جلال عارف يكتب: العلم والتصنيع والرمال السوداء!!

جلال عارف
جلال عارف

هام جدا فى مشروع «الرمال السواء» أن نرى هذا التعاون المثمر بين البحث العلمى فى أعلى درجاته «ممثلا فى هيئة المواد النووية»، وبين الصناعة الوطنية، لنكون أمام هذا النموذج الهام فى استغلال ثرواتنا بأفضل طريقة، ولنرى هذا الصرح الصناعى الكبير الذى أقيم بأيدى المصريين ليحول الرمال إلى ثروة من المعادن الثمينة والنادرة التى يحتاجها العالم بشدة، والتى كانت احتياجاتنا منها تكلفنا ملايين الدولارات.

التجربة الرائعة- فوق أهميتها الاستراتيجية- تضع البحث العلمى فى دائرة الضوء، وتؤكد حاجتنا للمزيد من الاهتمام به والإنفاق عليه، والربط بينه وبين احتياجات المجتمع وخاصة فى مجال الصناعة والتكنولوجيا الذى يفرض نفسه طريقا وحيدا لاقتصاد قومى قادر على المنافسة واحتلال مكان لائق بين الكيانات الاقتصادية العالمية.

تجربة «الرمال السوداء» لابد من تعميمها فى كل القطاعات. الفارق بين تصدير المواد الخام وتصديرها بعد تصنيعها هو الفارق بين التخلف والتقدم. ما تصدره كمادة خام بدولار واحد، يمكن بعد تصنيعه أن تصدره بمئات وربما بآلاف الدولارات.
لدينا كل المقومات لذلك.. العلماء ومراكز البحوث، وخبراء الصناعة، والمواد الخام- لكننا - لسنوات عديدة- تركنا الاعتزاز بكل ما «صنع فى مصر»، وتركنا سماسرة «الانفتاح السبهللى»، يضربون الصناعة الوطنية ويغرقون الأسواق بأردأ ما ينتجه العالم.

الآن.. تعود الصناعة الوطنية إلى مقدمة أولوياتنا. ويعود التعاون بينها وبين البحث العلمى من أجل أفضل استثمار لمواردنا تجربة «الرمال السوداء»، تقول إننا قادرون - بالعلم والتصنيع- أن نعبر أزماتنا، وأن نعظم ثرواتنا، وأن نقلل ما نستورده ونضاعف من صادراتنا. هناك نماذج جيدة فى القطاعين العام والخاص، وفى صناعات عديدة مثل صناعة الدواء التى تستعيد الكثير من عافيتها رغم صعوبات اللحظة الراهنة. لا بديل أمامنا إلا توطين الصناعة وتعظيم الإنتاج واستغلال ثرواتنا بالعلم والعمل.. هكذا تقول لنا الرمال السوداء!!