توثيق تراث مصر المادي واللا مادي

مكتبة الإسكندرية
مكتبة الإسكندرية

فى مدخل المكتبة الحديثة يقف بشموخ تمثال ضخم لبطليموس الثانى الذى ازدهرت فى عهده مكتبة الإسكندرية القديمة وكأنه انتشل من أعماق البحار ليظل شاهدًا على مشروعه بعد مئات القرون، وكرسالة تذكير بارتباط حاضر المكتبة القديمة بماضيها العريق.

وامتداد دورها الحضاري. ولكن هذا الماضى الضائع يفرض السؤال: إذا كنا قد فقدنا مقتنيات مكتبة الإسكندرية القديمة فكيف تعمل المكتبة حاليا للحفاظ على الإرث الثقافى والمعرفى المتنوع بها من مقتنيات بعضها نادر لتضمن وصولها كاملة إلى الأجيال المستقبلية؟ خاصة مع تجاوز مقتنيات مكتبة الإسكندرية أكثر من مليونى ونصف المليون كتاب، وحوالى 120 ألف مخطوط مصور، و6 آلاف مخطوط أصلي، إضافة إلى آلاف الوثائق التاريخية والشخصية والقطع الأثرية وغيرها. 


قمنا بجولة داخل المكتبة والتقينا بعدد من حراسها المسئولين عن تراثها حاليًا كان أولهم الدكتور محمد سليمان رئيس قطاع التواصل الثقافى فى المكتبة. يقول: أنشأنا عشرات المراكز التى تهتم بتوثيق التراث وترميم وإعادة نشره للشباب والباحثين وذلك من خلال معمل الترميم ومتحف المخطوطات ومتاحف الآثار وغيرها.

وليس هذا فقط فلدينا العديد من المشروعات مثل مركز توثيق التراث الحضارى والطبيعي، والذى ساهم على مدار عقدين فى التوثيق الرقمى للتراث المصرى المادى واللا مادى باستخدام أحدث تقنيات التكنولوجيا، لرفع الوعى بأهمية التراث والحضارة المصرية عبر كافة العصور والأزمنة، للحفاظ على الهوية المصرية.


سفارات المعرفة
ويضيف: كما سعت المكتبة لمد أذرعها داخل المنشآت العلمية لخدمة الطلاب، فأنشأت قرابة 23 سفارة معرفة داخل مختلف الجامعات المصرية وكذلك قناة السويس، و تتيح السفارات لروادها استخدام جميع قواعد البيانات العلمية المتوفرة بالمكتبة، والتى تشمل جميع العلوم والمعارف الإنسانية.

وذلك بتوفير النصوص الكاملة والملخصات لمجموعة من أهم الدوريات العلمية، كما حولنا بيت السنارى وقصر خديجة لمنافذ ثقافية لنشر الوعى الثقافى والفنى والعلمى فى المناطق المحيطة بهما، ولتشجيع الشباب على الانخراط فى الحياة العامة.


مركز المخطوطات
 ويتابع سليمان: نهدف أيضًا إلى سبر أغوار التراث العربى والإسلامى المخطوط؛ فهرسةً وتحقيقًا ودراسة من خلال مركز المخطوط، والذى يضم مجموعة متنوعة من المخطوطات الأصلية وعلى رأسها مجموعةُ مكتبة بلدية الإسكندرية، بالإضافة إلى المجموعات المهداة، مثل مجموعة الشيخ الحصري، وجمعية تحفيظ القرآن بدمنهور، ومصورات مكتبة مالطا، ومخطوطات مهداة من الأفراد، كما أنه لدينا أمهاتِ المصادر التراثية المطبوعة التى يحتاج إليها الدارسون والباحثون فى شتَّى مجالات العمل التراثي.


متاحف هيكل والسادات
 ويلفت لأبرز الشخصيات المؤثرة بناء على توافر إهداءات متكاملة مثل متحف السادات الذى يعد الأول من نوعه عن الرئيس الراحل فى مدينة الإسكندرية. ويضم المتحف عددًا من الأوسمة والميداليات، والبدلة العسكرية التى كان يرتديها الرئيس الراحل يوم العرض العسكرى فى ٦ أكتوبر ١٩٨١ مغطاة بدمائه، وصندوقًا يضم ثلاث مسارج إسلامية ومسيحية ويهودية كانت أهديت للرئيس الراحل خلال زيارته إلى القدس، كما يقدم المتحف تسجيلا للقرآن الكريم بصوت الرئيس السادات، وأوراقًا شخصية تتضمن قصة قصيرة كتبها بخط يده وأملى جزءًا منها على زوجته، إلى جانب مجموعة نادرة من التسجيلات المرئية. كما أنشأنا متحف هيكل الذى يضم أبرز مقتنياته ووثائقه ويقدم محاكاة لمكتبه.

اقرأ أيضا | أخبار الادب تحتفي بمرور عقدين علي إحياء مكتبة الإسكندرية