طفرة غير مسبوقة في تسليح الجيش والتصنيع العسكري

بالرافال والميسترال والفرقاطة «العزيز» وسلاح «الرعد».. السماء مُحرِقة.. والبحر أمان

السماء مُحرِقة.. والبحر أمان
السماء مُحرِقة.. والبحر أمان

سماوات مصر عصية على الاختراق.. حدودها آمنة.. والبحر أمان، بفضل رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، ومنظومة رشيدة جادة تعمل بمنتهى النظام والكفاءة..

هنا في القوات المسلحة المصرية مصنع الرجال وخط إنتاج الأبطال، ضباط وضباط صف وجنود وضعوا أرواحهم فداء للوطن وترابه ومواطنيه، وقائد أعلى قاد بحكمة خطة غير مسبوقة وطفرة لامثيل لها على صعيد التسليح والتدريب..

دولة مسالمة وليست مستسلمة تميل للسلام من منطق القوة و ليس ضعفاً، جيش رشيد يحمى مصالح شعبه ووطنه، جيشٌ يتحرك ولا يتحرش.. ولتتحقق كلمة الأغنية الوطنية الشهيرة «دع سمائي فسمائي محرقة.. دع قناتي فمياهي مُغرِقة.. واحذر الأرض فأرضى صاعقة».

ولما كان لابد للحق من قوة تحميه عملت الدولة المصرية على مدار أيام وأسابيع و شهور وسنوات لرفع كفاءة منظومتي التسليح والتدريب بالجيش، من خلال التخطيط لرفع الكفاءة القتالية لكل عناصر القوات المسلحة بشكل غير مسبوق..

كما شمل التطوير تعديلاً في الاستراتيجيات العسكرية والأمنية لمواجهة تحديات الإرهاب الأسود والأطماع الإقليمية لدول في المنطقة، ما حدث بحق في هذه السنوات من حجم التطوير والتسليح يعد نقلة نوعية، يعود الفضل فيها لخطة التطوير التي بدأها الرئيس عبدالفتاح السيسي منذ كان وزيرًا للدفاع، فلم يكن أحد يتخيل ان تحسم مصر كل هذا العدد من صفقات التسليح التي تم عقدها في زمن قياسي لإعادة رونق هذا الجيش العظيم..

ولم يكن أحد يتصور أن يتم تدريب العناصر على المعدات و الأسلحة الجديدة وتشغيلها خلال فترة زمنية وجيزة وليس هذا فحسب، فالرئيس عبد الفتاح السيسي أثبت على مدار السنوات الماضية أنه كان يمتلك رؤية عميقة وكاشفة لتطورات الأحداث اثبتت جدارتها وصدقها فيما نعيشه اليوم من أحداث متسارعة.

الاستراتيجية العسكرية والأمنية التي تم العمل بها لحماية هذا الوطن لم تكن وليدة الصدفة، بل هي نتاج عمل وعلم واستطلاع كاشف ودقيق للأوضاع الأمنية والسياسية والعسكرية في المنطقة والعالم خلال السنوات القادمة..

الرئيس السيسي نجح باقتدار في أن يضع ويطبق استراتيجيات أمنية وعسكرية قاد بها الأمة المصرية نحو بر الأمان في الوقت الذى كانت فيه أمواج الإرهاب العاتية تضرب بقوة لإسقاط الدولة المصرية، وتحاصرها داخليا وخارجيا وتستهدف أمنها القومي من الاتجاهات الاستراتيجية الأربعة.. ونجحنا في حسم معركة الإرهاب داخليا والقضاء على بنيته التحتية.

قيادة محترفة

لا يخفى على أحد أن تحديث منظومات التسليح واجه العديد من العقبات.. أولها تفهم الدول المصنعة للسلاح على اختلاف توجهاتها للاحتياجات المصرية، ومعلوم أن بيع الأسلحة لدول في الشرق الأوسط هو أمر غير سهل خاصة في حالة قيام الدولة بتنويع مصادر تسليحها وهناك دول في المنطقة فشلت تماما في تنويع مصادر تسليحها ،من بينها تركيا مثلا التي فشلت في إحداث توازنات للحصول على التسليح الروسي والأمريكي، في نفس الوقت..

أما العسكرية المصرية وقيادتها السياسية المحترفة فنجحت في تنويع منظومات التسليح وتعديد مصادرها دون الاصطدام مع أحد..

سواء من داخل الإقليم أو من خارجه.. الأمر لا يتعلق بتوفير الأموال فقط لشراء الأسلحة، فالسياسة والسلاح وجهان لعملة واحدة خاصة عندما نتحدث عن دول كبيرة مثل: الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا، وجميعها دول بينها مساحات من التوافق والاختلافات..

ومن الممكن أن تنتقل تلك الخلافات بسهولة الى الدولة المصرية عند تنويع مصادر التسليح.. لكن بفضل الله ولاحتراف القيادة المصرية لم يحدث ذلك لبلادنا عند شراء منظومات التسليح التي تخضع لحسابات التوازن الاستراتيجي في بعده العسكري بالمنطقة..

يُحسب أيضًا للرئيس السيسي الاهتمام بالتصنيع العسكري، ففي الوقت الذى تم الاتفاق فيه على شراء بعض الأسلحة تم الاتفاق على عقود تصنيع محلية داخل مصر لاستعادة دور مصر في تصنيع السلاح، منها على سبيل المثال وليس الحصر تصنيع فرقاطات “جويند “ الفرنسية ولانشات القوات البحرية والتصنيع المشترك للدبابات الأمريكية M1A1..

و مؤخرا تصنيع المدفع الكوري الجنوبي المتطور K9 Thunder والمعروف باسم سلاح “الرعد “، ويعد من أكثر المدافع ذاتية الحركة تقدما في العالم ويتمتع بقوة إطلاق عالية مع طول مسافة الإطلاق وسرعة إطلاق النار وأعلنت كوريا أنها تعمل على تصنيعه بشكل مشترك معنا بحيث ستكون مصر قادرة على تصنيع 50 في المائة من مكوناته خلال الـ 5 سنوات القادمة.

زمن قياسي

 ومن المشاهد المهمة أيضا التي بعثت الطمأنينة في نفوس المصريين، وتُحسب للرئيس السيسي إنجاز عقود صفقات منظومات التسليح في زمن قياسي، وتوريد تلك المنظومات في فترات زمنية قصيرة وتوقيع بعض العقود في مصر..

ومن المتعارف عليه أن الدولة التي تريد صفقات تسليح هي التي تذهب لتوقيع العقود مع الشركات المصنعة لكن لا ننسى أبدا مشهد حضور وزير الدفاع الفرنسي لتوقيع صفقات التسليح مع مصر من داخل القاهرة، وكان ذلك مؤشرا قويا على استعادة مصر لثقلها بالمنطقة..

أيضا امتلاكنا قطعتين بحريتين مثل حاملتي المروحيات “ميسترال” كانت فرنسا قد قامت ببنائهما لصالح روسيا، وهنا دولة عظمى تقوم بتصنيع قطعة سلاح لدولة عظمى أخرى..

ثم وقعت أزمة دولية منعت فرنسا من استكمال عمليات بيع تلك القطعة البحرية لروسيا، ودخلت مصر على الخط للحصول عليها ولم يعترض المجتمع الدولي ولا الجانب الفرنسي أو الروسي على شراء مصر لهذه القطعة البحرية الضخمة.. لتدخل الى المنطقة لأول مرة حاملة مروحيات بهذا الشكل..

ومن الأسلحة المهمة أيضا صفقات طائرات الرافال الفرنسية، وهى مقاتلة متعددة المهام من الجيل الرابع تستطيع التحليق لمسافات بعيدة والتزود بالوقود في السماء..

وكذلك صفقة الهليكوبتر الهجومي الروسي “كا-52”، والأباتشي الأمريكي القادر على العمل في مختلف الظروف الجوية والمناخية..

كذلك من الصفقات المهمة الحصول على 4 غواصات ألمانية حديثة تتميز ببصمتها الصوتية المنخفضة، والتي تصعب من مهمة كشفها بواسطة أنظمة الرصد المعادية وتمتاز بمنظومتها الإلكترونية المتطورة، وتسليحها القوى..

كما انضمت أكتوبر الماضي الفرقاطة “العزيز” للقوات البحرية المصرية، وهى من طراز MEKO-A200، لتكون واحدة من أصل أربع فرقاطات من هذا الطراز جرى التعاقد عليها بين مصـر وألمانيا، مع تصنيع إحداها فى مصر.

وحرص الرئيس على استيعاب المقاتل المصري لجميع منظومات التسليح الحديثة، وأن يتم ذلك في زمن قياسي والدليل على ذلك أن كل الأسلحة التي تم التعاقد عليها ظهرت خلال المناورات والتدريبات المصرية الكبرى “ وما قبلها وما بعدها.. وظهور تلك الأسلحة في المناورات الضخمة بالذخيرة الحية هو دليل عملي على استيعاب تلك الأسلحة بمختلف منظوماتها وكان هذا الاستيعاب السريع والعمل عليه ضرورة لمواجهة التهديدات الحالية والمستقبلية مما شكل قوة ردع قوية أمام أي دولة أو جماعات إرهابية تمثل تهديدا على الأمن القومي المصري. 

القواعد العسكرية

بعد حصول مصر على منظومات التسليح الحديثة.. تطلب الأمر تطويرا كبيرا في القواعد العسكرية، لتناسب تمركزات تلك الأسلحة والتدريب عليها والانطلاق بها من تلك القواعد لمواجهة أي عدائيات..

شاهدنا خلال السنوات الماضية تطوير عدد من القواعد العسكرية ومنها على سبيل المثال وليس الحصر: قاعدة محمد نجيب لتأمين البحر المتوسط، وقاعدة برنيس لتأمين البحر الأحمر، وأيضا تطوير مجموعة من القواعد وتم افتتاحها خلال مناورات كبرى تم تنفيذها باستخدام الذخيرة الحية وظهرت خلالها قدرات مختلف الأسلحة الحديثة.

اقرأ أيضاً| أحمد موسى: القوات الجوية هزمت إسرائيل في أطول معركة طيران| فيديو