حماده لملوم
توفى المحامي المصري الشهير فريد الديب صباح اليوم الثلاثاء الماضى عن عمر يناهز 79 عاما، بعد سنوات من معاناته من مرض سرطان الدم.
بدأ المحامى فريد الديب حياته العملية حينما كان يشغل منصب وكيلا للنائب العام لمدة 6 سنوات، بعد تخرجه في ستينيات القرن الماضي، ولظروف معينه تم اقصائه من منصبه عام 1969، ضمن أكثر من 100 قاض وعضو في النيابة، وكان سبب العزل هو الرئيس المصري السابق جمال عبدالناصر في إطار ما عرف حينها بـ مذبحة القضاء.
وبعدها مباشرة قام الديب بالإتجاه نحو سلك المحاماه عام 1971 ولكن بعد تلك الواقعة بعامين، قد قضت محكمة النقض بإعادته لمنصبه لكنه فضل تقديم إستقالته بعدها بنحو شهر، وسلك مهنة المحاماة مرة آخرى.
الدفاع عن نجوم الكرة والمشاهير:
وقد عرف المحامى فريد الديب فى تلك الوقت بتوليه بالدفاع عن النجوم المشهورين مثل نجوم الفن ونجوم الرياضة، وقد أهتم أيضاً بالدفاع عن المتهمين في القضايا الشائكة والتى تشغل الرأي العام بالأخص والتي كانت حين ذاك محل اهتمام الرأي العام في مصر على مدار الخمسين سنة ماضية.
أبرز القضيا التي تولاها الديب:
وكان من أبرز القضايا التي تولاها الديب هي دفاعه عن الرئيس المصري السابق محمد حسني مبارك خلال محاكمته بعد ثورة يناير فى عام 2011، بتهم قتل المتظاهرين وإهدار المال العام، والتي برئ مبارك من معظمها.
القضايا الشائكة:
ومن القضيا الشائكة التي تولى الديب أيضا الدفاع عنها هي قضية رجل الأعمال المصري هشام طلعت مصطفى، الذي أدين بالتحريض على قتل الفنانة اللبنانية سوزان تميم، وحكم عليه بالإعدام في الدرجة الأولى من درجات التقاضي، قبل أن تخفف محكمة أخرى الحكم عليه بالسجن لمدة 15 عاما.
كما دافع الديب عن قضية هى الأوسع انتشاراً له في وسط القضايا التي تولى الدفاع عنها وهي قضية الجاسوس عزام عزام الذي تم أدانته من قبل القضاء المصري بالتجسس لصالح إسرائيل في فترة التسعينيات، ولكنه بالفعل قد خسر القضية.
قضيا خاسرة:
وعلى خلفية خسارته في قضية عزام عزام قد خسر الديب العديد من القضايا، ومن أبرزها اتهام المعارض المصري أيمن نور بالتزوير، والتي حكم على نور فيها بالسجن، بالإضافة لقضايا فساد مالي تورط فيها موظفون كبار، أواخر عهد الرئيس السابق محمد حسنى مبارك.
أخر القضيا الهامة فى حياة الديب
ومن آخر القضيا الهامه وليست الأخيرة التي تولى فيها الديب عن الدفاع عنها هي قضية رجل الأعمال حسن راتب المتهم في قضية الآثار الكبرى وكانت في شهر مارس الماضي.
الأعتراف للقاضي بمرضه:
وقال الديب للقاضي خلال تلك الجلسة بإنه مريض بالسرطان، وربما تكون هذه آخر قضية له، قبل أن يعلن اعتزاله المرافعات القضائية أمام المحاكم.
وقد أعلن الديب عزمه الدفاع عن الطالب المتهم بقتل زميلته نيرة أشرف قرب جامعة المنصورة شمالي مصر بعد الحكم عليه بالإعدام، حيث تقدم بمذكرة طعن بالنقض لإعادة محاكمته.
لم يندم على قضية تولى الدفاع عنها:
وخلال أعتراف منه شخصياً أنه لم يندم على أي قضية توليتها، حيث قال أن ترافعه عن متهم لا يعني اقتناعه بسلوكه، ولا تعني أنه يدافع عن جريمة، أو يؤيد وقوع أي جريمة، وإنما يدافع عن متهم في جريمة، يجب أن يكون له محامي ولو المتهم غير قادر المحكمة تنتدب له محامي.
رأيه عن الرئيس السابق حسنى مبارك:
وصرح الديب عن موقف قد جمعه مع الرئيس الراحل محمد حسني مبارك، قائلا: انه من أحسن الناس اللي تعامل معهم،ومع العلم ان الرئيس حسني مبارك، حكم عليه في المرة الأولى بالمؤبد،وقال انه قابله في السجن وقد قال له أنا أديت واجبي وعملت اللي علي، وربنا موفقنيش ياريت تجرب حظك مع محامي تاني،ولكن حسنى مبارك رفض بشدة وقال يستحيل أنت الذي سوف تكمل وتكتب الطعن في النقض، فعلا كتبت الطعن وتم نقض الحكم، وأعيدت المحاكمة وحكم ببراءته، وهنا قال الديب كلمته ان تقدير الموكل شيء مهم ولابد من البحث والصبر.
عن الحالة الصحية للرئيس مبارك قبل وفاته:
قال الديب ان الحالة الصحية للرئيس الأسبق تدهورت في ساعة متأخرة قبل الوفاه بليلة واحدة وقد تم إبلاغ أسرته، وحضرت زوجته سوزان مبارك ونجلاه وعلاء وجمال مبارك وأبناؤهما على الفور لمتابعة الحالة أولًا بأول.
مضيفاً انه تم وضع الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك على أجهزة التنفس الصناعي، وإدخاله غرفة الإنعاش، في ساعة متأخرة، أملاً في تحسن الحالة الصحية له، وكان الكل يترقب ذلك، إلا أن حالته استمرت في التدهور حتى فارق الحياة.
وقال الديب ان الرئيس مبارك قبل حالته الصحية قد أعرب عن سعادته ببراءة علاء وجمال في قضية البورصه.
المصدر : مركز معلومات أخبار اليوم
