«صفر كورونا».. استراتيجية الصين لمواجهة «كوفيد» وسبب إلغائها

إغلاق المدن نتيجة سياسات "صفر كورونا"
إغلاق المدن نتيجة سياسات "صفر كورونا"

كان من المفترض أن يكون عام 2022 عام انتصار الصين على وباء كورونا، ليجد الصينيين أنفسهم على اعتاب موجة مدمرة محتملة من كوفيد -19 بعد إعلان الحكومة التخلي عن سياستها الخاصة بـ" صفر كورونا".

وحذرت العديد من التقارير من أن رفع سياسات مواجهة كورونا من الممكن أن تؤدي إلى عدد مهول من الإصابات في البلاد خلال 2023.

الصين تواجه كورونا

وطبقت الصين خلال الموجة الأولى من انتشار فيروس كورونا والذي ظهر عام 2019 في مدينة ووهان العديد من الإجراءات الصارمة التي مكنتها من حصر الإصابات حيث وفرضت إغلاق كامل للمدينة، في حين بأكملها خلال، وحصرت أكثر من 11 مليون نسمة في منازلهم، حيث حضرت الحكومة في 23 يناير 2020 السفر من وإلى المدينة، وبدأت في تنفيذ عمليات إغلاق صارمة في مدن أخرى في جميع أنحاء الصين. 

أدت هذه الإجراءات إلى كبت كبح انتقال الفيروس إلى ما دون العتبة الحرجة، وبذلك اقترب عدد الإصابات الأساسي للفيروس من الصفر. في 4 فبراير 2020، بعد حوالي أسبوعين من بدء عمليات الإغلاق في مقاطعة خوبي التي تقع شرقي الصين، بلغ عدد الإصابات ذروته في المقاطعة وبدأ في الانخفاض بعد ذلك، حيث ظل تفشي المرض مركّزًا إلى حد كبير فيها، حيث حدثت هناك أكثر من 80٪ من الحالات على مستوى البلاد حتى 22 مارس 2020.

بلغ عدد الوفيات في الصين خلال الموجة الأولي حوالي 4600 وفقًا للأرقام الرسمية "ما يعادل 3.2 حالة وفاة لكل مليون نسمة".

مع انحسار الوباء، تحول التركيز نحو استئناف النشاط الاقتصادي ومنع عودة ظهور الفيروس، حيث بدأت بعض المناطق منخفضة ومتوسطة الإصابات بالبلاد في تخفيف إجراءات التباعد الاجتماعي في فبراير 2020، مع مراعات زيادة في الاختبارات وتطوير.

أنهت مدينة ووهان سياسة " صفر كورونا" في أبريل 2020، والتي كانت آخر مدينة كبرى يعاد ورفع السياسات الوبائية عنها.

ولقي الآداء الصيني وقتها إشادة دول العالم بعدما نجحت سياساتها في إبقاء حالات الإصابة بفيروس كورونا والوفيات منخفضة مقارنة بالدول الغربية، حيث سجلت ما يقرب من 16 ألف حالة وفاة فقط بسبب فيروس كورونا بين سكانها البالغ عددهم 1.4 مليار نسمة، وفقًا لمركز موارد جون هوبكنز للفيروس التاجي، بينما سجلت الولايات المتحدة أكثر من مليون حالة وفاة.

غضب شعبي من صفر كورونا

في البداية، كان الاستياء العام من نهج الحكومة ضئيلًا للغاية، حيث عبر الكثيرون عن فخرهم بقدرة الدولة على إبقاء الإصابات في أقل مستوى، إلا ان مع الوقت والموجات المتعاقبة من الفيروس فقد أصبح أكثر قابلية للانتقال، زادت الحالات في جميع أنحاء الصين وأصبحت عمليات الإغلاق أكثر حدة، تصاعد الغضب العام، مما أدى إلى احتجاجات في عدة مدن صينية، حيث أعرب المتظاهرون في العديد من المدن الصينية الكبرى عن غضبهم من سياسة "صفر كوفيد" الصارمة في البلاد، والتي بموجبها يتم إغلاق المدن بسبب عدد قليل من حالات الإصابة بفيروس كورونا.

كانت الشرارة للاحتجاجات في مصنع فوكسكون في تشنغتشو، الذي يصنع الإيفون، في 22 نوفمبر الماضي، بعد أن تظاهر مئات العمال للتنديد بإجراءات الإغلاق المشددة وكذلك عدم دفع المكافآت، كان هذا كل ما تطلبته حركة الاحتجاج حتى تنتشر كالنار في الهشيم في العديد من المدن في جميع أنحاء البلاد، مع تفاقم الغضب من سياسة "صفر كوفيد".

رداً على الاحتجاجات، خففت الحكومة الصينية الإجراءات الصحية وأدخلت تعديلات على العديد من قواعدها، بما في ذلك احتجاز الأشخاص الذين أثبتت اختباراتهم إيجابية وإجبارية PCR، في 7 ديسمبر 2022.

ما هي سياسة صفر كورونا

قامت الصين بتنفيذ سياسات "صفر كورونا" على المستوى المحلي عن طريق عدد من الإجراءات الصارمة، حيث نفذت عمليات حجر صحي مشددة حتى لو تم اكتشاف عدد قليل من الحالات.
وكان من الممكن أن تغطي عمليات الحجر تلك لأحياء كاملة أو حتى تمتد لمدن بأكملها لمدة أسابيع أو شهور في كل مرة يتم اكتشاف حالة إصابة بها.

كما كانت تجري الحكومة اختبارات جماعية في الأماكن التي تم الإبلاغ فيها عن إصابات كورنا حتى في الأماكن التي لم تكن هناك حالات جديدة، وه ما أدى لظهور العديد من الصور للطوابير الطويلة التي تمتد لعشرات المترات للسكان وهم ينتظرون لدورهم لإجراء الفحص.

وغالبًا ما كان يحتاج سكان المناطق التي يظهر بها إصابات إلى إجراء فحوصات سلبية حتى يتمكنوا من دخول شركة أو منشأة عامة.

ويتم وضع أي شخص كان على اتصال بشخص مصاب في مرافق الحجر الصحي الحكومية أو يُطلب منه العزل، حتى أولئك الذين لم يكن لديهم سوى اتصال بعيد مع شخص مصاب أو شخص يحتمل أن يكون مصابًا يمكن عزلهم.