الوطن محبة..

أجراس الكنائس تعلن انتصار ملحمة الوحدة الوطنية فى أعياد الميلاد

أجراس الكنائس تعلن انتصار ملحمة الوحدة الوطنية
أجراس الكنائس تعلن انتصار ملحمة الوحدة الوطنية

ترنيمة سعادة في دور العبادة بعد إنقاذها من طيور الظلام

أصبحت أجراس الكنائس تدق وسط أجواء أكثر تفاؤلاً وامانًا بعد أعوام مضت شهدت خلالها عمليات تخريب قامت بها أيادى الإرهاب الغاشم لينال من فرحة  المصريين جميعاً، لكن الأمور تغيرت الى النقيض منذ تولى الرئيس عبدالفتاح السيسى مسئولية البلاد، فلم يكتف بترميم ما أفسده طيور الظلام، بل بدأ تطبيق مبدأ المواطنة فحرص على حضور احتفالات عيد الميلاد، مما كرس مفهوم الوحدة الوطنية بشكل عملي.. هذا العام يتواصل إطلاق الترانيم فى أجواء احتفالية مليئة بالسعادة الحقيقية فى كل الكنائس بطوائفها المختلفة، معلنة انتصار الوحدة الوطنية، نتيجة ملحمة شارك فيها الجميع، فأعلن البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية بوضوح أن «وطن بلا كنائس خير من كنائس بلا وطن» تلك العبارة التى أصبحت قولا مأثورا فى أعقاب فض اعتصامى رابعة والنهضة، وما تلاهما من أحداث حاولت فيها الجماعة الإرهابية أن تجعل الشعب المصرى بأكمله يدفع ثمن اختياره، لم يكن المسيحيون وحدهم هم المستهدفون، لكن ما تعرضت له الكنائس كان ظاهرا للجميع.. مع الوقت بدأت الدولة فى إصلاح ما أفسده الإرهاب وأطلقت عمليات تطوير وترميم عاجلة للمنشآت الدينية التى تضررت..فى هذا الملف نستعرض عددا من الكنائس التى استعادت تألقها من جديد، وفتحت أبوابها أمام الجميع.


تجفيف دموع أبناء البطرسية                                                

ضربها الإرهاب منذ 6 سنوات.. والترميم استمر 15 يومًا 


بمجرد أن تطأ قدماك أرض الكنيسة البطرسية التى تعد أشهر كنيسة كرست على اسم الرسولين «بطرس» و»بولس»، تجد صفا من الأعمدة الرخامية فى كل جانب. لتمنح المكان خصوصية تميزه. إنها الكنيسة البطرسية التى تقع فى شارع رمسيس بالعباسية، التى قام بتصميم زخارفها مهندس السرايات الخديوية «أنطون لاشك بك»، ويعلو صف الأعمدة مجموعة من الصور رسمها الرسام الإيطالى «بريمو بابتشيرولى»، وتتزين الكنيسة بهذه اللوحات الجميلة والتى تمثل فترات من حياة السيد المسيح والرسل والقديسين، وقد تولت عائلة «بطرس غالى باشا» بناءها فوق ضريحه عام 1911 م على نفقتها الخاصة، تخليداً لذكراه، حيث يوجد أسفل الكنيسة المدفن الخاص بالعائلة.
وبنيت هذه الكنيسة على الطراز «البازيليكى» ويبلغ طولها 28متراً وعرضها 17 متراً، ويتوسطها الصحن الذى يضم العديد من لوحات الفسيفساء التى قام بتشكيلها « كافاليرى انجيلو جيانيني» من فينيسيا مثل فسيفساء التعميد، وتمثل السيد المسيح ويوحنا المعمدان فى نهر الأردن، ويوجد أمامها حوض من الرخام يقف على أربعة أعمدة، كما توجد صورة أخرى فى قبة الهيكل تمثال للسيد المسيح وعلى يمينه السيدة العذراء وعن اليسار «مارمرقس الرسول».
كل هذا الجمال فى يوم لم يكن كافيا لحماية المكان من هجمات طيور الظلام، ففى يوم لم تظهر شمسه بتاريخ 11 ديسمبر 2016، شهدت الكنيسة تفجيرا وقع يوم الأحد، قتل على إثره 29 شخصاً وأصيب 31 آخرين، بسبب عبوة ناسفة تزن 12 كيلوجراما، لتترك أثرا حزينا بين أعمدتها الرخامية المزخرفة، وتدمع العيون بالدماء على فراق الأحبة والأقارب ،بعدها مباشرة أعلن تنظيم إرهابى مسئوليته عن التفجير، تتسارع أيادى القوات المسلحة لإنهاء أعمال الترميم الخاصة بالكنيسة، بتوجيهات من الرئيس عبد الفتاح السيسي، القائد الأعلى للقوات المسلحة، الذى وجه بأن تنتهى أعمال الترميم فى إطار احتفالات مصر بأعياد الميلاد المجيدة.
وسرعان ما قامت عناصر الهيئة الهندسية للقوات المسلحة برفع كفاءة وإصلاح الأماكن المتضررة بعدما تم تركيب سقف جديد بعد انهيار القديم أثر الانفجار، وخلال 15 يوما تم الانتهاء من الترميم بعد تزويد السقف بقاعدة خشبية وإضاءة متحفية تعطى للكنيسة الأثرية شكلًا فريدًا مع إضافة نجف اثرى مع الحفاظ على التراث المعمارى الخاص بالكنيسة لتكون جاهزة لاستقبال الإخوة المسيحيين للصلاة فى أعياد الميلاد المجيدة.
وقد سلمت الهيئة الهندسية إدارة الكنيسة البطرسية وتمت إقامة صلوات قداس ليلة رأس السنة وترأس الصلاة القس انجيليوس سكرتير البابا تواضروس وعدد من آباء الكنيسة.
الجدير بالذكر أن العائلة البطرسية، هى عائلة مصرية قبطية سطر أبناؤها العديد من صفحات تاريخ مصر الحديث والمعاصر، وشاركوا فى صنع العديد من الأحداث الفاصلة فى تاريخ مصر منذ الثورة العرابية، مرورا بتوقيع إتفاقية السودان، وثورة 1919، اتفاقية 1936، ووصولاً إلى توقيع معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية ومباحثات كامب ديفيد، ووصول واحد من أبنائها إلى منصب الأمين العام للأمم المتحدة كأول مصرى وعربى يصل إلى تلك المكانة المرموقة.

كانت شاهدة على التاريخ الأسود للجماعة الإرهابية 
«الإنجيلية» فى ملوى.. من كوم تراب إلى بناء معمارى        

 

أعادت الدولة بناء الكنيسة الإنجيلية بملوى، بعد أن تعرضت للحرق وهدمت بالكامل بعد أحداث فض اعتصامى رابعة والنهضة، لتبقى شاهدة على التاريخ الأسود للجماعة الإرهابية، ولتضرب المثل فى التضحية والفداء، حتى تحولت إلى تحفة معمارية، وتم تسليمها إلى الكنيسة الإنجيلية المشيخية بمركز ملوى لتعلن عن افتتاحها لإقامة اجتماعات الصلاة، عقب انتهاء الهيئة الهندسية للقوات المسلحة من إعادة بناء الكنيسة بالكامل، وذلك فى إطار تنفيذ تكليفات رئيس الجمهورية بإعادة بناء وترميم كل الكنائس والمنشآت التابعة لها، بحضور الدكتور القس أندريه زكى رئيس الطائفة الإنجيلية وممثلو وزارة الدفاع وعدد من القيادات البرلمانية والسياسية والتنفيذية والدينية والكنسية، وذلك بمقر الكنيسة بشارع تونى بك بمدينة ملوي.. وتقع الكنيسة على مساحة 1552 مترا مربعا وتتكون من 4 مبان أساسية تقوم فيها العبادة لمختلف فئات وأعمار المجتمع المسيحي، وتضم الكنيسة مبنى رئيسيا مكونا من طابقين وجاليرى ومبنى فرعيا أول يتكون من 7 طوابق ويستخدم للخدمة والاجتماعات الصغيرة ومبنى فرعيا ثانيا يضم 3 طوابق كل طابق يخدم عمر وفئة معينة من الأشخاص ومبنى فرعيا ثالثا يتكون من طابقين كل طابق عبارة عن قاعة مساحة الأولى 70 مترًا والثانية 100 متر.. وكانت الطائفة الإنجيلية احتفلت بإعادة افتتاح الكنيسة الإنجيلية ببنى مزار آخر كنائسها الـ13 التى تعرضت للتدمير من قبل الجماعات الإرهابية فى أعقاب فض اعتصامى رابعة والنهضة فى الرابع عشر من أغسطس عام 2013 حيث تعرضت للتدمير الكامل، مما استلزم إعادة بنائها، لتقوم القوات المسلحة بترميم حوالى 13 كنيسة للطائفة.