بحثا عن الثراء السريع:

انتشار ظاهرة المنتجين أصحاب البروتوكول الفني.. فخ جديد للايقاع بالفنانين

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

هيثم وحيد 

مع انتشار ظاهرة المنصات الالكترونية وفكرة عمل بوروتوكولات فنية لشراء عدد من الافلام او الاعمال التلفزيونية..ظهرت فئة جديدة من المنتجين الجدد الذي اتخذوا من هذه الفكرة سبوبة جديدة..حيث البداية يصلوا الى المنصة ويعرضوا عليهم خدماتهم فى انتاج الاعمال الفنية..ولو لهذه الشركات سابقة اعمال يتم الاتفاق مباشرة على الانتاج.

اما لو شركات جديدة او حتى لها سابقة اعمال فنية من قبل ولكن ضعيفة يتم الموافقة المبدئية على انتاجهم لعمل اول دون ان تدفع المنصة اية مبالغ حتى تتأكد من صدق هذه الشركات فى العمل وبعدها يتم الاتفاق على بروتوكول كامل بعدد 5 اعمال او 10 اعمال.

ولان اغلب هذه الشركات الجديدة تدخل الحكاية من باب السبوبة فقط فتجدهم يقدموا ميزانية ب 9 مليون جنيه مثلا للفيلم وتجدهم عند عمل الميزانية يحاولوا الضغط فى الفلوس حتى تصل الى 7 مليون..ظنا منهم انهم كسبوا الاثنين مليون جنيه قبل ان ينتهوا حتى من العمل..وهذه طبعا سذاجة لان المنصة ومسئوليها يعلموا جيدا مثل هذه الحيل لانهم ببساطة تعرضوا لها من قبل فى بدايات عملهم  واخذوا منها خبرة فى التعامل مع امثال هؤلاء المنتجين المستهلكين.

ويبدأ هؤلاء فى الاتصال بالمؤلفين والمخرجين ويفرشوا لهم الارض ورد ويعلو بطحوتاهم ويؤكدوا لهم انهم سينتجوا عمل متميز كبير وضخم ولكن لكى يعرفوا الصرف على العمل بشكل متميز لابد ان يقللوا من اجور العاملين بالعمل الفنى وكله من اجل ظهور عمل فخم ضخم يليق بأسماء العاملين فيه..وعند التنفيذ يجدوا الكلام يتغير واصبح التوفير سمة فى كل تفاصيل العمل الفنى حتى قبل ان يبدؤا فى التصوير..طوال الوقت الشركة المنتجة تكسر وتقصقص فى الاجور واللوكيشن بل والمعدات ولانهم بدؤا الموضوع بطمع فدائما ما يبحثوا على الاتفاق مع مخرجين اسمائهم كبيرة ولكن المخرج الكبير مع الوقت يكتشف انهم يريدوا انتاج عمل ضعيف ماديا وهذا مايؤثر طبعا على الصورة وعلى كواليتى العمل ككل فيشعر المخرج انه وقع فى فخ..وكذلك المؤلف وكل عناصر العمل فيبدؤا فى الانسحاب لتتجه هذه الشركة الطفيلية فى البحث عن اخرين واخرين وهكذا تستمر الدائرة حتى تنكشف الصورة كاملة امام الجميع ان هؤلاء الطفيليين ماهم الا لاهثين وراء المكسب المادى بغض النظر عن المستوى الفنى الردئ.

وهؤلاء المنتجين لابد ان يعلموا ان المنصات اصبحت تملك من الوعى مايصعب ان يضحك عليها احد او يبيع لها الوهم..فقط هم يحرقوا وقت بالرغى والهرى وتضيع وقت صناع العمل الفنى..والمشكلة ان هناك من يصدقهم ويقوم باتمام عمله سواء كتابة او تحضير املا فى الشغل الذى اصبح صعب جدا فى الوسط الفنى خاصة مع الجيل الاقدم الذى توارت عنه بعض الشئ الاضواء..ويبحث عن التواجد من جديد فيقع فى فخ هؤلاء الباحثين عن السبوبات والمكسب بلا اى مجهود فنى يذكر..وتنتشر مثل هذه الطفيليات الانتاجية وتتوغل فى الوسط وكل مايفعلوه بث الامل الكاذب ومع الوقت تنكشف الاعيبهم لذا يجب على الفنانين وكل من فى الوسط الفنى التعامل مع امثال هؤلاء بالحزم والجدية دون الالتفات الى كلامهم المعسول اللاقرب الى كلام نصابين يحاولوا الايقاع بفريستهم.