هذه هى قيمة الرياضة فى جانبها الإيجابى..كان افتتاح مونديال العرب بمثابة ''قمة عربية'' مبهجة بنفس قدر إبهاج فقرات الحفل..قمة بلا أجندة ولا قرارات ولا مائدة مستديرة لكنها أكثر ''بركة'' من مائة أجندة وألف قرار وأوسع مائدة..وجوه القادة العرب عرضت لوحة مبشرة للعروية بتفاصيلها وألوانها وحميميتها..هكذا الرياضة تؤلف القلوب وتقرب العقول وتلغى الشوائب العالقة فى العلاقات.. وكان لاعب إيران صادقا وهو يقول قبل لقاء إنجلترا إننا نلعب كرة قدم ولاعلاقة لنا بالسياسة التى جعلت من البلدين خصمين فى البر والبحر والجو بينما يجمعهما ملعب واحد يجرى فيه قبل المباراة عزف السلام الوطنى للبلدين..وبلا مبالغة أؤكد أن هذه القمة التلقائية فى مقصورة ملعب كرة فتحت جسورا كانت مسدودة ومليئة بالحفر والمطبات..وربما تكون لوحة بيضاء يرسم عليها العرب خريطة جديدة تخدم مصالحهم وتوحد أهدافهم وتؤلف بين قلوبهم..ليعتصموا جميعا بحبل الله بعد أن التقطوا جميعا حبل المودة والتواصل فى المونديال ..
