أيمن فاروق يكتب: المنظمات «الحكوكية» والكيل بمكيالين

أيمن فاروق
أيمن فاروق

..احتفل العالم يوم 10 ديسمبر الماضي، باليوم العالمي لحقوق الإنسان، ومرور 74 عامًا على اعتماد الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، ذلك اليوم الذي تجدد فيه دول العالم حرصها على إعلان عام 1948،  وعلى الطابع العالمي والدولي للمبادئ الواردة فيه، فهو يمثل وثيقة تاريخية هامة في تاريخ حقوق الإنسان، صاغه ممثلون من مختلف الخلفيات القانونية والثقافية من جميع أنحاء العالم، ولمن لا يعلم أن الجمعية العامة اعتمدت الإعلان العالمي لحقوق الإنسان في باريس، وهو يمثل حجر زاوية بنيان القانون الدولي لحقوق الإنسان، كما انه يصون للبشر كرامتهم ويحفظ لهم حرياتهم، ولا يمكن أن نغفل دور مصر العظيم في صياغة الإعلان ومشاركتها في اعتماده فى الجمعية العامة للأمم المتحدة تأكيدًا على دورها النشط على الساحة الدولية.

الشعار الذي أطلقته الأمم المتحدة احتفالا بالذكرى السنوية الـ74 لاعتماد الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، بالدعوة للعمل والدفاع عن حقوق الإنسان، وحملة «الكرامة والحرية والعدالة الاجتماعية»، تلك الحملة هي ما تعمل عليه الدولة المصرية، ولاتزال مصر تسعى جاهدة في تطبيق كل هذه المعايير وتتعاون مع منظمات الأمم المتحدة في هذا الشأن، ولمسنا ذلك بشكل ملموس من خلال الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان، وتحقيق حياة كريمة وتنمية شاملة على كافة المستويات وتحقيق حياة كريمة للمواطن المصري، انطلاقا من أن حق الإنسان في الحياة الكريمة والتنمية في مجتمع يتمتع بالحقوق والحريات السياسية التي كفلها الدستور المصري والتي تلتزم بها الدولة المصرية بصونها وحمايتها.

على الناحية الأخرى، كانت تطل علينا منظمات حقوقية عالمية تسعى للكيل بمكيالين في النظر لمفهوم حقوق الإنسان، فحقوق الإنسان في بلاد الغرب غير حقوق الإنسان في بلادنا، فاعتقال السلطات في الغرب للمتظاهرين السلميين لا أحد ينظر إليه ولا تستطيع منظمة حقوقية توجيه النقد أو اللوم، وكأن الأمر لا يعنيها، ولن تجد بيانًا واحدًا يدين تلك الأحداث، وإن حدث ذلك فيكون ذلك لحفظ ماء الوجه فقط لا غير بل وتبحث عن مبرر وسبب حتى لا تدين ماحدث، بينما مواجهة الإرهاب في البلاد العربية والتصدي للفوضويين والباحثين عن هدم بلادهم العربية فهو قمة انتهاك لحقوق الإنسان كما يزعمون، وهذا ما وجب التنويه والتأكيد عليه وهي أن المنظمات الحقوقية الغربية تكيل بمكيالين، فهي تضع البنزين على النيران تجاه مايحدث في المنطقة العربية، بينما تسعى جاهدة لإطفاء النيران التي يكون سببها خطأ كبير وممارسات خاطئة بعيدة كل البعد عن حقوق الإنسان، فدائما تظهر الدول العربية بأنها العدو الأول وصاحبة التجني الصارخ على حقوق الإنسان، بينما تقف مغلولة الأيدي أمام جرائمهم الواضحة كالشمس في كبد السماء، والأمثلة كثيرة.

وفي النهاية صدق المثل المصري الذي يقول «حبيبك يبلعلك الزلط وعدوك يتمنالك الغلط»، وهذا ما تفعله تلك المنظمات «الحكوكية»، حيث تصم أذنها وتغفل عينها، عما يدور في مصر من إنجازات في مجال حقوق الإنسان، ومنه على سبيل المثال لا الحصر، مبادرة حياة كريمة، والاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان، والمبادرات الصحية التي أطلقتها الدولة للارتقاء بالصحة العامة للمواطنين، ومنها مبادرة القضاء على فيروس سى، ومبادرة دعم صحة المرأة، ومبادرة الرعاية الصحية لكبار السن، تلك المبادرات التى نالت إشادة كبيرة من منظمة الصحة العالمية»، وإطلاق الحوار الوطني الذي يجمع كل المصريين على مائدة واحدة لصياغة مستقبل أفضل للدولة المصرية، وإعادة تفعيل لجنة العفو الرئاسي حيث تم الإفراج عن الكثير من المسجونين، وإيقاف العمل بحالة الطوارئ منذ أكتوبر 2021، كل هذا وتجد من بين هذه المنظمات من يخرج بتقارير مغلوطة ومضروبة لتشويه كل مايحدث من إنجازات.
حفظ الله مصر.. شعبا وجيشا وشرطة