لبنان.. ارتفاع قياسي في نسبة «جرائم الخطف» مقابل فدية

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

مع اتساع نطاق الفقر والعوز واشتداد الأزمة الاقتصادية تنشط بشكل كبير عمليات الخطف مقابل فدية في لبنان لا سيما في منطقة البقاع شرقي البلاد.

وعلى الرغم من أن هذه الظاهرة ليست غريبة على المجتمع اللبناني إلا أنه وبحسب "الدولية للمعلومات" واستنادًا إلى التقارير الصادرة عن المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي فقد ارتفعت جرائم الخطف بشكل مطرد بالمقارنة مع الفترة ذاتها من العام 2021، إذ بلغ عددها 50 جريمة بعد أن كان العدد 12، أي بارتفاع 38 جريمة عن السابق، ما نسبته 316.7 %.

اقرأ أيضًا: شركة «توتال» تكشف عن موعد التنقيب عن الغاز في لبنان

وفي نفس السياق، قال وزير الداخلية اللبناني، الأسبق مروان شربل، إنه "بحسب المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي ارتفعت عمليات الخطف بينما انخفضت بقية الجرائم ومن الممكن أن تكون عملية الخطف أربح من أي عملية ثانية".

وأشار المسئول اللبناني، إلى أن "الوضع الاجتماعي والاقتصادي والمالي الذي نعيشه والبطالة الموجودة، وهجرة الناس في البحر مع أنها تعلم أنه لا يوجد أمل أن تصل سوى 20 أو 30% وتغامر ونصفهم يغرقون في البحر ويموتون مع أطفالهم، يعني إلى أين وصلنا لنجد لقمة العيش".

وأضاف شربل، "لا أستغرب هكذا أمور أن تحصل بهكذا أجواء ولكن المريح أكثر نفسيًا هو قيام الأجهزة الأمنية على إبطال الكثير من الأمور التي من الممكن أن تحصل، هناك الكثير من العمليات الأمنية الاستباقية لقوى الأمن قبل أن تحدث خاصة بجرائم القتل والخطف".

وأشار مروان، إلى أن الخاطفين يهربون بالمخطوف إلى خارج الأراضي اللبنانية إلى سوريا لأنهم يعلمون أن الأجهزة الأمنية تلاحقهم على الأراضي اللبنانية، مؤكدًا أن الأجهزة الأمنية تقوم بواجباتها بحدود الـ90%.

ومن جهته، اعتبر العميد المتقاعد في الجيش اللبناني محمد عطوي أنه "إذا أردنا المقارنة بين الوضع الأمني والوضع الاقتصادي المفروض أن يكون لبنان في حالة سيئة جدًا ولكن الوضع الأمني يعتبر إلى حد ما مقبول بالنسبة للوضع الاقتصادي الذي يمر به هذا البلد لأن الوضع أصبح من الناحية الاقتصادية والاجتماعية صعب جدًا، وبالتالي هناك عدد كبير من الناس أصبحت فقيرة وبحالة معدمة وهذا يعود إلى سوء إدارة السلطة السياسية من ناحية ومن ناحية ثانية سوء إدارة المصارف وثالثأ إدارة المصرف المركزي في لبنان، وهذه العوامل الثلاثة تؤدي إلى وضع اقتصادي واجتماعي صعب ويؤثر سلبًا على حياة المواطن".

وفي تصريحات لـ"سبوتنيك" أوضح عطوي أنه "لو لم يكن هناك مناعة لدى الشعب اللبناني لكنا مررنا في حالة صعبة جدًا، وكانت الناس اقتحمت بعضها البعض وبالفعل أدت إلى كارثة اجتماعية بالنسبة للفقر والحياة الصعبة التي يمر بها هذا البلد".

وإلى ذلك ذكر أن "القوى الأمنية تعمل ليلًا نهارًا على ضبط الوضع، بالأخص المؤسسة العسكرية التي تتحمل الكثير في هذا الوقت من تعب وشقاء بالرغم من صعوبة الحياة والمعيشة لدى عناصر الجيش، ولكن تقوم بدورها بشكل إلى حد ما طبيعي".

وأشار عطوي، أن "عمليات الخطف قديمة في لبنان ولكن ليس بهذا العدد الذي يحصل حاليًا، وذلك بسبب الأوضاع المعيشية الصعبة التي يعاني منها البلد وهي عادة محصورة في مناطق محددة من لبنان ولا تعم كل المناطق"،

مضيفًا أن الوضع الصعب الذي يعاني منه المواطنين ينعكس سلبًا على الوضع الأمني وإحدى الأوضاع السيئة للوضع الأمني هي القيام بعمليات الخطف والسرقات والاعتداء وسرقة السيارات والدخول إلى المنازل بأساليب جدًا تختلف عن السابق للسرقة والقيام بأعمال مخلة بالأمن.

ورأى أن "الأمن الذاتي مرفوض من قبل عناصر عديدة من الشعب اللبناني ولكن لا شك إذا لم تستدرك السلطة السياسية وهذه السلطة الفاسدة الأمور فإن لبنان متجه نحو انفجار شعبي كبير غير معروف نهايته".