«أفاتار» الجز الثاني ..عودة كوكب باندورا

Avatar
Avatar

كتبت: إنجي ماجد

لم يقدم المخرج جيمس كاميرون أي عمل سينمائي منذ فيلمه Avatar عام 2009، وقد تجد نفسك تتساءل عما كان يفعله هذا المخرج العبقري طوال الـ13 عاما الماضية، وهي الإجابة التي ستعرفها بعد مشاهدة الجزء الجديد من Avatar - الذي يحمل اسم The way of Water -، والذي يبدو أنه يستحق عقدا من الزمان لتقديم مثله على الشاشة الفضية.. فنحن أمام عمل سينمائي محمل بالعديد من الخطوط الدرامية، ولكن يبقى الخط الأهم هو قوة الأسرة وأهمية العيش في وئام مع العالم الطبيعي.

وربما ظروف التكوين المختلفة التي تصقل روح أي نجم قد تعد هي البادرة الهامة لصناعته، ولا يمكن استثناء أيقونة الجمال الكلاسيكية إنجريد برجمان عن هذه المعادلة الصعبة، إذ أن النجمة السويدية الحسناء قد ولدت في 29 أغسطس عام 1915، لأبٍ سويدي يعمل فنانًا ومصورًا، وأم ألمانية، وفي عامها الثاني توفيت أمها، ليقوم والدها برعايتها بشكلٍ كامل، إذ أعتمد عليها كموديل لصوره عن الأطفال وجعلها الأشهر في شبه جزيرة إسكندنافيا، لأنه آمن بأنها ستصبح مغنية أوبرا، وبالفعل حضرت هي عدة دروس فيها، لكنه توفى بدوره وهي في الثالثة عشر من العمر!!، لتنتقل للعيش مع أختها الكبرى التي توفيت بعد 6 أشهر فقط!!، ومن بعد وفاتها تنقلت بين العديد من أفراد العائلة، مما ولد لديها شعورٍ دائم بالغربة، وكان لتلك التنقلات أثرها الإيجابي فيها، إذ دفعها لتعلم العديد من اللغات، لتصبح في فترة وجيزة تجيد السويدية والألمانية والإنجليزية والإيطالية والفرنسية أيضًا!!

وعلى خلفيتها الفنية، حضرت إنجريد دروسها الأولى في التمثيل بالأكاديمية الملكية للمسرح، لكن موهبة برجمان الكبيرة أهلتها للعمل في أول عمل مسرحي لها بعد مرور 3 أشهر فقط من الدراسة، بما يخالف التعليمات الأساسية، لكنها كانت مبهرة بكل المقاييس، ما جعلها توقع عقدًا للعمل ضمن أحد أستوديوهات السويد في الأجازة الصيفية للسنة الأولى!!

وجاءت انطلاقاتها الكبرى في السينما السويدية، إذ سرعان ما ذاعت شهرتها كنجمة موهوبة، وتعلقت بها الأنظار بشكلٍ كبير، بل تخطى الأمر لتتعلق بها أنظار المنتج ديفيد أو سيلزنيك، الذي أصر على أن تقدم فيلمها السويدي الأشهر “Intermezzo” عام 1936 بنسخة أمريكية عوضًا عن اللغة السويدية، وكانت برجمان تعتقد بأنه سيكون دورًا واحدًا قبل أن تعود ثانيةً لبلادها، لكن نجاحها كان أسطوريًا بحالٍ جعلها على مصاف نجمات هولييود الأكثر شهرة، فتهافت عليها المخرجين ليوقعوا عقود أفلامهم معها، إذ عملت 3 أفلام مع هتشكوك، فوقفت في دور البطولة روبرت مونتجومري في “Rage in Heaven” عام 1941، وأمام العملاق الأمريكي همفري بوجارت في فيلمهما الأشهر “Casablanca” عام 1942، مما أهلها لتتمكن من حمل بطولة منفردة لها في فيلمها الأيقوني “The Bells of ST. Marry” عام 1945، والذي قامت فيه بدور الراهبة بنديكت.

اقرأ أيضًا : لأول مرة خسارة 100 مليون دولار.. ديزني تخلف التوقعات بسبب فيلم Strange World

لتصبح برجمان هي الورقة الرابحة لصناع السينما الكلاسيكية، فوقفت أمام جريجوري بيك وأمام كاري جرانت وآخرين بنجاحات غير مسبوقة، لتكلل مسيرتها بعدد مهول من الأعمال المميزة في أكثر من دولة، والتي نالت عليها جوائز عدة، على رأسها 3 جوائز أوسكار كأفضل ممثلة مرتين، ومرة كأفضل ممثلة مساعدة، كما فازت بـ”الجولدن جلوب” 4 مرات، و”إيمي” مرتان، ومرة بجائزة “البافتا”.