محمود سالم يكتب: نجيب .. يا ساويرس

محمود سالم
محمود سالم

لم أشاهد يوما ما المهندس نجيب ساويرس إلا وكان بشوشا رغم السخرية الشديدة التى يتسم بها حديثه عندما يتعرض للأوضاع الاقتصادية والاستثمارية بمصر، لكنه هذه المرة كان بشوشا وساخرا وفى نفس الوقت  منصفا ومنطقيا..

هكذا كان ساويرس « نجيبا» خلال مؤتمر جريدة حابى الذى يرأس تحريرها الزميل أحمد رضوان وفى حوار أجرته الزميلتان ياسمين منير ورضوى إبراهيم مديرتا التحرير حول قضية تمكين القطاع الخاص التى طرحت على مسئولى الحكومة ونخبة من الخبراء ورجال المال والأعمال وخبراء الاقتصاد، وذلك من منطلق أن مصر بدأت فى تنفيذ خطة طموح للرهان على دور ذلك القطاع فى الاقتصاد تتضمن زيادة نصيبه فى الاستثمارات الجديدة إلى 65 % خلال 3 سنوات .

كانت التساؤلات تتعلق بحوافز الحكومة وهل تتسم بالوضوح اللازم لجذب المستثمرين، وما هى القطاعات الأكثر قدرة على تحقيق طفرة فى إيرادات التصدير، وماذا عن التمويلات منخفضة التكاليف وحدود امتدادها إلى القطاعات المتعطشة للأموال وإلى أى مدى يمكن الرهان على المكون المحلى ؟ .

قبيل حوار ساويرس جاء تأكيد الحكومة ممثلة فى د. هالة السعيد وزيرة التخطيط ود. محمد معيط وزير المالية على أن القطاع الخاص هو الشريك الاساسى للحكومة وأنه يقود عملية التنمية وسيتم منحه المزيد من الحوافز وتمكينه فى إطار من إعادة تشكيل الوجه الاقتصادى لمصر . ليأتى الدور على نجيب ساويرس الذى يرى أن رأس المال حر وليس مجبرا على الاستثمار فى دولة ما والمستثمر الأجنبى يبحث عن الضرائب الأقل والأراضى الأرخص سعرا، وهو محق فى ذلك، وعموما فإن التوترات بالدول المجاورة تعطى الفرصة لمصر لجذب المستثمر الأجنبى، لكنه قبل اتخاذ قرار دخول بلد ما يسأل أولا المستثمر المحلى عن الأوضاع والمناخ الاستثمارى، وهنا إما أن يقال له إن الوضع سيئ أو طيب، وساعتها يتخذ قراره .

وتطرق ساويرس للإجراءات الروتينية الخاصة بالتراخيص وغيرها من الموافقات التى تستغرق الوقت الطويل متسائلا : هل المستثمر الأجنبى الذى يؤسس شركة فى مصر سيهرب بها للخارج ! وأضاف : صحيح فى مصر بيروقراطية لكن المستثمر الذى يتحملها سوف يحقق أرباحا من مشروعاته أكبر من التى يحققها فى أية دولة اخرى وربما ضعف المكاسب التى تتحقق بالأسواق الأخرى، مؤكدا أنه نقل تلك الحقائق للذين أسسوا شركات فى أمريكا من المقربين إليه مطالبا إياهم بالعودة لمصر وتأسيس شركات على أرضها فالأرباح أكبر بكثير . 

وتساؤل بشأن الجنيه المصرى وعلاقته بالدولار أبدى ساويرس اندهاشه مما يقال فى هذا الشأن وما يثار ولسان حاله يقول : ألا يعلم البعض أن اليورو والجنيه الاسترلينى انخفضت قيمتهما أمام الدولار بشكل كبير خلال الفترة الماضية !