عاجل

جروبات وصفحات لبيع كل أنـواع المخدرات «أون لاين»

جروبات تروج المخدرات
جروبات تروج المخدرات

محمد عطية

أصبحت مواقع التواصل الأجتماعي سوق تجاري كبير لا يخضع لأي رقابة، يعرض عليه كل ما يخطر على بالك من المسموح والممنوع، وكل ما يحتاجه الزبائن، لكن لم يتوقع أحد أن يمتد الأمر الى المخدرات التي اصبحت اون لاين.
وعلى الرغم من  جهود رجال الشرطة المستمرة، إلا انه مازالت العديد من الصحفات والجروبات التي تروج المخدرات موجودة بكثرة وتحتاج الى حلول رادعة من البرلمان؛ فلا يعقل أن تطارد الشرطة مثل هؤلاء ولا يوجد ما يقابله من عقوبة مغلظة عليهم.
 تفاصيل أكثر أثارة سوف نسردها لكم في السطور التالية.

"محمود" شاب في أوائل العقد الثالث من عمره يعيش بمنطقة بولاق الدكرور بمحافظة الجيزة.. طموح للغاية، ومعروف بذكائه وسط أهل منطقته.. دائماً باحث عن الثراء غير راضي عما قسمه القدر له، ورغم هذا لم يفكر لتحسين احواله أن يعمل، بعد وفاة والديه قرر ألا يقف مكتوفي الأيدي، بدأ التحرك ليجد ما يناسبه، فلم يجد إلا وظائف بمرتبات ضئيلة جداً لا تناسب طموحه الزائف، إلى أن داعب خياله المريض أن يدخل الى عالم الجريمة في مجال المخدرات.

 في هذا الوقت ظهرت له "سها" جارته التي أعجب بها كثيراً، وسرعان ما بادلته الاعجاب ووقعت في حبه.

 لم تدر وقتها طبيعة عمل حبيبها، وبعد شهور تزوجا، لكن بعد سنه من زواجهما قرر "محمود" أن يبوح لها بالحقيقة كاملة، اعتقد أنها ستغفر له لأنها تحبه كثيراً، وبالفعل بدأ يروي لها لتجد نفسها أمام كارثة وصدمه حقيقة.
 جلست تفكر في علاقتهما إما أن تستمر أو تنهيها.. حاولت مرارا وتكرارًا معه أن يترك الإتجار بالمخدرات، لكن دائماً كانت حجته هي بحجة تحسين أحواله، لكن بنهاية المطاف طلبت الطلاق بدون أي فضائح.
جلس وقتها "محمود" في حالة اكتئاب ويأس، لكن بمرور الأيام  قرر أن يبدأ من جديد وأن يجعل طليقته تندم على تركها له، فعاد من جديد لتجارته لكن بشكل اوسع واكبر بعدما راوغته فكرة شيطانية وهي انشاء صفحة على السوشيال ميديا لبيع السموم، انشأ الصفحة وبدأ يضع عليها بعض أصناف من السموم التي جلبها، إلا انه جلس عدة أيام ولم يستقبل طلب واحد، فبدأ يشعر بالهزيمة واليأس الشديد من جديد، فترك الصفحة وذهب ليأخذ قسطا من الراحه، لم تمر سوى ساعات قليلة وبدأت رسائل الصفحة تمتلأ بالطلبات، وقتها ظهرت علي وجهه علامات السعادة البالغة فأحلامه بدأت  تقترب.

 مر يوم تلو الآخر ومازالت الطلبات تزداد، وبدأ يربح أموالا اكثر واكثر، الى أن علا  صيت صفحته، حتى وردت معلومات للإدارة العامة لمباحث المخدرات بنشر مشاركات على إحدى الصفحات بموقع التواصل الإجتماعى فيس بوك تتضمن الترويج لبيع جوهر الحشيش المخدر.

 على الفور بدأت التحريات اللازمة وتمكنت الأجهزة الأمنية من تحديد القائم على إدارة الصفحة المشار إليها وهو "محمود" المقيم بدائرة قسم شرطة بولاق الدكرور، على الفور تم إعداد عدة كمائن ثابته ومتحركة مستهدفه المتهم، وتم ضبطه وبحوزته "الهاتف المحمول المستخدم فى إدارة الصفحة المشار إليها" بالاضافه الى كمية من مخدر الحشيش ومبلغ مالي"، وتم اقتياده وبمواجهته، وقف "محمود" أمام رجال المباحث يرتدي افخر واغلى الملابس.
 في بداية الأمر ظل صامتا إلى أن بدأ قائلاً؛ "أنا مش عايز حد يسألني عن المخدرات لكن اسألوني عن السبب الحقيقي اللي جعلني اعمل كده.. ايوه ببيع مخدرات عبر الانترنت.. كل ده عشان أحسن أحوالي المادية واخلي طليقتي تندم على انها تركتني.. و بدأت اوسع نشاطي عن طريق الانترنت، كما أقر بإدارته للصفحة المشار إليها وحيازته للمواد المخدرة بقصد الإتجار، وتحرر المحضر اللازم بالواقعة، واخطار النيابة العامة التى امرت بحبسه 4 أيام على ذمة التحقيقات .

تيك توك

لم يختلف الأمر كثيراً عن ديلر عين شمس الذي شهد حالة من السخرية على مواقع التواصل الاجتماعي عقب مشاهدته يفصح عن نفسه ويبيع المواد المخدرة عن طريق موقع "تيك توك"، لكن عقب انتشار الفيديو بساعات، رصد رجال الأمن تداول مقطع فيديو عبر تطبيق "تيك توك" يتضمن قيام أحد الأشخاص بالترويج لبيع المواد المخدرة بمنطقة عين شمس.

 على الفور تم تحديد هوية الشخص المشار إليه وهو مقيم بدائرة قسم شرطة عين شمس بمحافظة القاهرة، وعقب تقنين الإجراءات تم إستهدافه وضبطه وبحوزته كمية من البودره المخدرة معدة للبيع، ومبلغ مالي، وهاتف محمول وبمواجهته إعترف بحيازته للمضبوطات بقصد الإتجار وإستغلاله لمواقع التواصل الإجتماعى للترويج لنشاطه الإجرامي، وتحرير محضر بالواقعة، واخطار النيابة العامة التى أمرت بحبسهما 4 أيام على ذمة التحقيقات.
كما نجحت أجهزة الأمن في ضبط أحد الأشخاص لقيامه بالترويج لبيع عقاقير وأدوية مخدرة محظور تداولها عبر تطبيق "واتس آب"، بعدما أكدت معلومات وتحريات الإدارة العامة لشرطة التموين والتجارة قيام "أحد الأشخاص، مقيم بالقليوبية" بالإعلان عبر تطبيق "واتس آب" عن بيع عقاقير وأدوية مخدرة "مجهولة المصدر بهدف تحقيق أرباح غير مشروعة"، وعقب تقنين الإجراءات واعداد عدة كمائن ثابته ومتحركة، تمكن من ضبطه حال تواجده بدائرة قسم شرطة التجمع الأول بالقاهرة، وبحوزته كمية من الأقراص لأدوية مخدرة محظور تداولها بالأسواق بدون تصريح وإشراف طبي، وتحرير محضر بالواقعة، واخطار النيابة العامة التى امرت بحبسهما 4 أيام على ذمة التحقيقات.

حكاية عماد

"عماد" شاب في منتصف العقد الثالث من العمر مثل اي شاب في عمره يطمح أن يحقق حلمه في حياة ومعيشة افضل، فجلس يبحث فبحث عن مصدر دخل شهري عن طريق عمله عبر صفحات السوشيال ميديا كغيره من الشباب الذين لجأوا بالفعل مؤخرًا الى عالم الانترنت لتحقيق مكاسب مادية خيالية من خلال الظهور في فيديوهات أو بيع المنتجات أون لاين، لكن كانت المفاجأة في السلع التي قرر "عماد" عرضها على صفحات السوشيال ميديا وهي المخدرات واختار بالاخص مخدر الحشيش، بالفعل بدأ يروج لها بشكل كبير إلا أنه بدأ يجذب انتباه كل من يبحث عن الحشيش، كون يبيع بأسعار مخفضة، ليس فقط بل بدأ بعمل اعلانات بعروض مغرية لجذب عملاء اكثر بالعفل بدأ يبيع سمومه ويثري وبدأ يطلب منه كثير من المتعاطين لرخص ثمنه ولعروضه المغرية، وبدأ "عماد" يتحصل على دخل مالي رهيب كل يوم وليس كل شهر كما كان يرغب، وفي الوقت ذاته بدأ يذاع صيته أكثر وأكثر، ولم يدرِ أن الشباب المتعاطين هم فقط الذين انجذبوا لتلك الاعلانات، لكن انتبه اليه رجال الشرطة من مكافحة المخدرات ظلوا يراقبونه وسرعان ما تحرك رجال الأمن بسرعة لإيقاف ذلك النشاط المشبوه، وبإعداد عدة كمائن ثابته ومتحركة مستهدفه المتهم وبعدما نجح رجال الامن في تحديد مكانه بمنطقة حلون في محافظة القاهرة وبالتنسيق مع مديرية أمن القاهرة، تم إلقاء القبض على صاحب الاعلانات، وبحوزته هاتف محمول  المستخدم فى إدارة الصفحة المشار إليها، وكمية من مخدر جوهر الحشيش، وبمواجهته اعترف بإدارته الصفحة المشار إليها وحيازته للمواد المخدرة بقصد الاتجار، كما أقر أن معظم زبائنه من رواد صفحة الفيس بوك، وعقب الانتهاء من التحقيقات وورود تقرير مباحث التوثيق والمعلومات حول إعلان المتهم عن المخدرات عبر صفحته الشخصية وتحريات مباحث القاهرة حول تجاره المتهم، تم تحرير محضر بالواقعة واخطار مدير امن القاهرة الذي أمر بإحالة الى النيابة العامة التي قررت حبس المتهم 4 أيام على ذمة التحقيقات.

القانون

تواصلت "اخبار الحوادث" مع مصطفى صالح المحامي ليبدأ حديثة قائلاً : كل تجار المخدرات يبحثون حالياً على طرق جديدة ليتمكنوا من الهروب من مراقبة الشرطة، فلذلك لجأوا لهذه الطريقة ظنًا منهم ان لا أحد ينتبه لهم، وللاسف السوشيال

وقد نصت المادة 33 من قانون العقوبات أنه يعاقب كل من يقوم بممارسة الاتجار فى المواد المخدرة بالسجن المؤبد بدءً من السجن المشدد 3 سنوات إلى السجن المؤبد أو الإعدام فى بعض الحالات وغرامة مالية قد تصل إلى 100 ألف جنيه ولا تزيد عن 500 ألف جنيه، وهذا في حالة إذا تم تصدير أو استيراد المخدرات أو أي شيء يتعلق بها من المحاصيل الزراعية، كما نص قانون العقوبات في المادة رقم 34 أن عقوبة الإتجار بالمخدرات داخل المجتمع تصل إلى السجن المؤبد والإعدام تبعاً لوقائع الدعوى، وإذا كانت هناك حيثيات مشددة للعقوبة من عدم وجود ظروف مشددة لذلك.

أما في حالة تخفيف عقوبة الإتجار بالمخدرات ليتم الحبس فيها لمدة سنة ولا يصل الحبس فيها إلى مدة 5 سنوات ويلزم دفع الغرامة التي لا تقل عن 200 جنيه مصري ولا تصل إلى 5 الأف جنية مصري، وهذا في حالة إذا كانت المواد المخدرة المضبوطة ضعيفة التخدير، أو كانت هذه المواد المخدرة طبيعية، وهذا يرجع إلى المعمل الجنائي وتقريره بشأن المواد المخدرة التي تم ضبطها وبحوزة المتهم الذي تم ضبطه .
أما متعاطي المخدرات فقد نصت المادة 39 من قانون العقوبات فيعقاب متعاطي المخدرات بالحبس لمدة سنة، كما يلزمه ضعف غرامة مالية قدرها ألف جنيه، ولا تزيد عن ثلاثة آلاف جنيه، إذا تم إلقاء القبض عليه في مكان مخصص أو تم إعداده لتناول المواد المخدرة، وتعاطيه المواد المخدرة مع معرفته التامة بذلك، كما تزيد العقوبة بالضعف لتصل لمدة عامين إذا المواد المخدرة هيروين وكوكايين.

فكمية المواد المخدرة المضبوطة ونوعها والجداول المدرجة بها، تلعب دورًا فى صدور العقوبة على التجار والمتعاطين لتلك المواد، بعقوبة تجار أو حتى مدمن الكوكايين والهيروين مثلا، وهما من المواد التابعة لجدول أول المواد المخدرة، تختلف عن تجارة الأقراص المخدرة  التي في كثير من الأحيان لا تصل العقوبة في هذا الحالات إلى أكثر من 3 سنوات حبس.
رغم هذا لم يتعظ تجار الكيف واصحاب المزاج ومازال يتواجد العديد من الجروبات والصفحات على مواقع السوشيال ميديا التي تروج للعديد من انواع المخدرات المختلفة.

مفاجآت

بدأت "اخبار الحوادث" البحث على صفحات الفيس بوك فظهر لنا العديد من الصفحات باسماء مختلفة وهنا بمجرد أن دخلنا على أول صفحة  كانت الصدمة فبمجرد دخولنا لتلك الجروبات او الصفحات وجدنا العديد آلاف الاشخاص والعديد من البوستات ما بين تاجر يبيع والأخر يشتري والأخر يستعلم عن السعر والأخر يبحث عن قطعة بمائة جنيه مثلا، لاحظنا من يتواجد لمجرد الشراء من أجل كيفه فقط أو ستجد آخرين يبحثون عن بداية مشاريعهم الجديدة من خلال الشراء من أجل أن يصبح ديلر جديد في عالم المخدرات سواء اون لاين أو وسط المجتمع، في بداية الامر اعتقدنا اننا أمام صفحات للمزاح ليس إلا، وأن كل هذا مجرد بوستات فقط، فخرجنا ودخلنا صفحة أخرى وهي "حشيش لكل العملاء بأعلى مستوى"، فلم يختلف الأمر كثير بل يتواجد هنا في تلك الصفحة بيع كل شئ من الافيون والترامادول واكياس الشابو وتذاكر الهيروين وغيرها من المخدرات، وبالبحث وسط التعليقات ستجد مراحل البيع والشراء تتم علني، فبمجرد التوغل وسطهم ستعرف طرق الاسعار وطرق البيع والشراء وطريقة التسليم التي تتم علني وسط الشوارع والميدان وكونك لا تعرف الديلر وأول مره تشتري منه في وقت المقابلة ستقف وسط الشارع أو داخل سياراتك تجرب الصنف وحلوته كما يدعون اصحاب الاعلانات والديلرات، حقيقي بمجرد دخولك لتلك الصفحات والجروبات ستعلم ما لا تعلمه في عالم المخدرات حتى طريقة التعاطي اذ لم تعرف، استكملنا صفحة و جروب تلو الأخر واكتشفنا ان بهم العديد من المشترين والديلرات وتجار جملة لبيع المخدرات، لو فكرت في يوم بداية مشروع لتصبح ديلر صغير، فمن خلال تصفحك وسط تلك الصفحات ستجد كل ما تريده قبل التفكير به سواء كنت تريد شراء حشيش أو قرص ترامادول أو حتى تذكرة هيروين، وغيرها من المخدرات، حقيقة الأمر ستجد كل السموم متاحة أمامك، هكذا صارت صفحات مواقع التواصل الاجتماعي مثلما تقدم الإيجابيات أيضا تعرض وتسوق للسلبيات، مؤكد أن عيون الأجهزة الأمنية لا تغيب لحظة عن هذه الصفحات المشبوهة فهي لا تكتفي بغلقها فقط وإنما لا تتوانى في القبض على أصحابها ايضًا.

أقرأ أيضأ : ضبط 510 متهم و160 كيلو مخدرات وتنفيذ 87 ألف حكم قضائي