آخرهم شيرين عبدالوهاب.. لماذا يقع الفنانون في فخ الكيف؟

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

لم تكن الفنانة شيرين عبد الوهاب، -التي تعيش أوج أزمتها حاليًا بسبب الإدمان- أول من تورط اسمه بتعاطي المواد المخدرة في الوسط الفني، بل سبقها العشرات من مشاهير الفن والغناء، الذي مروا بتجارب لم تكن أقل إيلاما مما عاشته شيرين.


فقد وضع إدمان المواد المخدرة الفنانين في مواقف لا يحسدون عليها، ونبذ المجتمع بعضهم وتضررت أعمالهم وابتعدوا عن الساحة لفترات أو ربما لم يعودوا لها مجددًا، وتعاطف الجمهور مع البعض الآخر منهم، لا سيما من أقر بخطئه وتعافى وعاد إلى أحضان المجتمع.


«بوابة أخبار اليوم»، ترصد في التحقيق التالي، ما الذي حدا بشيرين -ومن سبقها من زملائها إلى الإدمان- لاتباع هذا الطريق الذي يستنكره عليهم الجمهور، باعتبار أنهم يحظون بقسط وافر من الأضواء والشهرة والثراء، وهو ما يعد حلما للكثيرين، ولا يوجد من الضغوط النفسية ما يدفعهم لهذا الاتجاه.


نستعرض في البداية، قليل من فنانين كثر غاصوا في براثن الإدمان وتاهوا غياهبه، ومن ثم نضع السؤال الأبرز الذي يشغل بال الكثيرين على مائدة المتخصصين من علماء النفس والاجتماع ليدلوا بدلوهم ويجيبوا عما طرحناه عليهم.


فنانون مدمنون


مجدي وهبة
وقع الفنان مجدي وهبة في بئر الإدمان وتم القبض عليه أكثر من مرة بتهمة التعاطي والاتجار، ففي عام 1983، ضبطته الإدارة العامة لمكافحة المخدرات متلبسًا بحيازة قطعة من المخدرات داخل جيب الجاكت الذي كان يرتديه داخل سيارته بشارع العروبة كما عثر معه على 5 جرامات من الأفيون، و15 جراما من البودرة.


توفى في4 فبراير 1990 بقرية المشربية السياحية بالغردقة إثر هبوط حاد بالقلب بسبب جرعة زائدة من المخدرات أحدثت له هبوطاً حاداً في الدورة الدموية .

اقرأ أيضًا..  الاوقاف تعلن موضوع خطبة الجمعة بعنوان خطورة الادمان والمخدرات

ماجدة الخطيب
في عام 1986، تم القبض على الفنانة ماجدة الخطيب بتهمة تعاطي المواد المخدرة، وحكم عليها بالسجن عام. 


سعيد صالح
في نوفمبر 1991، تمكنت قوات الأمن من القبض على الفنان "سعيد صالح" بتهمة التعاطي، برفقة عدد من أصدقائه.


دينا الشربيني
في نوفمر 2013 ألقى القبض على الفنانة دينا الشربيني، أثناء شراءها كوكايين من منزل نجل صاحب شركة شهيرة لتصميم المطابخ بمنطقة الزمالك، واعترفت أنها دائمة التردد على الشقة لشراء المخدرات، حيث حكم عليها بالحبس سنة وتغريمها 10 آلاف جنيه.


أحمد عزمي
كانت المرة الأولى في أكتوبر 2013، حيث ألقت قوات الأمن القبض على الفنان أحمد عزمي بمحافظة جنوب سيناء، حيث قبض عليه أثناء تعاطيه المخدرات داخل شقته بإحدى قرى شرم الشيخ، وبحوزته كمية من مخدر الكوكايين والحشيش. 


المرة الثانية في إبريل 2014، قبض عليه خلال حملة تفتيش في أحد الكمائن المرورية، وبحوزته شريط «ترامادول» و3 أصابع من مخدر الحشيش، وعبوة من مخدر الكوكايين.


نيفين مندور
في مارس 2013، القي القبض على الفنانة نيفين مندور برفقة شخصين أحدهما نقيب والآخر مدير تسويق بأحد النوادي داخل سيارة وبحوزتهم كمية من مخدر البانجو تتجاوز 80 جرامًا، و40 جرامًا من الهيروين.
وأنكرت «مندور» التعاطي أمام تحقيقات النيابة، وتم إخلاء سبيلها بكفالة 5 آلاف جنيه، وجاء تقرير الطب الشرعي ليثبت أنها تتعاطى الهيروين هي وصديقها مدير التسويق.


حاتم ذو الفقار
ألقي القبض على الفنان الراحل "حاتم ذو الفقار" أكثر من مرة وبحوزته مخدر الهيروين في شقة صديقه، الذي كان يتاجر في المواد المخدرة ويتخذ من شقته مقرًا لمزاولة النشاط.

المطرب جورج وسوف
تعرض المطرب جورج وسوف، للسجن في السويد بتهمة حيازة مواد مخدرة قبل أن يفرج عنه من قبل محكمة ستوكهولم.

سماح أنور
وفي فبراير 1998، تعرضت الفنانة سماح أنور، لتصادم مروع بالقرب من مطار القاهرة، وعثرت أجهزة الأمن على 580 جراماً من البانجو المخدر داخل سيارتها.

ريكو
تمكنت أجهزة الأمن بالقليوبية من ضبط المطرب ريكو لاتهامه بتعاطى المخدرات داخل إحدى الشقق مع بعض أصدقائه.

انتصار
انضمت الفنانة انتصار، إلى قائمة الفنانين المتورطين في قضايا المخدرات، بعدما تمكنت الأجهزة الأمنية في الجيزة من إلقاء القبض عليها وهي في حالة سُكر، أثناء قيادة سيارتها "الملاكي" بصحبة 3 أجانب مخترقة حظر التجوال، إلا أن النيابة أمرت بإخلاء سبيلها بكفالة 5 آلاف جنيه على ذمة التحقيقات.

 

فاروق الفيشاوي
اعترف الفنان فاروق الفيشاوي، في أحد البرامج التلفزيونية، أنه كان يدمن المخدرات في فترة شبابه، واصفًا أياها بالتجربة الصعبة والمريرة.


وتعليقا على هذا، يقول الدكتور أحمد فخري، استشاري الأمراض النفسية بجامعة عين شمس، إن الشخصية هشة البناء، تكون أكثر عرضة للإدمان، والتعرض للاضطرابات والصدمات النفسية.


ولفت إلى أن تسليط الضوء والشهرة المفاجئة والثراء السريع أحيانا تكون نقمة على صاحبها، خاصة إذا كان لا يملك خلفية ثقافية وعلمية أو غير متزن نفسيًا، ما يندفع للانحرافات السلوكية والادمان كما هو حال بعض الفنانين.


وأوضح أن المال والشهرة والأضواء يحتاجون يتطلب قدر من الصمود والثبات الانفعالي والأساليب الرشيدة العقلانية في التعرض مع الأزمات الطارئة والمفاجئة.


وأشار خلال تصريح خاص لـ بوابة أخبار اليوم، إلى أن الفنانين الذين يدخلون في نفق الادمان لديهم شخصية استهوائية ويلجأون للطرق غير السليمة عند التعرض لمطبات الحياة .


وأردف أن بعض الفنانين عندما يتحولوا إلى شخصيات عامة ويتم اختراق خصوصيتهم من الجمهور، وعدم تميزهم بالاتزان الانفعالي، يؤدي هذا إلى دفعهم للسلوكيات الانحرافية والادمان  للخروج من الصدمة النفسية التي يعانون منها. 

بينما اتجهت الدكتورة أسماء علاء الدين، استشاري الأمراض النفسية في تفسيرها لوجود أعداد ليست بالقليلة من الوسط الفني، تعاني من دخولها في معترك الادمان ، إلى التشوهات النفسية التي يعاني منها هؤلاء المرضى.


وقالت خلال تصريح خاص لبوابة أخبار اليوم، إن هناك عوامل قد تتعرض لها شخصية الفنان في الطفولة تؤثر عليه في الكبر وتقربه من طريق الادمان .


وترى الدكتورة أسماء علاء الدين، أنه حفلات الفنانين والمشاهير قد يكون متاح فيها أغلب أنواع المخدرات والمشروبات الكحولية كما لو كانت عصيرًا، ويدفعهم الفضول إلى تجربتها ليحصلوا على نشوة المتعة من شيء جديد غير الذي تعودوا عليه، وهناك من يصبح مدمنا نتيجة تأثر مراكز المتعة بالمخدرات وتعودها عليها.


وأوضحت أن تعاطي المخدرات هو أحد أعراض الادمان  السلوكي الذي يصيب الأشخاص، ويحتاج خطة تأهيل نفسي وسلوكي للتعافي منه، لافتا إلى أن الإدمان مرض مزمن حتى وإن تعافى منه المرء ولكنه لا يكون في مأمن من الانتكاسة.
واختتمت الدكتورة أسماء علاء الدين، استشاري الأمراض النفسية، كلامها موضحة أن الشخص الغني يكون أكثر عرضة للتعافي من الفقير، نظرا للدعم الكبير الذي يجده الأول مقارنة بالنوع الثاني، مستشهدة بحالة الفنانة شيرين التي وجدت تعاطفا وعروض كبيرة للعلاج، بينما يتم نبذ الفقير عند دخوله في طريق المخدرات.