قبل عقد المؤتمر الاقتصادى ينبغى أولا اتخاذ حزمة من الإجراءات السريعة لتنشيط السوق ومنع حدوث الكساد الاقتصادى وتلك ضرورات عاجلة يجب ألا تنتظر لعقد المؤتمر الاقتصادى لكى يقررها. وهذا ما كلف به الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس الحكومة الدكتور مصطفى مدبولى أول أمس بضرورة التواصل المستمر والمنتظم مع رجال الأعمال الوطنيين للوقوف على التحديات التى تواجههم وسرعة إيجاد الحلول وتذليل العقبات التى تواجه المستثمرين خاصة فى مجال الصناعات الصغيرة والمتوسطة.
ذلك لأن إعدام الكتاكيت هو حدث يتجاوز آثاره الخسائر الاقتصادية الناجمة عن ذلك لتدخل فى حيز الإتلاف المتعمد للثروة العامة والعبث بطعام أساسى يتغذى عليه الشعب، وتلك مسألة أمن قومى وقبل أن نصل إلى هذا الموقف كان ينبغى أن نبحث عن حلول لمسألة الأعلاف فى مصر، لدينا المكونات الأساسية التى نستطيع أن نصنع منها علفا للدواجن والماشية، لدينا البنجر ولدينا الذرة ولدينا مراكز الأبحاث المنتشرة فى مصر وهى تستطيع أن تبتكر خلطة من الأعلاف المصرية، لكن التوجه العام منذ عشرات السنين هو محاربة المنتج المحلى وقتل الإبداع الوطنى واللجوء إلى الاستيراد من الخارج، مع ما يستتبع ذلك من نقل أمراض الاقتصاد العالمى إلى السوق المصرى، وما يستتبع ذلك أيضا من نزيف العملة الصعبة التى يجب أن نستثمرها فى استيراد أدوات الإنتاج وليس لاستيراد المنتجات.
إننا نطلب من المؤتمر الاقتصادى الذى سينعقد بعد أيام أن يضع استراتيجيات طويلة الأمد. أما الحلول العاجلة ينبغى أن تؤخذ دون تردد وينبغى أن نؤسس ونؤصل لمنهج مغاير للمنهج الذى اتبعناه طوال عشرات السنين، وقادنا إلى هذا المشهد المؤلم، إننا نتوقع من القائمين على أمور الاقتصاد المصرى أن تصدر عنهم قرارات عاجلة حاسمة لإنقاذ الثروة الوطنية والحفاظ على توازن السوق المصرى.
