جبروت امرأة.. جمعت بين زوجين.. واحد في المعادي والثاني بالمقطم

المتهمة
المتهمة

كتبت: آمال فؤاد

  من الجائز أن تحكم بعض العلاقات بين الأفراد المصلحة، سواء كانت في العمل أومن خلال الدخول في مشاريع مختلفة كنوع من بيزنس رجال الأعمال، الهدف منها الربح وجمع المال،أيضا قد يتقرب شخص من آخر بهدف مصلحة مادية معينة، تنتهي عندما يحقق هذا الشخص مبتغاه، لان علاقات المصلحة لها عدة طرق تستخدم للوصول إلى غاية معينة، لكن  يصل الامر أن  تصبح العلاقة الزوجية صفقة مبنية على معايير  المصلحة؛ خاصة لو اقترنت بجريمة منصوص عليها في قانون العقوبات؛ هذا ما يرفضه المجتمع  شكلا وموضوعًا أن  تتساوى هذه العلاقات  بأي علاقة أخرى، وتستخدمها بعض  الزوجات أصحاب النفوس الضعيفة أمام المادة والأموال على أنها تجارة وتتجاهل أن العلاقة الزوجية مبنية على المودة والرحمة وتضرب عرض الحائط كل ما تحمله هذه العلاقة المقدسة من معاني مرتبطة بمبادئ أخلاقية لا يسمح المساس بها، هذا ما حدث في القضية التي بين أيدينا.

 

حالة استثنائية لزوجة ليست مثل كل الزوجات بلا أدنى شك، ما فعلته هذه المرأة، فاق كل الحدود، إطاحة بكل شروط وأركان وأحكام الزواج، فالزواج علاقة مقدسة بين الرجل والمرأة وارتباط شرعي نظمه القانون، هذه المرأة وبجرأة تحسدها عليها الشياطين جمعت بين زوجين في وقت واحد، يا لجرأتها؛ متعمدة أن ترتكب أكثر من جريمة في ذات الوقت دون الأخذ بالاعتبار الضوابط والقواعد التي تقوم عليها هذه العلاقة المقدسة،ولم تكتفِ بذلك بل تعمدت الكذب والنصب على أحدهما  وجعلت من هذه العلاقة صفقة الهدف منها الجري وراء المادة والطمع في جمع الأموال، وضعت لنفسها أسس النصب المحكمة؛ من أجل إسقاط فرائسها من الرجال ربما استغلت في هذا دلال لا تزال محتفظة به فما المانع أن تستغله شرًا، تحت بند الزواج الشرعي وكأن هذا يعفيها من ارتكابها عدة جرائم في وقت واحد، أطاحت  بنفسها – وهي تدرك هذا جيدًا - وأزواجها ضحايا طمعها وسمعتها وأهلها وأبنائها  الخمسة دون اعتبار،هل من الممكن أن تكون نظرتها للعلاقة الزوجية «الميثاق الغليظ»، سطحية وسذاجة الى هذه الدرجة أم أن تملكتها شهوة المال التي أعمت بصرها، التفاصيل التالية سوف تجيب على كل ما يجول بخاطر من يقرأ ما تبقى من سطور.

البداية

ما فعلته أرملة البساتين جريمة غريبة بطبيعتها على مجتمعنا مما جعلنا ننتقل فور إخطارنا بالواقعة إلى الأزواج الضحايا للوقوف على الحقيقة وكشف الجرم التي ارتكبته هذه السيدة ومعرفة القصة كاملة، خاصة وأنها لا تزال هاربة، ولكن مهما طال غيابها حتمًا سوف تسقط.   

الضحية

البداية كانت بلاغ تغيب وسرقة والجمع بين زوجين حرره الزوج شحاته. م 47 سنه يحمل رقم 9068 اداري البساتين ضد زوجته سهير.ع 39 سنه أمام قسم شرطة البساتين، حيث يعمل الزوج حارس عقار بأحد عقارات منطقة المعادي؛متهمًا فيه زوجته سهير.ع  بالتغيب عن بيت الزوجية ليس هذا فقط وإنما ايضًا الجمع بين زوجين وسرقتها مبلغ مالي 45 ألف جنيه، يقوم بتحصيله من سكان العقار كإيجارات شهرية أمانة في عهدته يسلمها إلى الملاك الاصليين للعقار وحسب  أقواله في البلاغ؛ أن زوجته تغيبت عن المنزل من يوم 3 سبتمبر ولا يعلم عنها أي شيء في بداية الامر بحث عنها عند الجيران والمعارف المقربين اليهم من ناحية العقار والعقارات المجاورة، وقالت له واحدة من الجيران؛إنها كانت تنوي الهروب قبل يومين من تغيبها، عرفت ذلك أثناء الحديث معها؛حيث أخبرتها أنها تريد أن تترك زوجها وترحل بعيدا عنه وعن المكان لأنها سئمت من حياتها معه، وعقب ذلك اتصل الزوج بابنها الأكبر من الزوج الأول الذي توفى منذ عدة أشهر وسأله عنها، لكنه اكد له عدم معرفته أي شيء عنها بل أنه لم يرها منذ فترة بعيدة، هنا أدرك الزوج أنها امرأة ليس لها آمان وأنها تعيش لنفسها فقط.

 

في ذلك الوقت اعتقد أنه سوف يجدها لأنها سبق لها أن هربت من المنزل مرتين قبل هذه المرة، طمعًا وتطلعًا في العيش على راحتها دون قيود زوجية ظل يبحث عنها عند الأشخاص الذين سبق وتعرف عليها عندهم، وتزوجها ظنًا منها أنها ترغب العيش في سلام،ويوم تلو الآخر لم يعثر عليها وبدأ يتطرق إلى ذهنه العديد من علامات الاستفهام والاسئلة؟ أولها لماذا فعلت هذا؟!، وكيف استطاعت أن تجمع بيني وآخر وتخدعني طول فترة زواجنا، وكانت من البراعة أنها لم تخطئ في أي لفظ أو كلمة أمامه أو امام ابنائها الذين كانوا يقيمون معه في نفس المنزل!، وانه لم يقصر في حقوقها وكان بمثابة الأب بالنسبة لأبنائها، وكان يعاملها بما يرضي الله فضلا عن الورطة التي أوقعته فيها وسرقته وهروبها.

قصة اللقاء

سألته: كيف كانت قصة لقائكما؟!

أجاب ولسان حاله يقول؛ أنا رجل يقترب من العقد الخامس من عمره، تبدوعلى ملامحه الطيبة والكد والتعب، تملأ الدموع عينيه ويتلاشى سقوطها، يسأل لماذا فعلت كل هذا؟يتذكر الرجل أنه قبل عام ونصف توفيت زوجته تاركة له ولد 12 سنه، وبنت 14 سنة، ومثل أي رجل  في ظروفه فكر في الارتباط بأخرى من نفس ظروفه كي تعتني به وبأبنائه،ولرجاجة عقله وحكمته في تقدير الامور لم يفكر في فتاة صغيرة في السن رغم أنه لو أرادها سيجدها، لكنه قرر الارتباط بسيدة تحمل نفس ظروفه وتقبل أن تشاركه حياته حتى يتعاون معا على تربية ابنائه وأبنائها ايضا، دون أن يشعر أنه عبء عليها هو أو أولاده ولا تمارس على ابنائه دور زوجة الاب الشريرة،وتتعامل معهم بما يرضي الله وتساعده وتقف بجواره في شتى شئون حياته وتعيش معه على «الحلوة والمرة»، ولكن أتت الرياح بعكس ما كان يتوقع الزوج المسكين!

 

رشح له بعض معارفه من محافظة الاسماعلية هذه السيدة على أنها تحمل نفس ظروفه؛أرملة 39سنة، يتيمة الابوين تعول ولدين أحدهما 17 عاما والآخر 11سنة، أصولها من القاهرة،كانت تقيم مع أهلها بمنطقة المقطم عقب وفاة زوجها الأول، تمكن من خلال التواصل مع بعض الأشخاص معرفة رقم هاتف حماتها والدة زوجها الأول، وأخبرته انها عقب وفاته أخذت كل حقوقها وحقوق أولادها وذهبت الى منزل والدها، وطلب منها والدها في ذلك الوقت،أن تشترى شقة وتعيش هي وابنائها بجواره من ميراث زوجها المتوفي لكنها رفضت واصرت على الابتعاد عن منزل والدها؛لأنها كانت تريد أن تعيش على راحتها دون أن يفرض عليها والدها أو أهلها أي قيود على اعتبار أنها ارملة  وتحاسب على تصرفاتها.

 

ويتذكر الزوج بأسى؛ ومع مرور الأيام بعد وفاة زوجها الأول تعرفت على أحد الشباب الذي خدعها باسم الحب واستولى على ما معها من أموال واختفى ولم تستطع أن تبلغ عنه لأن كل شيء كان بخاطرها وليس كرهًا عنها، وبمجرد أن وصل اليها وتعرف عليها وتعاطف مع محنتها، طلبت منه أن يكون الزواج عرفيًا بناء على رغبتها، لأنها كانت تحمل فيزا ارملة ولديها معاش من أبو أولادها «المتوفى»، ولا تريد أن ينقطع المعاش عنها، وانه نادم على موافقته لها بالزواج العرفي للحفاظ على معاشها وأن تظل على الورق أرملة وتثبت هويتها ذلك  وانه تزوجها بتاريخ 1/2 /2022وبعد مرور ثلاثة أشهر من زواجهما تحدثت معه وأبدت رغبتها في الإنجاب منه، رغم انها أم ولديها ولدين، وهو الآخر لديه ابناء، حاول ان يحقق لها رغبتها، وشاء القدر وحملت منه والآن هي في الشهر الرابع  وعقب كل ذلك قامت بسرقته وتركت له المنزل وفرت هاربه وإلى الآن لم يعرف عنها أي شيء.

 

البحث والصدفة

توالت الأحداث المثيرة؛ فبعد هروبها وسرقتها 45 ألف جنيه إيجارات الشقق المفروشة في عمارته التي هو حارس عليها وتعود أن يسدد هذه الأمانة الى الملاك أصحاب الشقق شهريًا، كاد العقل الرجل أن يجن كيف يعيد الأموال التي سرقتها إلى ملاك العقار وهو عامل بسيط لا يملك الا بيت صغير في العقار الذي هو حارسه، فكل ما سيطر عليه خلال الفترة الماضية أن يجدها بأي ثمن كان، قرر البحث عنها، حمل صورتها في يده وتوجه إلى منطقة الـ 70 فدان بالمقطم التي سبق وأن قالت له أن أهلها ومعارفها هناك، ظل  يبحث عنها ويسأل الناس في الشارع وأصحاب المحلات،لم يترك شقة أو صاحب محل إلا وسأل صاحبه عنها، أكد له الجميع أنهم يعرفونها وتتردد على فرن العيش والصيدلية وبعض المطاعم، ولكن لا يعلمون أين تقيم؟!

 

شعر الرجل بالتعب، ذهب الى أحد المطاعم يتناول الإفطار وعقب ذلك عرض على صاحب المطعم صورتها وسأله إن كان على علم بها أو يعرفها أم لا، ولأن الصدفة خير من ألف ميعاد؛ طلب صاحب المطعم أن ينتظر قليلا وسوف يأتي إليه بشخص يعرفها جيدا حيث أن هذا الشخص يعمل عنده،في هذه اللحظة هدأت نفس الرجل قليلًا لأنه سوف يجدها ويسترد الأموال التي سرقتها ويعيدها إلى أصحابها، بعدها سوف يطلقها لأنها ليست الزوجة التي تحفظ عرضه وماله، مر من الوقت ما يقرب من ربع ساعة أو أقل بعدها أتى اليه شاب وجلس بجانبه، وبعدما تطلع إلى الصورة جيدًا نظر إلى الزوج شحاته، وبدون أي مقدمات  سأله؛»انت تعرف صاحبة الصورة دي منين؟!، وأجابه الرجل بحسرة وندم؛»للأسف دي مراتي»، تحولت لحظات الفرحة إلى صدمة كبرى حين باغته العامل بمفاجأة وكأنها لكمة أو طعنة في قلبه؛ قال له العامل؛كيف تكون زوجتك وهي زوجتي، تدارك الشاب الموقف بسرعة ودعاه الى شقته، واكد له انها زوجته فقد تزوجها عام 2013 وانجب منها ولدا وبنتا، واطلعه على كل  الأوراق والمستندات الرسمية من قسيمة الزواج وشهادات ميلاد الأولاد وصورة بطاقتها الشخصية، حتى وصل به الامر باستدعاء الابناء اليه واعطاهما الصورة يتأملاها وسألهما الأب؛ «مين دي ياولاد»؟!،فردا قائلين: «دي ماما الله يرحمها»، وطلب الأب من الأولاد أن ينصرفوا عائدين إلى غرفتهما، وقال للزوج شحاته؛ بسب أنها تركت أطفالها الصغار ولم تراعِ ظروفه وهربت دون أن يعلم عنها شيئا بتاريخ 5/2/2020 ونظرا لظروف حياته الصعبة بأنه يقيم مع والدته واشقائه داخل شقة ايجار مكونة من غرفتين وصالة لم يسع في البحث عنها بعد أن تركته كما اخبر أولاده الصغار؛ أن والدتهما ماتت.

مفاجآت

ولا تزال المفاجآت تتوالى..؛

التقينا بواحدةايضا صدفة تعرفت على الزوجة المختفية، تدعى أم ملك تقول؛أن الزوجة المتهمة معروفة في المنطقة باسم أم هاني تقيم بالمقطم وأنه سبق وتحدثت معها كثيرا وأخبرتها أن أصولها من الشرقية، وأن زوجها متوفى وترك لها خمسة أبناء أيتام ووصفتها بأنها سيدة ليست بسهلة وأنها من نوعية السيدات التي تحمل أكثر من وجه، وإذا جلست مع أي شخص تخدعه بسهولة بطريقة كلامها الغريبة، وأنها لجأت اليها على اعتبار أنها تعرف من يقومون بكفالة ومساعدات الايتام والارامل في المنطقة، وطلبت منها مساعدة لابنها لأنه مركب جهاز في رجله ويعاني من لين في العظام، وأنها سألتها عن من يعولها فكذبت عليها وأخبرتها لا أحد وانها ارملة وتشقى عليهم،ولكن وبالصدفة وهي توزع بعض المساعدات من أهل الخير على نساء المنطقة من الارامل والمطلقات، طلبت من صديقة لها أن تعطي هذه الأمانة للست أم هاني،فأخبرتها في الحال أنها ليست أرملة ومتزوجة من  شقيق زوجها يدعى محمد ،ع 35يعمل بأحد المطاعم وأنها تأخذ معاشًا من زوجها المتوفى ومعاش التضامن وتقيم مع أهل زوجها في نفس العقار،وانجبت من محمد عصام الزوج الثاني ولد وبنت،وأن ما سمعته عنها أنها تشاجرت مع والدته  وشقيقته فتركت له المنزل وذهبت الى آخر الـ 70 فدان، واستأجرت شقة، وتعاطف معهابعض الأهالي،حيث يساعدونها ماديًا، والبعض قام بتأثيث الشقة، وبعد فترة باعت العفش وتركت الشقة، وعادت مرة اخرى الى زوجها الثاني، وأنها كانت تقبض أموالا من كل الجهات التي تساعد الارامل والايتام وتأخذ إعانات بادعائها أنها ارملة وتعول خمسة ايتام، رغم أنها متزوجة.

بلاغ

كان قد تلقى رئيس مباحث قسم البساتين بلاغا من شحاته محمد بتغيب زوجته عن المنزل بعد توجهها للسوق لشراء بعض الأغراض المنزلية، وتحرر المحضر رقم 9068 اداري البساتين لسنة 2033 وتم إخطار النيابة، بزوجة تجمع بين زوجين ولديها أولاد من ثلاثة أزواج، ولدين من الأول المتوفى،واثنين من الثاني،وابن داخل أحشائها من الزوج الثالث.

قدم الزوج للنيابة الارواق الرسمية التي تثبت صحة أقواله في اتهامه زوجته انها تجمع بينه وآخر، وجاءت التحريات المبدئية حول الواقعة ومن واقع الأوراق هي جمع المتهمة بين زوجين وسرقتها الأموال التي في عهدة الزوج الثاني، أمرت النيابة باستكمال التحريات حول الواقعة وضبط الزوجة الهاربة.

أقرأ أيضأ : أرملة تجمع بين زوجين بالبساتين .. والشرطة تبحث عنها