صابر الرباعي: أتممت مهمتي الفنية.. ومفاجأة جديدة الفترة القادمة| حوار

صابر الرباعي
صابر الرباعي

ندى محسن

صوت طربي بامتياز، يبحث عن الفن الحقيقي - على حد تعبيره - الذي يعيش لسنوات طويلة، دق أبواب جميع الأشكال والأنماط الغنائية سواء الكلاسيكي، الطربي، الشعبي، لكن عشقه الجمهور بتميزه في تقديم اللون الرومانسي فلُقب بـ"أمير الغناء العربي".. أنه صابر الرباعي الذي يتحدث لـ"أخبار النجوم" في حوار خاص عن كواليس تحضيرات ألبومه الجديد، وموعد طرحه، وعن مشاركته المُتميزة الأخيرة بمهرجان الموسيقى العربية، كما يكشف كواليس 3 من أغنياته التي طرحها مؤخراً، والجديد الذي يستعد لتقديمه خلال الفترة المقبلة، والعديد من التفاصيل الأخرى خلال السطور التالية..

  • بداية.. إلى أين وصلت تحضيرات ألبومك الجديد؟

الألبوم أصبح جاهزاً للطرح، لكن فضلت طرح أغنياته بشكل منفرد، وأُقدم من خلاله جميع اللهجات العربية التي سبق وقدمتها، منها اللبناني، المصري، التونسي، الخليجي، ولا أستثني أي لهجة لإني أُحب تقديم كل اللهجات والأنماط الموسيقية، وأتمنى أن ينال إعجاب الجمهور، ويرقى لمستوى فني عالٍ.

  • ما الأغنية التالية المقرر طرحها من أغنيات الألبوم؟

لم أُقرر حتى الآن، لكن الاختيار سيكون بين أغنية باللهجة المصرية، أو باللهجة الخليجية.

  • تَجدد لقاءك بالجمهور المصري للعام السادس على التوالي ضمن فعاليات مهرجان الموسيقى العربية في دورته الـ31.. كيف وجدت استقبال ورد فعل الجمهور على حفلك بالمهرجان؟

أشعر بسعادة بالغة بمجرد تواجدي وسط الجمهور المصري سواء من خلال حفلاتي بدار الأوبرا المصرية، أو خارجها، لإنني أعي جيداً قيمة هذا الجمهور، وعلى ثقة بمدى محبته الصادقة لي والتي أستشعرها من خلال حفاوة وحرارة الاستقبال، وتفاعله معي على المسرح، بل أشعر أن هناك لغة تواصل خاصة بيننا، وهذا الأمر ليس بجديد على الجمهور المصري، فدائماً ما أشعر بالسعادة والحب في كل مرة أقف للغناء أمامهم.

  • تنوع برنامج الحفل بين الكلاسيكي، الطربي، والشعبي.. كيف تختار هذه التوليفة؟

أُحب التنوع بتقديم كافة الألوان والأنماط الموسيقية حتى أرضي جميع الأذواق، ليس فقط من خلال حفلاتي، بل هذه هي السمة الغالبة على اختياراتي الفنية على مدار تاريخي الحافل بالعديد من الأغنيات الناجحة جماهيرياً باختلاف نمطها الموسيقي، وهذا التنوع يشعرني بالارتياح نسبياً، ويساعدني على كسر الصورة النمطية، وتجنب التكرار، هذا بالإضافة إلى الالتزام بالخصوصية التي تضعها دار الأوبرا فيما يخص برنامج الحفل.

  • إعادة تقديم أغنية أكثر من مرة بناءً على طلب الجمهور هي السمة الغالبة على حفلاتك بدار الأوبرا.. ماذا يُمثل لك ذلك؟ وكيف تتعامل مع الأمر خاصة إذا لم تكن الأغنية ضمن برنامج الحفل؟

هذا يدل على مدى حُب وتفاعل الجمهور مع أغنيات بعينها، ودائماً ما أقوم بتلبية طلبهم ونداءهم بكل حُب حتى وإن لم تكن الأغنية ضمن برنامج الحفل، إذ أذكر مُطالبة الجمهور لي بغناء "ع اللي جرى" خلال أحد حفلاتي بالدورات السابقة، وقدمتها رغم عدم جدولتها في البرنامج، وهي من الأغنيات الخالدة التي ستظل تُردد بين الأشخاص من مختلف الأجيال، أيضاً أغنية "أتحدى العالم" أعتبرها من الأغنيات التي لن تموت، وطالبني الجمهور بتقديمها مرتين خلال حفلي الأخير بدار الأوبرا، وتبقى من الأغنيات الأساسية في كل حفلاتي، لإنها أغنية مُعاصرة تُخاطب كل الشرائح العُمرية، وواصلة لأبعد مدى من التطور الموسيقي توزيعاً، ولحناً، وكلمات، ولعل هذا سر نجاحها وارتباط الجمهور بها، وهذا هو الفن الحقيقي، وأعتبر إنني أتممت مُهتمي كفنان عندما أجد هذا التفاعل الكبير مع تلك النوعية من الأغنيات.

  • لماذا اخترت "سلملي" لتكون باكورة أعمالك لصيف 2022؟

فضلت أن افتتح أعمالي لصيف هذا العام بأغنية طربية شعبية خفيفة، من كلمات وألحان عزيز الشافعي، وتوزيع جلال الحمداوي، وإنجذبت لكلماتها التي تحمل الغزل الراقي، وهذا ما يُميزها، وسبقتها أغنية "ورحمة قلبي" التي طرحتها أواخر العام الماضي، والتي تحمل اللون الشعبي أيضاً، لكن بنمط صعيدي نوعاً ما.

  • هل البصمة الفنية للشاعر والملحن عزيز الشافعي أحد الأسباب التي حمستك لتقديم العمل لاسيما بعد نجاحه اللافت مع عدد كبير من نجوم مصر والوطن العربي في السنوات الأخيرة؟

الشافعي مُلحن شاطر، ويمتلك أدوات التعبير الشعرية "الخفيفة" التي تصل لكل الجمهور العربي، وتحمست لبساطة أغنية "سلملي" من كلمات ولحن، و"استفزتني" تفاصيل الجُمل اللحنية التي وضعها عزيز، وهذا النمط الموسيقي جديد عليَ وأقدمه لأول مرة، فضلاً عن إنني أستمتع دائماً عندما أستمع لأعمال عزيز مع غيري من النجوم، ونجاحاته العديدة مع الفنان عمرو دياب وغيره من نجوم مصر والوطن العربي تُبرز جدارته بالاستمرارية، وسوف نُكرر العمل سوياً مرة أخرى في القريب العاجل.

  • حققت أغنية "يا بنات الحلال" - التي طرحتها مؤخراً - نجاح كبير وانتشار واسع بين الجمهور العربي.. ما سر هذا النجاح؟

سعيد للغاية بهذا النجاح، ولعل السر يكمن في جميع عناصر العمل التي كانت مؤشراً قوياً لنجاحه بداية من تفرد وأهمية الموضوع الذي طرحه الشاعر علي المولى، حيث يوجه بكلماته رسالة لبنات حواء بأن الحياة ليست مسابقة جمال، والأهم من الشكل الخارجي هو الجوهر ومعدن الإنسان الداخلي، وهذا ما يُميز الأغنية عن غيرها من الأغنيات التي قدمتها على مدار مشواري الفني أو حتى الأغنيات المطروحة في الموسم حالياً، أيضاً بساطة اللحن وسهولة حفظه ووقعه على الأذن أعطى الأغنية طابع ورونق خاص.

  • أصبح هناك هوس لدى السيدات والفتيات بجمالهن الخارجي، وقد يتطرقن للمبالغة بإستخدام "الفلاتر" عبر مواقع "السوشيال ميديا".. هل وصل الأمر معك يوماً إلى "الاستفزاز" الذي دفعك لتقديم هذه الأغنية؟

لا أبداً، فأنا أؤمن بالحرية الشخصية ولا أتعدى حدودي مع أي شخص، وعندما تلجأ أي فتاة أو سيدة لإستخدام "الفلاتر" عبر مواقع "السوشيال ميديا"، أو إجراء عمليات تجميل من أجل تحسين مظهرهن الخارجي فهذا يندرج تحت بند الحرية الشخصية، فكل إنسان حر في نفسه، شكله، وجسمه، وليس من حقي أن أتدخل في اختيارات أي شخص ولو بكلمة، لكن دوري كفنان يقتصر على طرح الموضوع أو الرسالة فقط، وهناك مَن يتأثرن بالرسالة ويأخذن بها، والبعض الآخر لا، وهذه أيضاً حرية شخصية.

  • ما مفهوم الجمال لديك؟

معايير الجمال بالنسبة لي تتلخص في جمال الروح الداخلي من قيم، أخلاق، وثقافة، أما الجمال الخارجي أو الملامح فهي تتغير وفقاً لظروف الحياة التي عاشها كل شخص إن كان رجل أو فتاة، وكل مرحلة عُمرية لها جمالها الخاص سواء الداخلي أو الخارجي.

  • ننتقل من "الجمال" إلى "الشياكة"، وهو عنوان الأغنية الثالثة التي طرحتها مؤخراً.. ما أسباب حماسك لتقديمها؟ 

أتحمس دائماً لخوض تجارب جديدة، وأكثر ما جذبني لهذه الأغنية هي "التقسيمة" اللحنية المختلفة التي صنعها الملحن مدين، إذ إنني لم أُقدم هذا اللحن من قبل، فضلاً عن موضوعها "الخفيف" الذي طرحه الشاعر هاني عبد الكريم بكلمات سلسة وسهلة، وبفضل الله راضِ عما وصلت إليه الأغنية من نجاح وقبول خاصة لدى الجمهور المصري.

  • صرحت أنك ندمت على عدم تقديم أغنية "صابر وراضي".. هل هناك أغنيات أخرى ندمت على عدم غنائها؟

لم أندم على غناء "صابر وراضي" بالمعنى الحرفي للكلمة، لكن فضلت أن أتريث عن اختيار الأغنية لإنني شعرت أن بها شيئاً من "النرجسية" التي أبغضها كون أنها تحمل كلمة "صابر" رغم أن المعنى أو المقصد من الكلمة هنا هو "الصبر" كصفة وليس كاسم، لكن سعدنا واستمتعنا بالأغنية بصوت سلطان الطرب جورج وسوف الذي أضاف لها بأسلوب غنائه المتفرد، وبلحن مُمتاز للغاية بتوقيع أمجد العطافي، وإن كنت قدمتها فكان من الممكن أن تأخذ الأغنية منحنى آخر سواء بالتوزيع الموسيقي أو بعض التفاصيل الخاصة باللحن، وفي النهاية تذهب الأغنية لصاحب نصيبها.

  • على النقيض.. هل هناك عملاً ندمت على تقديمه؟

إطلاقاً، لم أندم على أي عمل قدمته خلال مشواري الفني.

  • تكون دوماً من أوائل الفنانين الداعمين لشيرين عبد الوهاب في أزماتها المتلاحقة.. من واقع صداقتك وقربك لها هل تتفق مع الرأي الذي يقول بإن شيرين ضحية لإندفاعها وعفويتها؟

شيرين تبقى دائماً أيقونة ومثال للصبر والإنسانية، ووردة تُزهر أوراقها مهما عصفت بها الأحوال، وأؤكد من واقع صداقتي بها أنها تمتلك شخصية قوية، ومتمردة على جميع الظروف السيئة التي تمر بها بصرف النظر عن أسبابها، وسعيد للغاية لإنها استطاعت تخطي أزمتها سريعاً، وعادت لممارسة حياتها بشكل طبيعي، وفي القريب العاجل ستعود لفنها ومُحبيها بكل قوة، وأتمنى أن تتلقى شيرين الدعم من جميع الأشخاص المُقربين والمُحيطين بها، وهو الأهم في الفترة الحالية، فالظروف الصعبة التي مرت بها لا يتمناها أي إنسان لنفسه.

  • اعتدت أن تُشارك جمهورك لحظاتك المُضيئة فقط.. هل يعني ذلك أن حياتك خالية من الأزمات على المستوى الشخصي أو العملي أم تُفضل أن تكون بعيدة عن أعين الجمهور؟

أُفضل أن أحتفظ بأخباري وأموري الشخصية خاصة العائلية بعيدة عن أعين الجمهور، فلا أحبذ أبداً أن تكون متداولة بين الجميع، ولو أن هذا الأمر يصبح مُباحاً بحكم شُهرتنا كفنانين، بل أن فضول الجمهور عن معرفة تفاصيل حياتنا لا يتوقف، لكن من حقنا أيضاً أن نختار الجانب الذي نريد إظهاره أو تسليط الضوء عليه، وأنا أُفضل أن تكون أعمالي الغنائية، لقاءاتي الإعلامية، وحفلاتي الجماهيرية هي التي تتصدر المشهد وعناوين الأخبار دائماً.  

أقرأ أيضأ : المخرج شريف قشطة: «بعيدا عن النيل» رسالة لتوحيد الشعوب