حكايات| ينسخ القرآن بـ«قلبه».. نوفل يشغل حياته بكتابة آيات الله

ينسخ القرآن بـ«قلبه».. نوفل يشغل حياته بكتابة آيات الله
ينسخ القرآن بـ«قلبه».. نوفل يشغل حياته بكتابة آيات الله

عصام عمارة

على أرض قرية شندلات التابعة لمركز السنطة بالغربية، حلق مُسن بلغ الشيب من رأسه الكثير لكن قلبه ظل معلقًا بالقرآن فأخذ يبحر على تدوين آيات كتاب الله بخط يده لينسخ منه أحلى الحروف.

 

خرج السيد عبدالحكيم نوفل على المعاش لكنه لم يستسلم لسن السبعين، وبدأ في تجارته الخاصة مع الله فيقول: «أنعم الله علي بتحقيق تلك الأمنية والرغبة الدفينة داخلي منذ سنوات لكتابة كلام الله الذي أنعم على بخط جميل وبعد خروجي للمعاش.. كان يوجد عندي وقت فراغ كبير وشجعني نجلي الأكبر على ذلك».

 

ويمضي في حديثه: «ساعدني إخوتي في إحضار الأوراق والأقلام وجهاز لاب توب لي ليقرأ الآيات الكريمة واستخدمت كل ذلك في الكتابة بدقة شديدة في تدوين وكتابة نسخ القرآن الكريم، ثم أقوم بالتشكيل كما هو موجود بالنسخ الحالية للمصحف، وأنهيت كتابة أول نسخة، حيث استغرقت 6 أشهر و20 يومًا».

 

 

يفضل «نوفل» الاعتكاف داخل المنزل بحجرة خصصها لهذا الغرض بعيدًا عن الضوضاء أو أي حديث مع أحد حتى يكون متفرغا تماما لكتابة القرآن الكريم في خشوع تام وتجلي وتدوين التشكيل المضبوط في النسخة المعتمدة للمصحف الشريف، إذ قام في بداية الأمر بتجزئة النسخة الأولى التي كتبها إلى 4 أجزاء على وجه واحد.


ويحكي أنه كان يبدأ في كتابة القرآن كل يوم بعد صلاة العشاء.. «3 صفحات في اليوم الواحد مستخدمًا الأقلام العادية والخامات البسيطة التي تتواجد بوفرة في المكتبات، وكان يكتب صفحتين أو ثلاث صفحات وعندما يشعر بالإرهاق يأخذ قسط من الراحة ثم يستكمل العمل».

 


استخدم مسطرة لتصميم الهوامش بقلم أخضر اللون ووضع أرقام الآيات باللون الأسود في مجلد ورق ونقل التشكيل من المصحف العثماني وجمع ما كتبه في 3 مجلدات كاملة وبدأ في الرابع، حيث قضيت أسعد أيام حياته وهو يكتب ويدون كلام الله.


يحب الحاج نوفل الصلاة في المسجد وقراءة القرآن نهارا، وبعد أن يبدأ في الكتابة بعد صلاة العشاء ويخلد للنوم، يستقيظ لقيام الليل ويعاود الكتابة مرة أخرى حتى صلاة الفجر، وعقب أداء صلاة الفجر بالمسجد يعاود مرة أخرى في الكتابة وتقوم زوجته البالغة من العمر 61 عاما شريكة الكفاح في الحياة وأم أولاده الأربعة بمساعدته في القراءة والتشكيل حتى الصباح.

 


ويحتفظ الشيخ سيد نوفل لزوجته بدور رائع في كتابة النسخ الثلاثة من المصحف الشريف، حيث تقوم بمساعدته في مراجعة القراءة والتشكيل لكل آية عند كتابتها، بالإضافة إلى قيامها بإنشاء جروب على واتس آب لتحفيظ القرآن الكريم لجميع أسرته وأحفاده مع أولاده الذين يعيشون خارج مصر لظروف عملهم.


ويتمنى أن تكون نهاية حياته في كتابة القرآن الكريم للنسخة الرابعة ومعه زوجته وذلك في الحرم المكي الشريف والمسجد النبوي الشريف بمكة والمدينة المنورة، إذ أن ذلك له مذاق خاص وروحانيات جميلة شعر بها عند كتابته للقرآن.