مطالب بتسجيل لعبة «سينيت» المصرية القديمة كتراث باليونسكو

 لعبة سينيت المصرية القديمة
لعبة سينيت المصرية القديمة

طالب خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان عضو المجلس الأعلى للثقافة لجنة التاريخ والآثار، بتسجيل لعبة "سينيت" ضمن الألعاب التراثية المصرية لحفظ حقوق الملكية الفكرية، تمهيدًا للاعتراف بها كلعبة دولية وتسجيلها تراث لا مادى باليونسكو، مثل لعبة التحطيب التي سجلت عام 2016 تراث لا مادى باليونسكو.

وقد بدأت انتشار اللعبة من جدران المعابد المصرية، ووصلت إلى أروقة اليونسكو الذى اعتمدها كعنصر أصيل من التراث غير المادي بمصر وهى لعبة لها قواعد وأصول، فعلى حائط معبد الكرنك بالأقصر لوحة منقوشة تمثل الإله حورس وهو يعلم الملك أمنحتب الثالث  " 1448 – 1420 قبل الميلاد" هذه الرياضة الشعبية، كما توجد نقوش لها على مقابر بنى حسن وتونة الجبل بصعيد مصر تصور المصريين القدماء وهم يمارسون التحطيب، وكانوا يؤدونها كنوع من التدريب للقتال وقت الحروب وللتسلية في فترات السلم وكانوا ينزعون نصل الحراب ويتدربون بالعصا على فنون الدفاع والهجوم.

كما وكشف ريحان عن قيام متحف الحضارة بإحياء اللعبة القديمة من خلال فيلم وثائقى .

بير أثري يرصد القطع المستردة منذ عام 2014 وحتى الآن

ولعبة "سينيت" هي لعبة لوحية مصرية قديمة وتعني " المرور" و قد نُقشت رسوماتها على جدران المعابد والمقابر، كما عثر عليها بمقابر عدد من النبلاء والملوك مثل الملك الذهبي " توت عنخ آمون "، و ترجع أهمية لعبة " سينيت " لارتباطها بعدد من المعتقدات المصرية القديمة مثل " أسطورة هليوبوليس للخلق " و الحساب في العالم الآخر. 

وأشار الدكتور ريحان إلى أن أول لوحة لا لبس فيها لهذه اللعبة القديمة هي من مقبرة الأسرة المصرية الثالثة لحسي رع (2686-2613 قبل الميلاد) يصور الناس وهم يلعبون السينيت في لوحة في قبر راشيبس، وكذلك من مقابر أخرى من الأسرة الخامسة والسادسة (حوالي 2500 قبل الميلاد)، ويعود تاريخ أقدم ألواح سينيت سليمة إلى المملكة المصرية الوسطى 

ولعبة سينيت هى تمثيل لرحلة كا (الشرارة الحيوية) إلى الحياة الآخرة حيث تم إجراء هذا الارتباط في نص اللعبة الكبرى والذي يظهر في عدد من البرديات، بالإضافة إلى ظهور علامات ذات أهمية دينية على ألواح سينيت نفسها.

كما تم الإشارة إلى اللعبة أيضًا في الفصل السابع عشر من كتاب الموتى، وأظهرت دراسة أجريت على لوح خرساني في متحف روزيكروشن المصري المخصص لآثار مصر القديمة ويقع في منتزه روزيكروشن بحي روز جاردن في سان خوسيه بكاليفورنيا  فى الولايات المتحدة الأمريكية ويعود تاريخ اللوح إلى أوائل الدولة الحديثة، وانتشرت لعبة سينيت خارج مصر القديمة من خلال العلاقات التجارية حيث تم العثور عليها في بلاد الشام في مواقع مثل تل عراد وجبيل وكذلك في قبرص.

ونوه الدكتور ريحان إلى قيام المتحف القومي للحضارة المصرية بتنظيم احتفالية تضمنت ندوة عن الألعاب المصرية القديمة و ورشة عمل عن لعبة "سينيت" حيث قام الأطفال والشباب بلعبها بعد التعرف على قواعدها.

و تتكون اللعبة من صندوق يضم 30 مربعًا يضع اللاعبان على الصف الأول نوعان من الأحجار إما " القواشيط " أو " القراطيس " التي يحركها اللاعب بعد إلقاء الزهر الذي هو عبارة عن خمسة عيدان ملونة، وفي حالة وصول قطعة لاعب إلى مكان قطعة لاعب آخر فإنه يتم تبديل أماكن القطع وفي حالة وجود قطعتين متجاورتين لنفس اللاعب فانهما يحميان بعضهما البعض، أما لو كانوا ثلاثة فانهم يمنعون مرور قطع اللاعب الآخر.

والفائز هو من ينجح في إخراج أحجاره الخمسة قبل الآخر، وباللعبة مجموعة من المربعات الخاصة تُسمى مربعات " الوصاية " تحمي اللاعب أو تعوق تقدمه مثل بيت الحياة  وهو المربع رقم 15  وبيت السعادة وهو المربع 26، اللذان يحميان أحجار اللاعب من الخروج، أما بيت المياه وهو المربع 27 فإنه يعيد اللاعب إلى الخلف حيث  بيت الحياة.