كرم جبر يكتب: حديقة الحيوان

كرم جبر
كرم جبر

أتمنى أن تتحول حديقتا الحيوان والأورمان إلى أماكن رائعة، يقضى فيها الناس أوقاتاً طيبة، وأن تمتد إليها يد التطوير، والحفاظ على الطابع التاريخى المميز لتلك الحدائق.
وأتمنى أن يبادر المسئولون عن الحديقتين بتقديم بيانات وافية للرأى العام حول الشكل المخطط للحديقتين، بعد الانتهاء من إعداده، للقضاء على الشائعات الكثيرة التى ازدادت فى الأسابيع الأخيرة.

الموضوع يهم الناس، فالحديقتان يتجاوز زوارها الــ 100 ألف مواطن يومياً فى الأعياد والمناسبات، وتشكلان متنفساً لقضاء أوقات جميلة والاستمتاع بالطبيعة والزهور والأشجار والحيوانات والطيور.

سنوات طويلة من الإهمال أو التطوير العشوائى البطيء لأجمل الأماكن فى قلب القاهرة، التى لها ذكريات طيبة مع كل من يزورها.
يمر عليهما كل دارس فى جامعة القاهرة، ويشكلان امتداداً للجامعة، ويفضل آلاف الطلاب المذاكرة فى حديقة الأورمان، والاستمتاع بالأجواء الساحرة، بعيداً عن الصخب والضجيج.
وليس منطقياً فى هذا التوقيت خروج تصريحات متضاربة حول تطوير حديقة الحيوان، ويبادر بعض المسئولين بتصريحات من نوع أن الحديقة ستظل مفتوحة ولا صحة لإغلاقها، وأن ما يتردد غير حقيقي، وأن النية للتطوير لن تحدث الآن.

وكأن التطوير وغلق الحديقة لمدة معينة لحين الانتهاء من تطويرها خطيئة كبرى، وإذا اطمأن الناس لشكل التطوير والحفاظ على الحديقة وتحديثها وتطويرها، سنقضى على الشائعات والتصريحات المتضاربة.

أتمنى بالفعل أن تتحول حديقة الحيوان إلى أماكن مفتوحة يستمتع فيها الزوار برؤية الحيوانات والطيور دون أقفاص كما فى الحدائق العالمية الكبرى، مع الحفاظ على أعلى معدلات الأمان، وأن تستقبل أنواعاً مختلفة من الحيوانات من مختلف مناطق العالم، لتحقيق أكبر قدر من المتعة والاستمتاع.

وأتمنى أن تصبح حديقة الأورمان واحة للأشجار والورود النادرة فى العالم، بجانب توافر أماكن للزوار وأن ترتبط الحديقتان - كما قرأت بعض التصريحات - بتلفريك، دون المساس بشجرة واحدة.

توضيح الحقائق يقضى على الشائعات، خصوصاً بالنسبة للموضوعات التى تهم الرأى العام، فحديقة الحيوان يقترب عمرها من 135 سنة ومساحتها 80 فداناً، وسط أماكن مكتظة بالعمارات والطرق والمباني، وتشكل رئة طبيعية فى قلب تلك المنطقة، ولها ذكريات تاريخية خالدة، منذ افتتاحها فى عهد الخديوى توفيق.

وحديقة الأورمان عمرها 150 سنة ومساحتها 18 فداناً وتضم مجموعة نادرة من الأشجار والنخيل، وتم إنشاؤها فى عهد الخديوى إسماعيل، واستجلب لها أشجار الفاكهة والموالح والخضر من جزيرة صقلية ومن جميع أنحاء العالم.

مصر تتطور للأحسن والأجمل، وتحافظ على تميزها الحضارى والتاريخى والجمالى والفني، خصوصاً فى العاصمة.