كيف تؤثر الشركات العالمية الكبرى على تغير المناخ؟

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

منذ بداية القرن التاسع عشر أصبحت الأنشطة البشرية هي المسبب الرئيسي لـ تغير المناخ، ويعود ذلك أساسًا إلى حرق الوقود الأحفوري مثل الفحم والنفط والغاز، و ينتج عن ذلك انبعاثات الغازات الدفيئة التي تعمل مثل غطاء يلتف حول الكرة الأرضية، مما يؤدي إلى حبس حرارة الشمس ورفع درجات الحرارة.

وتشمل أمثلة انبعاثات الغازات الدفيئة التي تسبب تغير المناخ ثاني أكسيد الكربون والميثان، وتنتج هذه الغازات مثلاً عن استخدام البنزين لقيادة السيارات أو الفحم لـ تدفئة المباني.

فما هو دور الشركات الكبرى في التأثير على تغير المناخ؟

قامت أكثر من 330 شركة بالتأثير على زعماء العالم وإجبار الشركات الكبرى على تقييم تأثيرها على المناخ والإفصاح عن ذلك بحلول عام 2023، وذلك قبل محادثات القمة الخمسة عشر (كوب 15) العالمية بشأن التنوع الحيوي، والمقرر عقدها في ديسمبر المقبل .

وقالت الشركات الموقعة على بيان العمل الخاص بـ (كوب 15) ، ومن بينها (GSK) ومجموعة (H&M) و Nestlé التي تتجاوز إيراداتها معا تريليون ونصف التريليون دولار، إن العالم بحاجة إلى تجاوز قواعد تقديم التقارير طواعية.

وقالت ريبيكا مارموت، كبير مسؤولي الاستدامة بشركة السلع الاستهلاكية Unliver، إن تحسين صحة كوكبنا يتطلب تحركا جريئاً وحاسماً من صناع القرار والشركات أيضاً، و أُحرز بعض التقدم، لكنه ليس بـ كافياً".

وبينما يضغط المقدمون على الشركات بهدف تقديم المزيد من التقارير الدقيقة عن تأثيرها على البيئة وجهودها بهدف مكافحة تغير المناخ، لا يخضع بعد تأثيرها الأوسع على الطبيعة والتنوع الحيوي للتدقيق نفسه.

وحسب تقرير المنتدى الاقتصادي العالمي 2021، فإنه نحو 17% من اليابسة على مستوى العالم يخضع حالياً للحماية في حين يتمتع 7% فقط من المحيطات بخطة حماية دولية.

وذكرت الشركات في بيانها أن "التقييم والإفصاح هما أول خطوتين رئيسيتين لـ تحفيز أي تحرك، لكنهما لن تكونا مؤثرتين دون جعلهما إلزاميتين".

وأظهرت نتائج الاستطلاع، أن 80% من الشركات الكبرى تتوقع أن يؤدي تغير المناخ إلى تغييرات كبيرة في أنماط الطقس، فـ إن بعض الشركات لم تدرس المشكلة، وقالت "نيكوليت بارتليت" مديرة تغير المناخ في CDP، في بيان "أن من المشجع للغاية أن الشركات الكبرى ترى انها سـ تستفيد من عمل منتجات تحد من تلوث المناخ وستحصل على أرباح تفوق التكاليف".

ووفقاً لتقرير صحيفة CNN، فـ من المرجح أن يكلف تغير المناخ الشركات الكبرى حول العالم ما يقرب من تريليون دولار على مدى السنوات الخمس المقبلة، وذلك لكي يقوموا بعمل منتجات وخدمات جديدة للحد من الأضرار البيئية.

ووفقاً لـ وكالة بلومبرغ، إنه من خلال جعل الشركات تبحث في تأثير إرتفاع درجات الحرارة والكوارث الطبيعية وتطبيق ضرائب الكربون على أرباحها، سـ تسعى حكومات دول مجموعة السبع لتشجيع الشركات على إعطاء أولية للبيئة.

ووفقاً لـ كيودو، تسعى الدول الأعضاء في المجموعة لإدراج اللائحة الجديدة في بيانات مشتركة ستصدر في أعقاب إجتماع وزراء مالية "مجموعة السبع" وقمة زعماء المجموعة، اللذان سيعقدان في يونيو المقبل،

ومن المتوقع، أن تنطبق القاعدة على حوالي 2000 شركة كبرى مدرجة في اليابان، وتضم "مجموعة السبع" الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وكندا واليابان.

يرتكز نموذج عمل الشركات الناشئة العاملة في مجال التغير المناخي على تقديم ابتكارات جديدة في التقنيات، أو المنتجات، أو المواد المستخدمة في الإنتاج الصناعي، على نحو يساعد في تقليص الانبعاثات الكربونية الصادرة عن مختلف الأنشطة الاقتصادية منها:-

1- حلول الشركات الناشئة:-

تعرف الشركات التكنولوجيا الناشئة العاملة في مجال مكافحة التغير المناخي بأنها تلك الكيانات التي تستهدف تحقيق واحد أو أكثر من أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة، فضلاً عن كونها تُطبق تقنيات تكنولوجية مختلفة، وابتكارات حديثة تساعد على تقليل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، أو معالجة آثار تغير المناخ.

2- تنوع مجالات الشركات:-

تعمل الشركات في قطاعات متنوعة بغرض أساسي يتمثل في تفادي مشكلة الاحتباس الحراري العالمي، ويتضمن ذلك الطاقة، مثل تلك العاملة في الطاقة النظيفة والتقنيات المتعلقة بها، والاقتصاد الدائري، والتي تهدف إلى القضاء على الهدر وخفض إستهلاك الطاقة والمواد الخام، من خلال الابتكار في تقنيات إعادة التصنيع وإعادة التدوير، الأمر الذي يُسهم في خفض معدلات استخدام مدخلات الموارد، ومن ثم يخفض مستويات التلوث وانبعاثات الكربون، مثالاً على ذلك تطبيق شركة "ديبوب Depop" للأزياء المستعملة.

كما تعمل بعض الشركات الناشئة في قطاع الأغذية، من خلال التركيز على تقليل هدر الطعام، و استخدام التكنولوجيا الرقمية في التواصل بين الأفراد، مما يتيح استفادة البعض من فائض الطعام بدلاً من هدره، فضلاً عن ابتكار طرق وأنماط استهلاك أكثر استدامة ومثالاً على ذلك تطبيق مشاركة الطعام "أوليو OLIO".

من جانبه، تعمل بعض من الشركات في قطاع النقل، مثالاً على ذلك من خلال إبتكار التصميمات والتقنيات الخاصة بالسيارات الكهربائية، مما يُسهم في تعزيز التبني الشامل لذلك النوع من السيارات في جميع أنحاء العالم.

و تتوسع أمريكا في خطط مكافحة تغير المناخ، ولم يعد الأمر قاصراً على شركات النفط كونها الملوث الأكبر، لكن الأمر بلغ جميع الشركات، ما استدعى وضع ضوابط مُلزمة تُعلن تلك الشركات من خلالها حجم إسهامها من الانبعاثات.

وحددت "هيئة الأوراق المالية والبورصات الأميركية"، الملامح الأساسية لإقتراحها المُلزم للشركات العامة بالإفصاح عن انبعاثاتها.

جاء ذلك عقب أيام من إعلان 4 شركات نفط أميركية كبرى موافقتها على إجراء تصويت بين مساهميها، خلال الربع الثاني من العام الجاري، بدءًا من شهر إبريل حتى نهاية يونيو، على مقترح خفض انبعاثاتها إلى النصف بحلول نهاية عام 2030.

- الشركات وخفض الانبعاثات:-

يُنتظر الإنتهاء من طرح مقترح هيئة الأوراق المالية والبورصات الأميركية للتعليق العامّ خلال العام الجاري، تمهيدًا لإقراره.

- الملامح التي اقترحتها "هيئة الأوراق المالية والبورصات الأميركية":-

1- الإفصاح عن حجم إسهام الشركات العامة من الانبعاثات والمخاطر البيئية ذات الصلة بتغير المناخ، وإدراج تلك الإسهامات في التقارير السنوية والدورية.

2- رصد تلك الشركات للآثار المادية "الفعلية والمتوقعة" الناجمة عن تغير المناخ في مشروعاتها وأعمالها، بـ جانب رصد تأثير استراتيجية الحكومة في التعامل مع تغير المناخ (مثل فرض ضريبة الكربون)، ودعا مقترح الهيئة لاستثناء الشركات الصغيرة، وعدم إلزامها بإعلان حجم انبعاثات النطاق3.

و الجدير بالذكر، أعلنت وكالة «كيودو» اليابانية للأنباء أنه من المقرر أن تطلب مجموعة الدول الصناعية السبع «جي7» من الشركات الكبرى نشر تحليل لتأثير تغير المناخ على أعمالها، دون الكشف عن مصدر المعلومات.

 

إقرأ أيضاً

عميد زراعة الأزهر: الوقود الأحفورى السبب الرئيسى لأزمة تغير المناخ.. خاص