105 سنوات على «وعد بلفور».. تصحبه لعنات وطن فلسطيني مسروق

آرثر بلفور
آرثر بلفور

«وعد من لا يملك لمن ليس له حق».. هكذا تمضي السنوات وتظل هذه العبارة تتردد كل يوم، وكلما حل يوم الثاني من نوفمبر من كل عام، فلا ذاكرة الأوطان تنسى ولا أرض فلسطين تذهل عن ذلك الوعد المشؤوم الذي أسداه وزير الخارجية البريطاني آرثر بلفور عام 2017، ليلطخ بلاده بوصم عار على أنها سبب في احتلال شعب بأكمله طيلة عقود من الزمن.

يصادف اليوم الأربعاء 2 نوفمبر، الذكرى الـ105 لصدور وعد بلفور المشؤوم، الذي منحت بموجبه بريطانيا الحق لليهود في إقامة وطن قومي لهم في فلسطين.

"وعد بلفور" كان بمثابة الخطوة الأولى للغرب على طريق إقامة كيان لليهود على أرض فلسطين، استجابة مع رغبات الصهيونية العالمية على حساب شعب متجذر في هذه الأرض منذ آلاف السنين.

وجاء على شكل تصريح موجه من قبل وزير خارجية بريطانيا آنذاك آرثر جيمس بلفور في حكومة ديفيد لويد جورج في الثاني من نوفمبر عام 1917، إلى اللورد روتشيلد، أحد زعماء الحركة الصهيونية العالمية، وذلك بعد مفاوضات استمرت ثلاث سنوات دارت بين الحكومة البريطانية قد عرضت نص تصريح بلفور على الرئيس الأمريكي ولسون، ووافق على محتواه قبل نشره، ووافقت عليه فرنسا وإيطاليا رسميًا سنة 1918، ثم تبعها الرئيس الأميركي ولسون رسميا وعلنيًا سنة 1919، وكذلك اليابان.

مستند باطل

من جهتها، اتخذت الحركة الصهيونية العالمية وقادتها من هذا الوعد مستندا قانونيا لتدعم به مطالبها المتمثلة، في إقامة الدولة اليهودية في فلسطين، وتحقيق حلم اليهود بالحصول على تعهد من إحدى الدول الكبرى بإقامة وطن قومي لهم، يجمع شتاتهم بما ينسجم وتوجهات الحركة الصهيونية، بعد انتقالها من مرحلة التنظير لأفكارها إلى حيز التنفيذ في أعقاب المؤتمر الصهيوني الأول، الذي عقد في مدينة بازل بسويسرا عام 1897، والذي أقرّ البرنامج الصهيوني، وأكد أن الصهيونية تكافح من أجل إنشاء وطن للشعب اليهودي في فلسطين.

وتبدو الإشارة إلى وعد بلفور في نص وثيقة الاستقلال المعلنة مع قيام دولة إسرائيل، دليلًا فصيحًا على أهمية هذا الوعد بالنسبة لليهود، حيث نقرأ في هذه الوثيقة: "الانبعاث القومي في بلد اعترف به وعد بلفور".

وتمكن اليهود من استغلال تلك القصاصة الصادرة عن آرثر بلفور المعروف بقربه من الحركة الصهيونية، ومن ثم صك الانتداب، وقرار الجمعية العامة عام 1947، القاضي بتقسيم فلسطين ليحققوا حلمهم بإقامة إسرائيل في الخامس عشر من مايو عام 1948، وليحظى هذا الكيان بعضوية الأمم المتحدة بضغط الدول الكبرى، ولتصبح إسرائيل أول دولة في تاريخ النظام السياسي العالمي التي تنشأ على أرض الغير، وتلقى مساندة دولية جعلتها تغطرس في المنطقة، وتتوسع وتبتلع المزيد من الأراضي الفلسطينية والعربية، وتبطش بمن تبقى من الشعب الفلسطيني على أرضه دون رحمة.

تعداد العرب واليهود لحظة الوعد المشؤوم

تصريح بلفور أعطى وطنا لليهود وهم ليسوا سكان فلسطين، حيث لم يكن في فلسطين من اليهود عند صدور التصريح سوى خمسين ألفا من أصل عدد اليهود في العالم حينذاك، والذي كان يقدر بحوالي 12 مليونا.

في حين كان عدد سكان فلسطين من العرب في ذلك الوقت يناهز 650 ألفا من المواطنين الذين كانوا، ومنذ آلاف السنين يطورون حياتهم في بادية وريف ومدن هذه الأرض، ولكن الوعد المشؤوم تجاهلهم ولم يعترف لهم إلا ببعض الحقوق المدنية والدينية، متجاهلا حقوقهم السياسية والاقتصادية والإدارية.

جريمة لا تغتفر

وفي الذكرى الخامسة بعد المائة لذلك الوعد، اعتبرت حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" أن وعد بلفور "جريمة بريطانيا التي لا تغتفر، بأن منحت فلسطين وطنًا قوميًا للعصابات الصهيونية.

وقال المتحدث باسم حركة فتح منذر الحايك، "وعد بلفور جريمة بريطانيا التي لا تُغتفر، حيث منحت فلسطين وطنًا قوميًا للعصابات الصهيونية، التي ارتكبت أبشع المجازر والإرهاب ضد شعبنا الفلسطيني".

وأضاف: "ستبقى الجريمة وصمة عار على جبين بريطانيا، والمجتمع الدولي الصامت على معاناة الشعب الفلسطيني الذي يُمارس بحقه أبشع الجرائم والمجازر".

وتابع: "شعبنا لن يستسلم للاحتلال وعلى بريطانيا إصلاح خطائها والاعتذار للشعب الفلسطيني".

اقرأ أيضًا: محمود عباس: القدس تتعرض لأشرس حملة لتهويدها وتغيير معالمها الفلسطينية