إنهــا مصـــــــر

«بايدن» و«شى».. الخطوط الحمراء!

كــــــــــــرم جبــــــــــــر
كــــــــــــرم جبــــــــــــر

ابتسم الرئيسان أمام المصورين وتصافحا بحرارة شديدة، واقترب الرئيس الأمريكى بايدن من الرئيس الصينى «شى جين»، وقال له وهو يلف ذراعه حوله: لقد أمضينا الكثير من الوقت عندما كان كل منا نائبا للرئيس، كم هو رائع أن التقى بك.

واستمرت القمة التى تحدث لأول مرة ثلاث ساعات وعشر دقائق.

ملخص ما قاله بايدن: إدارة الخلافات بين بكين وواشنطن للحيلولة دون تحول المنافسة إلى صراع.. إيجاد سبل للعيش معاً.. أمريكا ملتزمة بالدفاع عن الديمقراطية.. لا داعى لقيام حرب جديدة.

تكملة أقوال بايدن: أفعال الصين العدوانية تجاه تايوان تعرض السلام للخطر.. مستعدون للدفاع عن الجزيرة عسكرياً.. لا داعى لقيام حرب جديدة، ولا أعتقد خططاً وشيكة لتغزو الصين تايوان.

وملخص أقوال شى: علاقات واشنطن وبكين تمر بمنعطف سيئ ويجب تصحيح المسار.. بكين مستعدة لإجراء حوار صريح حول العلاقات الاستراتيجية بين البلدين.. الصين لا تسعى لتحدى أمريكا أو تغيير النظام الدولى القائم.

بايدن طلب من شى أن يتدخل لدى صديقه رئيس كوريا الشمالية لوقف التصعيد فى التجارب النووية، بعد إجراء تجربتها السابعة.. وشى حذر من أن تايوان بالنسبة للصين خط أحمر لا يمكن تجاوزه، ودعا واشنطن إلى رفع التعريفة الجمركية التى فرضها ترامب عام 2019.

لقاء الرئيسين فى حد ذاته يفتح آفاقاً جديدة لتعاون العملاقين، وإذا اتفقا يمكن إقناع الرئيس الروسى بوقف الحرب الأوكرانية، وإنقاذ العالم من كوارث ضخمة، قد تصل ذروتها عام 2023، وعدم قدرة نصف سكان الكرة الأرضية على توفير الغذاء، وانتشار المجاعات وانهيار اقتصاديات الدول النامية والفقيرة تماماً.
قمة «إذابة الجليد» أو إعادة ضبط العلاقات بين البلدين، أو التلاقى فى منتصف الطريق، أو التفاهمات بشأن أوكرانيا، أو تصحيح المسار.. ولكن ذلك لن يتحقق إلا إذا استمرت اللقاءات لإنقاذ العالم من شبح التهديد بحروب جديدة.

والشرق الأوسط كان غائباً عن الأجندة، واستحوذت تايوان على كل الاهتمام، ولم يتم الحديث عن البترول والطاقة وإنما المصالح المشتركة بين البلدين، التى هى أكثر من المصالح المتعارضة، والتعافى الاقتصادى والتعاون الدولى والتحول الرقمى وأزمة المناخ.

الأهم أن البيان الختامى لقمة «بالي» تضمن ضرورة أن تتخذ مجموعة العشرين إجراءات ملموسة ودقيقة وسريعة وضرورية، باستخدام جميع أدوات السياسة المتاحة، لمواجهة التحديات المشتركة، بما فى ذلك من خلال التعاون الدولى فى الاقتصاد الكلى والالتزام بدعم البلدان النامية، لاسيما الدول الأقل نمواً والدول الجزرية الصغيرة النامية، فى الاستجابة لهذه التحديات العالمية، وتحقيق أهداف التنمية المستدامة.

و«التنفيذ» أهم من «الوعود»، حتى لا تتكرر مأساة الدول الأشد احتياجاً فى العالم مرتين: الأولى بأخذ الدول الصناعية المواد الخام بأسعار بخسة، والثانية أن تترك نهباً لآثار الانبعاثات المناخية المدمرة.