نهار

تحديث شهر زاد

عبلة الروينى
عبلة الروينى

 بعد ٢٢ عاما على عرضها الأول على مسرح «سارية الجبل» التاريخى بالقلعة، أعاد المخرج وليد عونى وفرقة الرقص المسرحى الحديث تقديم عرض (شهر زاد) من جديد على المسرح الكبير بدار الأوبرا.. وعلى امتداد ٢٠ عاما قدم وليد عونى (شهر زاد) فى فضاءات تاريخية متنوعة ومختلفة.. قصر العظم بدمشق.. قلعة حصن عمان بالأردن.. قلعة الفليج بمسقط.. المسرح الرومانى فى الإسكندرية..

وقصر عابدين خلال زيارة بوتين للقاهرة.. مسارح مفتوحة وأماكن تاريخية، تناسب الحكاية الأسطورية وفخامة الموسيقى الكلاسيكية لكورساكوف.. وتسمح بحرية أكبر فى الخيال وحركة مجاميع الراقصين.. هذه المرة وبعد ٢٢ عاما، يعيد وليد عونى (شهر زاد) على المسرح الكبير بدار الأوبرا بصياغة جمالية جديدة، تناسب العرض على مسرح مغلق.. وتسمح بانضباط ودقة أكثر فى الإضاءة والصوت..

أضاف وليد عونى الى العرض شخصيات جديدة وتنويعات مختلفة على شخصية شهر زاد (٤ راقصات قدمن شهر زاد برؤى مختلفة).. وأعطى المخرج بعدا سياسيا للحكاية الخيالية، بالتركيز على مؤامرات ودسائس القصر.. وبينما تخلى عونى عن التخت الشرقى وعزف نصير شمة على العود الذى صاحب العرض فى صورته الأولى فى القلعة ٢٠٠١.. استخدم الى جانب موسيقى «شهر زاد» لكورساكوف، أغنيات كردستانية وتركية ومغربية ولبنانية، لإضافة إيقاعات عصرية حداثية الى العرض.

    (شهر زاد) ليست فقط واحدة من أجمل عروض وليد عونى وفرقة الرقص الحديث بالأوبرا، لكنها نقلة مهمة فى تناول التراث الشرقى بمفرداته الكلاسيكية من خلال الرقص المسرحى الحديث.. حوار جمالى شكل رؤية العرض، مازجا بين منمنمات «الواسطي» ولوحة «الموناليزا».. بين الملابس التاريخية القديمة والملابس العصرية  الحديثة.. وبين رقصات الدراويش الصوفية والرقص بالشمعدانات، وبين الرقص الحديث بإيقاعاته السريعة الحية والحيوية.