إبراهيم مدكور يكتب: عايش بلا مأوى.... 

إبراهيم مدكور
إبراهيم مدكور


تمضي الأيام والليالي، ومازلت لا أجد حلاً لدائي، فالحزن أصبح سَمْتِي، والقلب يأن ويبكي، وها أنا وحيداً شريداً بلا مأوى بعد رحيلك يا أمي..... 

أمي...ها هو عامُ مضى على وفاتك، وسوادك لا يفارق أبداً سوادي، طيفك دائماً حاضراً أمامي، صوتك ساكناً بآذاني، ضحكتك صدها يملأ أركاني، انتظرك تأتي يا أمي في كل لحظاتي.

أمي بعدك؛ أصبحت أعيش بلا مأوى، كنتي أنت الملاذ والسُكْنى،   أينما حللت وارتحلت، وتحت أي سماء أو بأي أرض نزلت، أكون بجسدي بينما رَوْحي معكي أنتي يا أمي.

لطالما أتذكر كلماتك لي يا أمي، التي كانت في أحلك الأوقات بالصبر واليقين تملأني، وإلى الأمام تدفعني، دعائك لي يا أمي الذي كان الشعاع المنير الذي كان ييسر كل عسير.

الكل هنا لا ينساكي يا أمي، الصغير قبل الكبير يسألني عنك، يسأل عن الحب والعطف والحنان أين يجدونهم من بعدك يا أمي.

أمي..اعلم أنه أمر الله، ولكن والله ما أصعبه من فراق، فأنا من بعدك كالتائه في الطرقات، بائس القلب، عبوس الوجه، أمي؛ ليتنا نبدل الأماكن، فأصير أنا مكانك، ليتك ترجعين، تأخذي من عمري فتبقين.


 رحمك الله يا أمي، فأنا من بعدك عايش بلا مأوى، فقط أعيش على الذكرى، على أمل الْلُقيّا،  فأنتي الرجا والمبتغى….يا أمي.

اللَّهُمَّ أسألك بعظمتك وجلالتك أن تيمِّن كتابها وتيسِّر حسابها وتثقل ميزان حسناتها وتثبِّتها على الصراط المستقيم وترزقها بجنتك يا أرحم الراحمين.