«الوقود الأحفورى» يحرق البيئة.. كيف نقلل المخاطر ؟

الوقود الأحفوري سبب رئيسي في الانبعاثات
الوقود الأحفوري سبب رئيسي في الانبعاثات

يظل الوقود الأحفورى، واحد من أشد العوامل تأثيرا في البيئة، ومسببا رئيسيا في التغير المناخي.

الوقود الأحفورى هو وقود يُستعمل لإنتاج الطاقة الأحفورية، ويستخرج من المواد الأحفورية كالفحم الحجري، الفحم، الغاز الطبيعي، ومن النفط، وتستخرج هذه المواد بدورها من باطن الأرض وتحترق في الهواء مع الأكسجين لإنتاج حرارة تستخدم في كافة الميادين..

ما هو الوقود الأحفوري ؟
«الوقود الأحفورى» هو مجموعة من المواد التي تحتوي على الهيدروكربون من الأصول البيولوجية، والتي تتشكل داخل القشرة الأرضيّة، ويُمكن استخدامها كمصدر من مصادر الطّاقة، ويشتمل الوقود الأحفورى على الفحم، والبترول، والصخر الزيتي، والنفط الرملي، والزّيوت الثّقيلة، والقار، وتحتوي جميع هذه المواد على الكربون، ويُمكن حرق جميع أنواع الوقود الأحفوري في الهواء أو بالأكسجين المُشتق من الهواء؛ وذلك من أجل توفير الحرارة، واستخدام هذه الحرارة في الأفران المنزليّة، أو لإنتاج البخار الذي يُستخدم لدفع المولدات المزودّة بالكهرباء.

ويرجع سبب تسمية «الوقود الأحفوري» بهذا الإسم، لأنه يُستخرج من البقايا الأحفوريّة المتحجرة منذ القِدَم، والتي تتمثل ببقايا نباتات أو حيوانات من فترة ما قبل التاريخ، ويُعتبر الوقود الأحفوري من مصادر الطّاقة غير المتجددة، وذلك لأنّه يحتاج إلى ملايين السّنوات حتى يتشكل، ويحصل الوقود الأحفورى على طاقته من أشعة الشّمس، فالنباتات التي تحوّلت إلى أحافير حصلت على طاقتها المختزنة من الشّمس؛ وذلك عن طريق عملية التّمثيل الضّوئي.


«الوقود الأحفوري» يتوفر بثلاث حالات؛ وهي الصلب كالفحم، والسائل كالبترول، والغاز كالغاز الطبيعي، وتحتاج عملية تكرير الوقود إلى استخدام غازات معينة، مثل: غاز البروبان، والبيوتان، والميثانول.


ويُعدُّ التنقيب عن الوقود الأحفوري وحرقه من أكثر مسببات الضرر والتغير المناخي، والوقود الأحفورى هو مادة طبيعية تكونت من بقايا كائنات قديمة مدفونة على مدى ملايين السنين، حيث أدت الحرارة والضغط على طبقات الرواسب إلى تغيير البقايا العضوية المتحللة إلى مواد يمكن استخدامها كمصدر للطاقة.

 

أنواع الوقود الأحفوري
الفحم، وهو أكثر أنواع الوقود الأحفورى الصُّلْب استخدامًا، وقد تشكّلِ من النباتات التي نمت في المستنقعات أو بالقرب منها في المناطق الدافئة والرطبة من الأرض خلال العصر الكربوني، حيث سقطت هذه النباتات الميتة في المستنقعات واستقرت في قاعه مكونة طبقة سميكة من المواد النباتية المتحللة، وعلى مدى ملايين السنين تغطت هذه الرواسب وضُغطت المادة النباتية المتحللة حيث تكوّن الجفت، وهو مادة بنية اللون شبيهة بالتراب، ومع المزيد من الضغط والحرارة والزيادة في طبقات الرواسب يتغير الجفت إلى اللينيت، وهو فحم ناعم لين ومع استمرار الحرارة والضغط على اللينيت يتحول الفحم اللين إلى فحم صُلْب وقاس، ومن أصلب أنواع الفحم فحم الأنثراسايت الذي يُعدُّ من أفضل مصادر الطاقة لأنه يولد طاقة عالية ومخلفاته قليلة.

 

البِترول والغاز الطبيعي من أكثر أنواع الوقود الأحفوري السائل شيوعًا وغالبًا ما يُسمى البترول بـ"النفط الخام"، وعلى الرغم من أن مصطلح "البترول" يُستخدم غالبًا للإشارة إلى الشكل السائل إلا أنه مصطلح تقني يشمل أيضًا الغاز الطبيعي.

 

تشكلّت معظم رواسب الغاز الطبيعي والنفط في العالم خلال العصر الكربوني حيث تكوّن النفط والغاز من خلال عملية مماثلة لعملية تكوّن الفحم في المستنقعات من بقايا كائنات مائية صغيرة مدفونة، مثل الطحالب والعوالق الحيوانية، ومع موت هذه الكائنات وغرقها في القاع الموحل وتحللها والتغيرات التي تطرأ عليها تدريجياً تتغير بقاياها المدفونة إلى مادة تسمى الكيروجين، وعلى مدى ملايين السنين ومع زيادة الحرارة والضغط تزداد طبقات الرواسب ويتحول الكيروجين إلى نَفْط.
أما الجفت وفحم الكوك، فهما من أنواع الوقود الأحفورى الصلب التي يشيع استخدامهما اليوم، حيث يُستخدم الجفت كوقود للتدفئة في المناطق التي لا يتوفر فيها أنواع الوقود الأخرى فهو وقودٌ غير فعال لأنه يحترق ببطء وينتج الكثير من الدُّخَان والقليل من الحرارة.

 

أماكن تواجد الوقود الأحفوري
لا يتوزع الوقود الأحفوري بالتساوي في جميع أنحاء الأرض، حيث تمتلك الولايات المتحدة وروسيا والصين أكبر رواسب الفحم في العالم، وتوجد رواسب كبيرة أيضًا في أستراليا والهند وجنوب إفريقيا، ويوجد أكثر من نصف احتياطيات النفط والغاز الطبيعي المعروفة في العالم في الشرق الأوسط، وهذا يعني أن الشرق الأوسط يحتوي على نفط أكثر من بقية دول العالم مجتمعة، يليه كندا والولايات المتحدة وأمريكا اللاتينية وأفريقيا وأجزاء من روسيا وما وراء القوقاز وآسيا الوسطى، حيث تحتوي كل منطقة من هذه المناطق على أقل من 15٪ من الاحتياطيات المؤكدة في العالم.

 

عيوب الوقود الأحفوري
من عيوب الوقود الأحفورى، أنه وقود غير متجدد أي محدود على الأرض، والثاني هو الضرر البيئي الذي يسببه، حيث يؤدي حرق البِترول والفحم إلى إطلاق غازات ضارة مثل أول ثاني أكسيد الكربون وأكسيد النيتروجين وثاني أكسيد الكبريت فتُلوث هذه الغازات الهواء وتتفاعل مع الرطوبة في الغلاف الجوي فتكوّن أمطار حامضية.

 

وقد أظهرت الأدلة العلمية أن حرق الوقود الأحفوري يزيد من درجات حرارة الغلاف الجوي للأرض، والذي يسمى تأثير الاحتباس الحراري، حيث يسبب تغير المناخ وهو مصدر قلق بيئي خطر.


يسبب الوقود الأحفورى ملوثات ضارة في الهواء حتى قبل وقت طويل من حرقها، حيث يتعرض الكثير من السكان يوميًا لتلوث الهواء السام من آبار النفط والغاز النشطة ومن مرافق النقل والمعالجة المحيطة بمدنهم، وهذا يشمل البنزين الذي يسبب سرطان الدَّم واضطرابات الدَّم في مرحلة الطفولة والفورمالديهايد، وهي مادة كيميائية مسرطنة، كما تتسبب عمليات التنقيب والاستخراج ذاتها بالكثير من المشكلات الصحية والبيئية، خاصة بالنسبة لعمال المناجم أنفسهم، ولا سيما في أماكن الكثافة الخضراء مثل الغابات التي يؤدي تجريفها إلى إطلاق كم هائل من الكربون المُختزن بشكل طبيعي فيها.

 

اقرأ أيضا: إشادات واسعة من حضور مؤتمر المناخ باستعدادات مصر لاستضافة القمة| فيديو

 

تقليل انبعاثات الوقود الأحفوري

هناك طريقتان رئيسيتان يمكننا من خلالهما خفض الانبعاثات من الوقود الأحفوري: التخلص وإزالة الكربون.
يعني الإزالة أن مصادر الطاقة منخفضة الكربون مثل مصادر الطاقة المتجددة وغاز الهيدروجين من مصادر منخفضة الكربون والطاقة النووية تحل محل الوقود الأحفوري. تتطلب هذه العملية " تبديل الوقود "تغيير أو ترقية الأنظمة والمعدات لتعمل على هذه الأنواع الجديدة من الوقود، مثل الانتقال من البنزين إلى السيارات الكهربائية . أكبر مجالين حيث يلزم تبديل الوقود هما المركبات وتدفئة المباني.


من ناحية أخرى، يتطلب إزالة الكربون التقاط الانبعاثات أثناء إنتاجها، وهذه التقنية، التي تسمى التقاط الكربون واستخدامه أو تخزينه ، تتم بشكل عام عن طريق الضغط الكيميائي لثاني أكسيد الكربون في سائل وتخزينه أو استخدامه لصنع الوقود الاصطناعي والمواد الكيميائية ومواد البناء.