

وكان أنصار ترامب، بتحريض من الرئيس الجمهوري آنذاك، يسعون إلى الحيلولة دون تصديق الكونجرس على انتخاب بايدن رئيسًا للبلاد، في وقتٍ كان يزعم ترامب أن انتخابات الرئاسة الأمريكية، التي جرت في 3 نوفمبر 2020، شهدت أعمال تزوير رجحت كفة منافسه بايدن على حسابه.

وفاز بايدن في الانتخابات الرئاسة الأمريكية بفضل حصوله على 306 أصوات في المجمع الانتخابي مقابل حصول منافسه الرئيس المنتهية ولايته ترامب على 232 صوتًا فقط، ليصبح الرئيس السادس والأربعين في تاريخ الولايات المتحدة.

ولطالما اتهم ترامب العملية الانتخابية بأنها شهدت أعمال "تزوير"، لكن دفوعاته والطعون التي قدمها على نتائج الانتخابات لم تنصفه، وتم تثبيت فوز بايدن بالانتخابات الرئاسية.

اقرأ أيضًا| «4 أصوات» تفصل الجمهوري كيفن مكارثي عن رئاسة مجلس النواب الأمريكي 

ومع ذلك، حشد ترامب أنصاره ودعا إلى الزحف نحو مبنى الكونجرس للضغط من أجل إيقاف عملية التصديق على فوز بايدن بالرئاسة، لينتج عن ذلك مشهدًا فوضويًا، باقتحام الحشود لمبنى الكابيتول، إلى جانب اقتحام عدد منهم القاعة التي تشهد اجتماع مجلسي النواب والشيوخ، ما أدى إلى تأخر انعقاد الكونجرس لعدة ساعات حينها.

وعلى إثر ذلك، تعرض ترامب للمحاكمة مرة ثانية من قبل مجلس الشيوخ الأمريكي، في 13 فبراير من ذلك العام، لكن تم تبرئته بعدما صوّت 57 عضوًا في مجلس الشيوخ لصالح إدانته مقابل 43 قاموا بتبرئته، فيما كان يتوجب أغلبية الثلثين، المقدرة بـ67 عضوًا كي يتم إدانة ترامب وقتها ومحاكمته.

ورغم مرور عامين على حدث اقتحام مبنى الكونجرس من قبل أنصار ترامب، والذي هزّ صورة الولايات المتحدة عالميًا في ذلك التوقيت، إلا أن تلك الأحداث لا تزال شبحًا يطارد الرئيس السابق دونالد ترامب، الطامح للعودة مرة أخرى إلى الرئاسة في البلاد عبر انتخابات عام 2024، ليظفر بولايته الثانية، ولو بصورة منفصلة وليست متصلة.

تحقيق يدين ترامب

وقبل أسبوعين من الآن، اتهمت لجنة مجلس النواب الأمريكي للتحقيق في أحداث الكونجرس، في تقريرها النهائي، الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، بالانخرط في مؤامرة من عدة أجزاء لقلب نتيجة انتخابات عام 2020.

كذلك قالت اللجنة، في 23 ديسمبر الماضي، إن ترامب فشل في منع أنصاره من اقتحام مبنى الكونجرس.

وأوصى التقرير وزارة العدل بتوجيه 4 تهم جنائية ضد الرئيس السابق دونالد ترامب، بما في ذلك التحريض أو المساعدة على الفتنة، فيما يتعلق بأحداث 6 يناير 2021، عندما اقتحم حشد من أتباعه مبنى الكونغرس، في محاولة لتعطيل الإعلان عن فوز جو بايدن في الانتخابات الرئاسية.

وأكدت لجنة التحقيق في تقريرها النهائي أن ترامب وآخرين وضعوا عددًا من الخطط المحددة للغاية، ولكن جميعها لها نفس الهدف المتمثل في إعاقة أو التأثير على فرز الأصوات الانتخابية في 6 يناير، وبالتالي إلغاء النتائج المشروعة للانتخابات.

وقالت اللجنة أيضًا إن شهادات شهود أثبتت أن ترامب كان يعلم أن الخطة كانت غير قانونية قبل السادس من يناير (يوم اقتحام مبنى الكونجرس من أنصاره).

ولا يزال ترامب هو المتهم الرئيسي والمحرض الأساسي في نظر الديمقراطيين في أحداث اقتحام الكونجرس، تلك الأحداث التي قد تودي بمستقبله السياسي وتحرمه من الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة، حال إصدار الكونجرس قرار إدانة بحقه بتصويت مجلسي النواب والشيوخ، ما يعني حينها انتهاء مستقبله السياسي في الولايات المتحدة.