محمد بركات يكتب: قمة شرم الشيخ.. وغيرها

محمد بركات
محمد بركات

دون أدنى حاجة إلى المبالغة أو الميل إلى تحسين الصورة القائمة على أرض الواقع، نستطيع القول بوجود فارق كبير بين ما جرى ويجرى خلال قمة المناخ «كوب 27» المنعقدة في شرم الشيخ، وبين ما جرى في سابقتها من القمم للمناخ التى عُقدت قبلها.

الفارق الكبير والواضح يكمن في أن القمم الست والعشرين السابقة، كانت موزعة ما بين استشعار الخطر الذي يهدد الأرض وما عليها من مجتمعات وأفراد ودول وشعوب، نتيجة الممارسات الإنسانية الملوثة للبيئة وما أدت إليه من تغيرات جسيمة فى المناخ  أصبح يمثل خطراً بالغاً على الحياة على كوكب الأرض.

وبين تحديد حجم هذا الخطر والنتائج المترتبة عليه والتأثيرات السلبية الناجمة عنه، وكيفية مواجهته للحد من هذه التأثيرات، والإجراءات والخطوات الواجب اتخاذها لإنقاذ الأرض والبشر من المصير البائس والمعتم الذى ينتظرهم تحت وقع هذه المتغيرات المناخية.

وهكذا سارت مؤتمرات المناخ فى مسار طويل بدأ من قمة كيوتو التى كانت استشعارا حقيقيا للأخطار الناجمة عن تغير المناخ، والأسباب المؤدية لهذه الأخطار، ثم قمة باريس التى حددت الخطر وأوضحت ضرورة وحتمية مواجهته والسعى لعلاجه والقضاء عليه..

ثم وصلنا إلى قمة جلاسجو التى أكدت ما جاء فى القمم السابقة وعددها 25 قمة، حيث إنها كانت القمة رقم 26 «COP26» وأعلنت ضرورة تنفيذ ما جاء فى قمة باريس، كضرورة لازمة لوقف الخطر وإنقاذ كوكب الأرض من الهلاك جراء المتغيرات الخطرة للمناخ، والمتمثلة فيما شهدناه من حرائق مدمرة للغابات فى أمريكا وأوروبا وأفريقيا والبرازيل، وما تعرضت له دول كثيرة من فيضانات وأعاصير مدمرة، وما وقع فى أجزاء كثيرة من العالم من تصحر وجفاف  وموت للمحاصيل الزراعية، وهلاك للبشر والمخلوقات.

ورغم أن الخطر بات واضحا وبالرغم من التوافق التام على ضرورة مواجهته واتخاذ الخطوات العملية للقضاء عليه، إلا أن احداً لم يتحرك بالجدية الكافية لتحقيق ذلك، ومن هنا تأتى أهمية قمة شرم الشيخ السابعة والعشرين بوصفها قمة الإنقاذ وذلك انطلاقا من اتفاق كل الدول المشاركة على أن تكون قمة التنفيذ للخطوات والخطط التى تم الاتفاق عليها لإنقاذ الأرض والبشر.