التاريخ قد يعيد نفسه.. هل يعرف لبنان الشغور الرئاسي مجددًا بعد ميشال عون؟

ميشال عون
ميشال عون

"الآن.. لبنان بلا رئيس يحكمه".. هكذا هو العنوان الصادم للمشهد الذي يعيشه لبنان، البلد الذي يقع تحت وطأة الأزمات المتلاحقة، ولا يزال عاجزًا حتى الآن على تسمية رئيس جديد له في ظل انقسام البرلمان، حول من يخلف ميشال عون في منصبه.

وغادر "عون" اليوم الأحد 30 أكتوبر، قصر بعبدا الرئاسي مع انتهاء ولايته الرئاسية، التي دامت لست سنوات، مخلفًا حالة من الشغور الرئاسي في لبنان.

ولم يكن بوسع "عون" أن يمدد بقاءه في الرئاسة اللبنانية، حيث ينص دستور البلاد على أن ولاية الرئيس لمدة ست سنوات، لا يجوز تجديدها لولاية أخرى.

اقرأ أيضًا: ميشال عون يغادر قصر بعبدا مع انتهاء ولايته في رئاسة لبنان

فشل في انتخاب الرئيس

وقبيل أن يغادر الرئيس اللبناني المنتهية ولايته منصبه، فشل مجلس النواب اللبناني "البرلمان" أكثر من مرة في انتخاب رئيس جديد للبلاد.

آخر المرات كانت في 24 أكتوبر الجاري، في انتخاب رئيسٍ جديدٍ للبلاد للمرة الرابعة.

وسيجتمع البرلمان اللبناني، غدًا الاثنين، أملًا في انتخاب رئيس جديد للبلاد، لكن التعويل على ذلك يبدو صعبًا في ظل استمرار الانقسام الداخلي داخل البرلمان، وعدم الاستقرار على مرشح تؤول إليه رئاسة البلاد.

ويُنتخب الرئيس في لبنان عن طريق الانتخاب الحر غير المباشر، فيقوم البرلمان بانتخابه، ولا يتم ذلك عبر الاقتراع الحر المباشر من الناخبين اللبنانين، الذين ينتخبون فقط نواب البرلمان، البالغ عددهم 120 نائبًا.

ويقضي نظام المحاصصة السياسية في لبنان أن يتولى منصب رئيس الجمهورية أحد أبناء الطائفة المسيحية المارونية، والتي تعد الطائفة المسيحية الأكبر في لبنان.

ويضم البرلمان اللبناني 34 نائبًا من الطائفة المارونية موزعين على 4 كتل نيابية إلى جانب عدد من المستقلين، حيث تأتي كتلة حزب القوات اللبنانية الذي يترأسه سمير جعجع كأكبر كتلة مسيحية وتضم الكتلة 19 نائبا (مارونيون وآخرون)، فيما تأتي تاليًا الكتلة النيابية للتيار الوطني الحر والتي تضم 18 نائبًا (مارونيون وغيرهم)، وهو الفريق السياسي لرئيس الجمهورية المنتهية ولايته ميشال عون ويرأسه النائب جبران باسيل صهر الرئيس اللبناني.

كما تتواجد كتل صغيرة من بينها كتلة حزب الكتائب اللبنانية برئاسة النائب سامي الجميل (4 نواب) وكتلة تيار المردة (3 نواب) والذي يترأسه المرشح المحتمل للرئاسة سليمان فرنجية.

ورغم المرجعية الدينية الواحدة لهذه الكتل، إلا أنها لا تتفق على مرشح واحد تدعمه لرئاسة الجمهورية، بل تنتمي كتلتا القوات اللبنانية والكتائب إلى تيار 14 آذار المؤيد لحصر السلاح بيد الدولة حفاظا على سيادتها، بينما تنتمي كتلتا التيار الوطني الحر وتيار المردة لتيار "8 آذار" المتحالف مع حزب الله.

وضع سابق

والوضع الحالي في لبنان يعود بالأذهان إلى ما بعد انقضاء ولاية الرئيس السابق ميشال سليمان، الذي ترك منصبه شاغرًا لقرابة عامين ونصف العام.

واستلم ميشال سليمان الرئاسة في 25 مايو 2008، وانتهت ولايته بعد ست سنوات، وترك منصبه في 24 مايو 2014، دون أن يكون قد تم انتخاب خليفته بعد.

وبعد انتهاء ولاية ميشال سليمان الرئاسية في 2014، بدأت فترة الشغور الرئاسي في لبنان بسبب عجز مجلس النواب عن انتخاب رئيس جديد للبلاد.

فرض عون نفسه مرشحًا للمنصب، ونجح في الحصول على دعم سمير جعجع وسعد الحريري، ما أدّى إلى انتخابه رئيسًا في الجلسة الانتخابية السادسة والأربعين، بعد أكثر من عامين من الشغور الرئاسي، ليبدأ ولايته نهاية أكتوبر عام 2016.

هذا الأمر بات هاجسًا للبنانيين أن يتكرر مجددًا، حال استمرار حال فشل البرلمان في انتخاب خليفة ميشال عون، مثلما كان الوضع في أربع مرات سابقة خلال الشهر الأخير.

فهل تتفق الأحزاب اللبنانية المنقسمة على تنحية التشرذم جانبًا واختيار رئيس جديد يتم التوافق عليه أم سيدوم مشهد الشغور الرئاسي في لبنان لمدة أطول خلال الفترة المقبلة؟