سالي الحسيني: «السباحتان» رسالة قوية عن معاناة اللاجئين حول العالم | حوار

لقطة من فيلم «السباحتان»
لقطة من فيلم «السباحتان»

خلطة سحرية، تمكنت بها المخرجة سالى الحسينى ذات الأصول المصرية بأن تحظى بإبهار الجميع سواء من صناع الأفلام أو الجمهور على حد سواء بفيلمها «السباحتان» والذى بدا واضحاً على الجميع خلال العرض الأول للفيلم بمنطقة الوطن العربى والمنافسة ضمن القسم الرسمى خارج المسابقة ضمن فعاليات الدورة الـ 44 من مهرجان القاهرة السينمائى الدولي، فالجميع انسجم مع أبطال الفيلم فى ضحكاته ودمعاته التى تتساقط واحدة تلو الأخرى فى لحظات الخوف والفرح.

وحتى بلحظات التقاط الأنفاس ومواجهة أمواج البحر التى تحاول ابتلاعهم فى رحلة الموت التى يشقونها للوصول إلى البر الأوروبى، لينتهى الجميع بالوصول لنشوة الانتصار بتحقيق ميدالية الأولمبياد ، تحدثنا الحسينى عن كواليس هذا العمل: 
من أين جئتى بقصة آل «ماردينى»؟
علمت بها من خلال مواقع التواصل الاجتماعى والأخبار المنتشرة عالمياً، وجذبتنى قصة سارة التى تم إلقاء القبض عليها بتهمة مساعدة اللاجئين، وعند البحث الدقيق اكتشفت بأن قصة شقيقتها يسرى تمثل بطولة أخرى فقررت دمج القصتين معاً فى فيلم واحد، يمثل جزءاً من رحلتهم الغربية والأروع، وعندما تواصلت معهم لأجل الفيلم رحبوا بالفكرة جداً.


كيف تم اختيار أبطال العمل؟
من خلال تجارب الأداء للهواة والمحترفين،وأفضل التعامل مع الوجوه الشابة لأنها تضفى واقعية على الفيلم، وكانت البداية من سوريا إلا إننا واجهنا بعض الصعوبات بسبب التصاريح، وكانت تجارب الأداء على مستوى الوطن العربى لتقديم أبطال عرب على الشاشة يشبهون الجمهور الحقيقى.


ما سبب تأخر إصدار الفيلم والذى بدأ العمل عليه منذ 5 سنوات؟
هو أن كتابة الفيلم انتهت بعد 4 سنوات بعيون أوروبية ، وقد قمت بالإتفاق مع الكاتب إينولا هولمز وجاك ثورن على إجراء بعض التعديلات عليه، بينما يتناسب مع الواقع حيث يظن الأوروبيون والعالم الغربى بأن الحياة كئيبة فى البلاد العربية متأثرين بما يعرض بالنشرات الإخبارية أو بوسائل الإعلام.

وإلا أنها فى الحقيقة ملونة ورائعة فيها أنشطة وفعاليات متنوعة حتى وسط ساعات الحرب التى تدك البيوت والتى تظهرت من خلال ابن العم نزار التى يحلم بأن يصبح «dj»ويعشق الموسيقى، ثم جاءت فترة الوباء الذى توقفت عنده الحياة لتطول فترة تحضير الفيلم ليظهر بالنهاية بشكل مشرف نال إعجاب الكثيرين .


ما سبب اعتماد اللغة الإنجليزية على الفيلم، بالرغم من كونه يتناول قضية عرب؟
وجاء لعدة أسباب أولها بأن آل مارينى كانوا متمكنين فى اللغة الإنجليزية وخلال رحلة للجوء كانت الوسيلة الوحيدة للتعامل مع المهاجرين الآخرين الذين هربوا من ويلات الحروب فى بلادهم،وأتذكر بأن الفتيات أكدن بأنهن يلجأن للغة الإنجليزية فى حياتهن الخاصة اليوم فى محاولة لنسيان الماضى المؤلم الذى مررن به.

وأضيف بأن الفيلم بذلك رسالة قوية الأثر موجهة للعالم لشرح معاناة اللاجئين،دون الحاجة لوسيط مترجم على الشاشة أوغيره، تستطيع ملامسة عقول وعواطف الجمهور الغربى بسهولة.


هل تمت الاستعانة بدوبلير، أم تم تدريب الأبطال ؟
نعم ،فكان الدوبليرالمستعان به هو الثنائى الحقيقى آل «ماردينى»، فى تصوير بعض المشاهد، كما تم تدريب الممثلتين آل«عيسى» على السباحة ،ومن المفارقة بأنه كان يتم مناداة البطلة الممثلة بـ « يسرى 1» أما الحقيقية بـ «يسرى 2» وهو ما كان يحدث بعض الغيرة الممزوجة بالمزاح والمتعة بين فريق العمل .


ما هى رسالتك من الفيلم؟وكيف تمكنتِ من ايصالها للجمهور؟
وتوضيح المعاناة التى يعيشها اللاجئون، والمخاطر التى يعيشونها من أجل النجاة بحياتهم من الحروب التى دمرت بلادهم، واعتمدت فى ذلك على دراسة أوضاع المهاجرين.

وحتى أنه شارك بالفيلم بعض المهاجرين الحقيقيين خاصة فى مشهد غرق المركب الذى كان يقلهم لليونان، وكل شخص منهم أدى نفس المشاعر والحركات التى مرت به خلال رحلة الهجرة غير الشرعية.


ماذا كنتِ تتوقعين بعد العرض الأول للفيلم بالمهرجان ؟
قبول الجمهور وإعجابهم به، إلا إننى انبهرت بردود الفعل من الجمهور المصرى،بسبب تفاعلهم مع أهم اللحظات بالفيلم من بكاء وفرح وسعادة، حتى انهم تفاعلوا بالتصفيق فى مشهد فوز يسرى وحصولها على أولمبياد «ريو» للسباحة 100 متر بفريق اللاجئين.


ماذا كان رد فعل آل«مارينى» الحقيقيين؟
انبهرا بالعمل وشعرا بأن شريط حياتهما يعود لحظة بلحظة، حتى ان يسرى دمعت عينها عند مشاهدته لأول مرة.

اقرأ ايضا | حفل مهرجان القاهرة السينمائي يستعد لاستقبال النجوم | صور