نهاية رجل أغواه شيطانه

الزوج
الزوج

إيمان البلطى 

لم يكن «رمضان» إلا رجلاً أغواه شيطانه، وتملكت منه سوءاته، فى شبابه وفى شيبته، وأصبح وهو ابن الـ ٥٠ من عمره وله أسرة يعولها فى غياب تام عن الوعي، يفرط فى تعاطى المخدرات، ويفرط فى البلطجة، حتى أنه كان من عادته أن يخرج على الناس ليلًا ليُروعهم ويسرقهم ويعتدى عليهم، ولأن من عاش على شيء مات عليه، خرج على شاب معه زوجته، وأراد بها السوء، فأبت واستعصت، واستطاع زوجها أن يخلص الناس من شرور «رمضان»، بعدما قتله دفاعًا عن شرفه وعرضه. تفاصيل تلك الواقعة التى شهدت أحداثها قرية دنشواى فى محافظة المنوفية ترويها السطور التالية.

باختصار، "باسم" كان بصحبة زوجته عند أحد أقاربها لزيارته بعد حفل زفافه، وفى طريق عودتهما سلكا طريقًا مختصرًا ليصل إلى قريته، ولأن الطريق ترابي، به منعرجات ومطبات، كانت سرعة "باسم" على دراجته النارية التى يستقلها هو وزوجته بطيئة، ولأنها أيضًا فى شهرها التاسع من حملها.

وفى منعرج مظلم، تفاجئ "باسم" برجل ملثم فى يده عصاة غليظة، وفى لحظة ضرب الرجل الملثم الدراجة النارية بعصاه حتى سقط من على الدراجة، "باسم" فى حوض زراعي، وزوجته على الطريق.

دافع عن شرفه

بعد أن سقطت الزوجة على الأرض، هم الملثم بضربها على قدميها ضربة أفقدتها الحركة، ثم انقض عليها محاولا تمزيق ملابسها. لكن الزوجة قاومته بكل ما أوتيت من قوة، حتى خرج "باسم" من هذا الحوض، وما أن رأى زوجته على هذا الوضع هم ودافع عنها، وعرض عليه أن يعطيه ما معه من مال وهواتف فى مقابل أن يترك زوجته. لكن الرجل، الملثم، رمضان، أبى أن يوافق على طلبه، بل تمادى ورفع عصاه وضرب "باسم" عدة ضربات على جسده بالعصاة، فأصابه إصابات عدة، لكن "باسم" استطاع أن يلتقط منه تلك العصاة، وما أن أخذها حتى انهال عليه ضربًا.

بعد أن سقط "رمضان" على الأرض، تركه "باسم" وذهب إلى زوجته ليطمئن عليها، حينها التقط "رمضان" حجرًا وهم بضرب "باسم" على رأسه ليرديه قتيلا، لكن "باسم" تفادى تلك الضربة، وبدأ هو بضرب "رمضان" بالعصاة حتى نزفت رأسه الدماء. وما أن تيقن من أن رمضان غاب تمامًا عن الوعي، أخذ زوجته، والتى كانت قد غابت هى الأخرى عن الوعي، وعلى جسدها آثار نزيف، وانطلق بها إلى المستشفى، وهناك، بعد أن اطمئن على زوجته وجنينها، ذهب إلى قسم شرطة الشهداء، وأبلغ عن الواقعة، وحرر محضرًا يحمل رقم ١٦٤٢٨ جنح الشهداء لسنة ٢٠٢٢.

موت

بمجرد ما أن تم الإبلاغ عن الواقعة، انطلقت قوات الأمن فى مركز الشهداء إلى مكان الواقعة، تحت رئاسة مفتش المباحث ورئيس المباحث، وفريق من البحث الجنائى والنيابة، وهناك وجدوا "رمضان" ملقى على الأرض، وبعد أن تيقنوا من أنه فارق الحياة، تم نقله إلى مشرحة المستشفى، واستمر قرابة الـ ٢٤ ساعة لم يتعرف عليه أحد، حتى تم نشر صورته على الفيس بوك، وتعرف عليه أهله، وانتقلوا إلى المستشفى ليعرفوا كيف مات وماذا حدث له.

فى حديثها لـ "أخبار الحوادث"، قالت زوجة "باسم" واصفة ما حدث لها: "كنا فى بيت خالى نبارك لابنه بعد فرحه، وبعد صلاة العشاء بنصف ساعة روحنا، واحنا فى الطريق خرج علينا راجل كبير وضخم، ومعاه عصا نبوت، وضرب الموتوسيكل ضربة شديدة فوقعنا، وأول ما وقعت على الأرض ضربنى بالعصا على ظهرى، وهجم عليا وقطع لى العباية السوداء اللى كنت لابساها، وخلعنى الحجاب وجرنى من شعري".

وأضافت: "وقتها جوزى استطاع أن يخرج من الحوض اللى وقع فيه، وقاله سيبها وخد كل اللى إنت عايزه، فلوس وموبايلات، وقاله حرام عليك تأذيها دى حامل فى الشهر التاسع، لكن الراجل دا مسمعش كلامه، وضربه بالعصا على جسمه لحد ما وقع باسم، لكن بعد كده قام ومسك العصايا منه وضربه بيها، ولما وقع على الأرض جرى عليا باسم عشان يطمن أنى بخير، وقتها لقينا الراجل قام ومعاه حجر فى إيده، ساعتها باسم جوزى ضربه بالنبوت بتاعه، بعدها غبت عن الوعي، ومفوقتش غير فى المستشفى".

تهديد

يضيف "حازم صبحى" محامى "باسم" لـ "أخبار الحوادث: "الزوج باسم، كان عائدا من عند أهل زوجته، لتقديم التهانى بمناسبة زفاف أحد أقارب زوجته، مستقلا دراجته النارية، وسلك طريقا ترابيا زراعيا مختصرا، ولكن هذا الطريق كان شبه مجهول، ولا يوجد به مارة، قاد الزوج دراجته بسرعة هادئة لأن زوجته كانت حاملا بشهرها التاسع، وفى منتصف الطريق، بجانب كوبرى صغير، وعلى جانب الكوبرى أرض زراعية، بها عشش، فوجئ بخروج قاطع طريق عليهم، ملثم وقوى البنيان، ومعه عصا كبيرة، وقام بخبط الدراجة النارية بشدة فسقط باسم وزوجته على الأرض، ثم اعتدى بالضرب على زوجة باسم على ظهرها ليشل حركتها ويتمكن من الاعتداء عليها، وأما باسم فقد سقط فى حوض مياة زراعي، ولما حاول الخروج ليدافع عن عرضه وشرفه، ضربه العاطل عدة ضربات بالعصا، وكان باسم يتلقى الضربات بيده حتى تورمت يده، واخذ يتوسل للعاطل ترك زوجته فى مقابل أن يعطيه كل أمواله وهاتفه المحمول، ولكن هذا الرجل كان يريد غرضا آخر غير السرقة".

واستكمل: "البلطجي، رمضان، كما أوضحت زوجته، قد كانت على خلاف معه، ومنفصلين منذ ٣ سنوات، بسبب تعاطيه المواد المخدرة، ومن كثرة تعاطيه لتلك المواد فضلت العيش بابنائها فى منزل بالإيجار بعيدًا عنه".

واختتم: "موكلى ما أن أبلغ الشرطة بالحادث، لم يتردد فى تسليم نفسه، وتولت نيابة الشهداء الجزئية التحقيق فى الواقعة، وتم التحفظ على "باسم"، وصدر يوم ٢٩ من شهر أكتوبر قرارا بإخلاء سبيله بكفالة قدرها ٥ آلاف جنيهاً، ثم استأنفت النيابة القرار، ويوم ٣٠ من شهر أكتوبر، وتم تعديل القرار بحبس باسم ١٥ يومًا على ذمة القضية، ثم فى ١٢ من شهر نوفمبر الحالى، تم إخلاء سبيله بكفالة ٥ آلاف جنيها، ثم تم استئناف الحكم يوم ١٣ وتعديل القرار لتجديد الحبس ١٥ يوما لحين ورود التقرير النهائى للطب الشرعي، وتوضيح أسباب وفاة القتيل، وأنا أرى ان قرار التمديد له فى صالحنا، خصوصا لأن العائلة التى ينتمى إليها "رمضان" لم تتفهم الوضع، ولم يروا أن "رمضان" أخطأ عندما تهجم على شاب وزوجته، وأرسلوا أكثر من مرة رسائل تهديد شفوية، لذلك تم حبس باسم على ذمة التحقيق أراه عادلًا لوقف نزيف الدماء بين العائلتين، وخاصة أن أهل القتيل متربصين له عند خروجه.

وعن سجل "رمضان" الأسود، وتاريخه الإجرامى العتيق، قال المحامى "محمد سلطح"، والذى تطوع للدفاع عن "باسم" بعد أن علم بالواقعة: "القتيل لن يكن هذا حادثه الوحيد، ففى نفس اليوم، وفى نفس المكان، وقبل الواقعة بنصف ساعة، قطع الطريق على ٣ أشخاص، ولكن عندما كادوا أن يضربوه فر هاربًا منهم، وبعدها عاد وتربص لباسم وزوجته.  وأضاف: دفاع "باسم" عن زوجته دفاعًا مشروعًا وهذا ما سوف نثبته بالأدلة، لأنه كان تحت تأثير الخوف على زوجته الذى وجدها تنزف الدماء، لذلك حدث له ما يشبه الصرع، وظل يضرب "رمضان" حتى أنه لم يدرك كم ضربة ضربها له.

اقرأ أيضأ : «الداخلية» تواصل توعية الطلاب من مخاطر تعاطي المخدرات| صور