بدون تردد

قضية المياه

محمد بركات
محمد بركات

خطوة كبيرة ومهمة تمكنت مصر من تحقيقها فى قمة المناخ المنعقدة فى شرم الشيخ «كوب ٢٧» من خلال وضعها لقضية المياه وما يتعرض له العالم من خطر شح أو نقص المياه حاليا، فى قلب العمل المناخى العالمى بحيث تكون تحت نظر العالم كله، بوصفها خطراً جسيماً يهدد كل الدول والشعوب فى ظل المتغيرات المناخية التى طرأت على العالم مؤخرا.
جاء ذلك بعد جهد كبير بذلته مصر للحصول على موافقة ودعم جميع الدول المشاركة فى المؤتمر، للمبادرة الدولية للتكيف المناخى بخصوص المياه الذى خصص لها يوم كامل فى المؤتمر نظراً لأهميتها وتأثيرها البالغ على كل صور الحياة على الأرض.

وتأتى أهمية هذه الخطوة نظراً لما تتعرض له الأرض بصفة عامة والقارة الأفريقية بصفة خاصة من أخطار، فى ظل الظواهر السلبية العديدة الناجمة عن ارتفاع درجة حرارة الأرض، مما أدى إلى الجفاف وانتشار التصحر وشح المياه، ووقوع أكثر من نصف القارة الافريقية تحت حالة الجفاف الشديد والحاد، وهو ما أثر بشكل مباشر على الأمن الغذائى والمائى فى العديد من الدول الافريقية.

والمبادرة المصرية التى حظيت بالإجماع من الأعضاء المشاركين بالمؤتمر تتضمن ستة محاور رئيسية، هى العمل على عدم تأثير النمو الاقتصادى بالسلب على استخدام المياه العذبة، واحتساب المياه الخضراء عند وضع الخطط الوطنية لاستخدام المياه فى كل دولة وعند وضع استراتيجيات التكيف وكذلك حماية النظم الايكولوجية للمياه العذبة.

كما تتضمن أيضا ضرورة التعاون بين الدول فى نطاق أحواض الانهار الدولية، فيما يخص التكيف مع المتغيرات المناخية، وتعزيز الادارة المستدامة منخفضة الانبعاثات والتكاليف لمياه الشرب والصرف الصحى، ووضع أنظمة انذار مبكر للظواهر المناخية، وربط سياسات المياه الوطنية بالعمل المناخى.

وفى هذا الاطار كانت مصر واضحة ومؤثرة فى تأكيدها خلال عرض وجهة نظرها، على جسامة وخطورة المتغيرات المناخية المهددة للحياة فى القارة الأفريقية، وخاصة تلك الأخطار التى باتت تهدد الأمن المائى والأمن الغذائى لدول وشعوب القارة، وهو ما أثر بالسلب على كل البشر بالقارة، مما جعلها تحظى بتأييد الجميع لمطلبها بوضع قضية المياه فى قلب العمل المناخى العالمى.