خلعت المدمن فخطف طفلها

صورة موضوعية
صورة موضوعية

كتبت: منى ربيع

قلبها أعلن الحداد للأبد، فما حلمت به ذات يوم أصبح كابوسًا يطاردها اينما كانت، تلك الجميلة التى كان يتسابق شباب الحى على الفوز بحبها وقلبها، أصبحت مكسورة، محطمة، على يد من وضعت قلبها بين يديه، هي الآن تعتصر قهرًا وكمدًا على سنينها التي ذهبت هباءً، وفلذه كبدها المخطوف.

كانت كل احلامها ترسم مستقبلا سعيدًا ، ترى نفسها وهى ترتدى الفستان الابيض، ذاهبه بإرادتها إلى من عشقته وعشقها، تحلم كمثيلاتها من الفتيات وهى تحضر وجبات الطعام لزوجها، وهى تنجب طفلهما الاول ومن ثم الثانى والثالث، تعيش كأم مثالية بين ذراع زوجها ورعاية اطفالها، لم تتخيل ابدًا أن الباقى من حياتها سوف يكون كابوسًا بين جدران محاكم الاسرة.

وكما تقول، كان العرسان يتقدمون إلى بيتى شبه اسبوعيًا، كنت أرفضهم، فما كان فى مخيلتى فارسًا بمواصفات خاصة، وأن تكون أولى الشروط أن يستولي على قلبى، بدون حب لا يستطيع بيت الاستمرار، أو تدب الحياة بين أركانه، حتى جاءت ساعة الصفر بالنسبة لى عندما رأيت احد شباب الحى الذى أسكن فيه وهو يطرق باب اهلى، التقيته وعشقته من النظرة الاولى، وسريعًا كان الاتفاق يتم بين الأسرتين.

اقرأ أيضًا | تأجيل محاكمة 7 أجانب و11 مصريًا بتهمة جلب المخدرات داخل البلاد

تتنهد الحالمة قائله، للأسف كان اهلى رافضين له، لكنى اجبرتهم على الاتفاق، كانوا يحذروننى منه، ولكنى اصريت على القبول، وأخبرتهم بأننى سوف اساعده حتى يكون احسن انسان فى الدنيا، وبالفعل تزوجنا، وكانت ليلة من الف ليلة وليلة، ترجمت الايام والشهور الاولى لزواجنا كل معانى الحب التى تخيلتها فى حياتى  الماضى، لكن فجأة تغيرت الدنيا من حولى

تضيف الحزينة قائلة، وجدت تصرفات زوجى تتغير سريعًا، يتحول من إنسان الى وحش كاسر، يعاملنى بخشونة، دائم التهديد لى، واستمر تغيره حتى فوجئت به وهو يختفى عن البيت لساعات طوال، يخرج من عمله، ولا يعود الى المنزل إلا مع ساعات الصباح الاولى، يغير ملابسه ثم يختفى مجددًا، وهنا علمت أن هناك شيئًا غريبًا قد حدث فى حياته، لأكتشف أنه اصبح مدمن مخدرات، وعندما واجهته فوجئت به يصرخ فى وجهها بأنه لن يتركها ابداً، ومازاد المأساة إنه كان يتعاطى المخدرات امام طفلهما الصغير.

الحياة مع إنسان مدمن قاسية وصعبة، ومع هذا قررت عدم التخلى عنه، حاولت إقناعه كثيرًا بالإقلاع عن المخدرات، لكنه رفض، تدخل اهله واهلى، ولكنه اصر على ما هو فيه، حتى قررت إقامة دعوى خلع ضده وترك المنزل والعودة الى بيت اهلى.

تسكت المقهورة قليلاً، ثم تعاود الحديث قائلة، لم يتركنى فى حالى، اصبح يطاردنى عبر المكالمات الهاتفية، ويرسل لى بالعديد من رسائل التهديد والوعيد، وفى النهاية فوجئت باختفاء طفلى الوحيد، وعلمت انه خطفه حتى يحرق قلبى للأبد.

من وثقت فيه وتزوجت منه حرمنى من طفلى رغم قرار المحكمة بضم الطفل إلى، ولكنها حسب ما تقول، لن افقد الامل ابدا فى عودة ابنى، طالما هناك رجال ينفذون القانون.
تبكى المقهورة وتنصرف بدموعها وحزنها وهى محملة بآلام القسوة والحرمان.