مجدي حجازي يكتب: حتى لا تبعثر أموال الخير «3»

مجدي حجازي
مجدي حجازي

مع انطلاق «الجمهورية الجديدة»، أطلق الرئيس عبدالفتاح السيسى مبادرات تستهدف توفير حياة كريمة للمواطنين بمختلف مناحيها الاقتصادية والتعليمية والصحية والاجتماعية لمساعدة الفئات الأكثر احتياجا، ووجهت المبادرات للاهتمام بالعنصر الإنسانى على رأس أولوياتها.. فكانت مبادرة «حياة كريمة»، ومبادرة «100 مليون صحة»، ومبادرة «إنهاء قوائم الانتظار للعمليات الجراحية»، ومبادرة «المشروعات متناهية الصغر»، ومبادرة «المستشفى النموذجي» لغير القادرين، ومبادرة «الكشف عن 3 أمراض لطلاب المدارس»، ومبادرة «نور حياة».

واتساقًا مع ما تقدم.. كتبت منذ أسبوعين تحت عنوان: «حتى لا تبعثر أموال الخير»، وأواصل هذا الأسبوع الكتابة فى ذات الموضوع عن أموال الصدقات وتبرعات أهل الخير، بحثًا عن السبيل الآمن لتجنيب أهل الخير الحيرة وتخليصهم من الأرق الذى يصيبهم خشية عدم وصول أموال تبرعاتهم إلى مستحقيها، وهى أموال يضخها المتصدقون عن طيب خاطر حبًا فى الأجر والثواب من الله، هذا ما يحتم علينا بذل المزيد من الاجتهاد عند أدائها، والسعى فى العمل على تدبير أفضل السبل حتى تصل إلى مستحقيها إمعانًا لتحقق المستهدف من ضخها.

وقد طرحت فى الأسبوعين الماضيين مقترحًا يرنو إلى تفعيل دور وزارة التضامن الاجتماعى، حيث أنها المنوط بها إصدار تراخيص الجمعيات الخيرية والمؤسسات الأهلية التى يحق لها ممارسة العمل فى المجال المجتمعى، كما أنها هى الوزارة التى تملك حق الموافقة لهم على جمع التبرعات.. وفى ذات الوقت فإن وزارة التضامن الاجتماعى بناصيتها جميع بيانات تلك الجمعيات والمؤسسات، وهى الجهة الرئيسية التى تشرف على عملهم وتقيم وتراقب أداءهم، وهى المسئولة عن تصحيح مساراتهم إذا أصابها اعوجاج عن الهدف الذى أنشئت من أجله.. هذا ما جعلنى أوجه لوزيرة التضامن الاجتماعى رسالة مباشرة، أدعوها من خلالها أخذ هذا الموضوع محل الاهتمام ودراسته من أجل وضع آليات ناجزة لتبصير أهل الخير وإرشادهم إلى أفضل الأوعية الخيرية التى يمكنهم ضخ أموال تبرعاتهم إليها، والإعلان عن ذلك بشفافية حتى تصل يد العون إلى الأشد احتياجًا من الأكثر فقرًا ويعانون العوذ.

وفى ذات الإطار يستلزم الأمر دعم وزارة التخطيط لوضع خطة قومية تسهم بشكل إيجابى فى حصر المناطق الأكثر فقرًا، وتوصيفها بما يحيطها من ظروف اجتماعية يمكنها تفنيد مدى إمكانية الاستفادة المجتمعية من حسن توجيه أموال الصدقات، مع الإسراع بوضع خطة تحسن توجيه أموال الخير، محصنة بضوابط تعمل على حمايتها من إهدارها وبعثرتها، ولا تترك رهن أهواء جامعيها.
حفظ الله المحروسة شعبًا وقيادة، والله غالب على أمره.. وتحيا مصر.