الإنسانية تواجه مخاوفها.. قراءة في أفلام المسابقة الرسمية بـ«القاهرة السينمائي»

 المخرج رضا الباهى يتوسط بطلى فيلمه «جزيرة الغفران»
المخرج رضا الباهى يتوسط بطلى فيلمه «جزيرة الغفران»

جوائح وحروب واضطرابات، أحداث عالمية لا شك أنها تتماس مع أفكار صناع السينما طوال الوقت، يفرض المجتمع العالمي كابوسه على أفلام السينما فلم تعد محلقة في الخيال بقدر غرقها في واقع إنساني أليم، يبدو أشد قسوة من خيال أعتى صناع أفلام الرعب والخيال العلمي.

وكأن البشرية تلملم شتاتها وتطرح مخاوفها وهواجسها على شاشة السينما، جاءت أفلام المسابقة الدولية لمهرجان القاهرة السينمائى لتضع هذه العبارة كعنوان رئيسي لأغلب أفلامها، بين السطور يمكنك أن تقرأ هذه الأزمة البشرية وانعكاساتها على قصص الأفلام ورؤى صناعها .

من تونس طرح المخرج رضا الباهى تلك الرؤية بصورة غير مباشرة في فيلمه «جزيرة الغفران» حيث يتحتم على «أندريا» مواجهة مشاكله ليحل السلام على روحه الغاضبة، ليصبح قادرًا على مسامحة نفسه، يلامس الفيلم التونسي حالة الغضب الداخلي التي تنتاب البشرية جراء ضغوط الحياة اليومية وتوتراتها السياسية التي تنعكس على أرواحهم الباحثة عن السلام والتسامح.. الهموم الانسانية لغة عالمية مشتركة من بينها على سبيل المثال صراع الاستقلال الذى تعيشه المرأة.

وصحيح أن تصاعد خطاب النسوية في الشرق الأوسط زاد من حدة هذه الدعوات، ولكن هذا الصراع لم يختلف كثيرا عن حاله فى الغرب مثلا وهو ما طرحه فيلم «شىء قلته الليلة الماضية» للمخرج لويس ديفيليبس.. تدور أحداث الفيلم حول كاتبة شابة تُفصل من عملها، ولكنها تصطدم بتعطشها للاستقلال عن عائلتها وبين حاجتها الماسة لمن يرعاها ويخلق لها توازناً حقيقىاً فى حياتها.

في العلاقات العائلية وصدمة الآباء والأبناء في بعضهم البعض تمثل واحدة من القضايا التي طرحتها بعض أفلام المسابقة الدولية مثل الفيلم البلجيكى الفرنسى «الحب بحسب دالفا» والذى يتناول قصة فتاة تعيش مع والدها، وذات ليلة تقتحم الشرطة منزلها وتصطحبها لدار رعاية لتكتشف الفتاة أن حبها لوالدها ليس كما ظنت.

الصراع الإنساني بين الآباء والأبناء ومفهوم كل طرف عن حبه للآخر يظهر بصورة أعمق في الفيلم المصري «19 ب» للمخرج أحمد عبد الله وبطولة سيد رجب وناهد السباعى.

اقرأ ايضا | فيفا يطرح أغنية «Tukoh Taka» لكأس العالم