ترشيح مستحق.. «الفخراني» يقترب من جائزة النيل للفنون

يحيى الفخراني
يحيى الفخراني

محمد عز الدين - آية محمد عبد المقصود

كشفت نقابة الممثلين عن ترشيحاتها لجوائز الدولة، وكان على رأسها ترشيح الفنان الكبير يحيى الفخرانى لجائزة النيل فى الفنون، والتى تعتبر أرفع جائزة تقدم فى مجال الفنون، ولاقى هذا الترشيح قبولاً وترحيباً شديدين فى الأوساط الفنية، خاصة بعد ترشحه لها من قبل، ولكن هذه المرة يؤكد الجميع أن جائزة الفنون يستحقها الفخرانى وبشدة.

وصف الناقد الكبير كمال رمزى هذا الترشيح بأنه موفق جداً، فقال: “جاء فى وقته ومكانه الصحيح، وللشخص الذى يستحقها عن جدارة، وهى من المرات القليلة جداً أن يصل ممثل لهذا التقدير الرفيع، فترشيح فنان وممثل بالتحديد من قبل نقابة الممثلين هو نوع من الارتقاء للمؤسسات الرسمية وإعلاء لدور الفن، ففى كل بلاد العالم مقياس الحضارة قائم على تقدير فنانيها.

ويضيف: “عندما نستعرض تاريخ فنانينا سنجد العديد منهم يستحق الجائزة، ويحيى الفخرانى يستحقها لأن جميع أدواره قدمها بإخلاص وإبداع وقدرة على الوصول بالشخصية إلى درجة عالية من الإجادة، ودائماً ما يتراءى لى مسلسلات قدمها مثل “زيزينيا” بما به من متعة ومهارات وقدرة هائلة على ضبط الانفعالات، وكذلك صورته البديعة فى “شيخ العرب همام” ليس للشخصية التى قدمها لحاكم منطقة الجنوب فقط، لكنه استطاع أن يعبر من خلال المسلسل عن أشواق كل المصريين، عبر عن التاريخ والأصالة والعدالة والحرية، وحلم المجتمع الفاضل جسده فى هذا المسلسل وهذه الشخصية التى قدمها.

 ويستكمل: أرى أن مثل هذه الأعمال يجب أن تكون جزءا من المواد الدراسية للطلبة، فالكاتب عبد الرحيم كمال استوحى العمل من إحدى صفحات الجبرتى بتميز وجسدها الفخرانى بإبداع حقيقى. وأخيرا وفى جملة واحدة يحيى الفخرانى يليق بجائزة النيل وهى تليق به.

أما الناقد طارق الشناوى، فيقول: قطعاً الفخرانى يستحق جائزة النيل وهى أرفع الجوائز المصرية قاطبة، فهو تاريخ عريض، عطاء متعدد، واجهة مشرفة، فأهم ما يمكن أن نطلقه على هذا الرجل أنه يجيد قفز الحواجز، أى أنه يصل دائما للذروة فى العمل الفنى، فمثلا دوره فى “ليالى الحلمية” نجده يقفز فيما يليه من أعمال وهكذا، فبعض المبدعين نجدهم يتوقفون عند مرحلة معينة، لكن يحيى الفخرانى قادر على أن يتخطى أى نجاح بمراحل وتطلعات مختلفة، فمثلاً هناك مسلسلات مظلومة ولا يتذكرها الكثيرون مثل “أوبرا عايدة” الذى تألق فيه بشدة، وكذلك “حمادة عزو”، “الخواجة عبد القادر” وغيرها الكثير، فدائما يصل للذورة ثم يقفز لما فوقها لذروة أبعد مثل ما قدمه مثلا فى “نجيب زاهى زركش”.

وعن أعماله السينمائية، يقول الشناوى: على الرغم من قلة أعماله السينمائية لكنها تشكل علامات، مثل “للحب قصة أخيرة”، “مبروك وبلبل”، و”أرض الأحلام” مع فاتن حمامة والمخرج داود عبد السيد، “خرج ولم يعد”، “عودة مواطن” مع المخرج محمد خان، “إعدام ميت”، و”الكيف” أيضا من الأفلام الهامة.

ويضيف:” يحيى الفخرانى طاقة إبداعية وأيضا لديه شىء آخر مهم وهو أنه واجهة مشرفة، ولذلك فهو يستحق الكثير، وأوجه التحية للدكتور أشرف زكى نقيب الممثلين على حسن اختياره حقا، فلو كنت نقيبا والأمر بيدى كنت سأختار الفخرانى لجائزة النيل”.

ويؤكد الناقد عصام زكريا استحقاق الفنان يحيى الفخرانى لجائزة النيل للفنون، فيقول: هى أرفع جائزة يمكن أن يحصل عليها أى فنان فهو شيء فى محله، لأن يحيى الفخرانى تاريخ كبير من الفن المحترم، بالإضافة إلى إنجازاته وعطائه على مدار نصف قرن، قدم خلاله عدداً كبيراً جداً من الأعمال الفنية خاصة التلفزيونية التى تعد من كلاسيكيات وروائع الدارما التلفزيونية، بالإضافة إلى أعماله بالمسرح، التى تعد أيضا من أفضل الأعمال المسرحية التى قدمت على خشبة المسرح المصرى وكذلك فى السينما وعلى الرغم من أن أدواره فى السينما قليلة مقارنة بالتلفزيون إلا أنها أعمال هامة مع مخرجين كبار ومن أفضل إنتاجات السينما المصرية، فهذا الإنجاز الفنى يستحق عنه أن يحصل على أرفع الجوائز. 

وعن أهم ما يميز يحيى الفخرانى فنياً أكد زكريا: أهم ما يميز يحيى الفخرانى فنيا من وجهة نظرى هو اختياره للأعمال التى يقدمها، فهناك فنانون “بيقبلوا بأى أدوار” وهذا مبدأ كثير من الممثلين فى الفترة الحالية، وهذه الجزئية لم توجد على الإطلاق عند يحيى الفخرانى منذ بدايته، بالإضافة إلى أن تكون الأعمال ذات مضمون وأن تحمل رسالة هامة لكل المشاهدين وأن تكون بمستوى فنى جيد، بالإضافة إلى أنه يحرص دائماً على الاهتمام التفاصيل حتى ولو كانت دقيقة، بالإضافة إلى أهم شيء وهى الموهبة التمثيلية الفذة، التى تميز يحيى الفخرانى عن غيره من الفنانين، خاصة فى الدراما التلفزيونية فهو واحد من العمالقة الكبار، فهو يستحق أرفع وأهم الجوائز وسوف يحصل عليها إن شاء الله، يحيى الفخرانى فنان كبير ومهم، تاريخه يتحدث عنه وموهبته لا تضاهيها أى موهبة أخرى ولهذا هو يستحق هذه الجائزة.

أما الكاتب والمؤلف بشير الديك، فيقول: جائزة مستحقة للفنان يحيى الفخرانى وفى محلها لا شك، لأنه واحد من أهم ممثلى مصر فى فترة الثمانينيات وما بعدها وحتى الآن، فهو ليس ممثلاً فقط فيعتبر رجل الدراما والمسرح والسينما، بالإضافة أنه لديه رصيد كبير من الأعمال الهامة والمختلفة على مدار مشواره الفنى ومن المهم أن يكون لدى الفنان رصيد فنى مختلف ومتنوع، ولذلك فهو يستحق هذه الجائزة من أوسع الأبواب، كما أن أهم ما يميز الفخرانى فنيا هو تنوع أعماله كما ذكرت من قبل، خاصة  فى الدراما، فهو يستطيع أن يجسد جميع الأدوار سواء الكوميدية أو التراجيدية ويفعل هذا بكل سهولة وسلاسة غير طبيعية، هذا ما شاهدناه عندما جسد دور “حمادة عزو” وأيضًا فى مسلسل “بالحجم العائلى” فكان يلعب الكوميديا بكل براعة، وأيضًا دوره فى “شيخ العرب همام” و”الخواجة عبد القادر” و”ونوس” فكل هذه الأدوار مختلفة وتحتاج إلى فنان بارع، ولهذا يجيد يحيى الفخرانى تجسيد جميع الأدوار لأنه ممثل حقيقى وليس مهرجًا، بالإضافة إلى جديته الشديدة أثناء العمل، كما أن لديه حساً عالياً وكبيراً من المسؤولية تجاه أى عمل يخوضه.

 

قدم له الكاتب عبد الرحيم كمال عدداً كبيراً من الأعمال الدرامية التى أضافت الكثير إلى تاريخ الفخرانى الثرى، منها مسلسلات “الخواجة عبد القادر، “دهشة”، “ونوس”، “شيخ العرب همام”، “نجيب زاهى زركش”، فيقول عن ترشيح الفخراني لجائزة النيل:” هو شىء عظيم ويسعدنى جدا وفخور به وأدعمه جداً كأن الجائزة لى شخصيا لأنه فنان مصرى عربي كبير ويستحق كل تقدير، فالدكتور يحيى الفخرانى ليس مجرد نجم تمثيل كبير فى الوطن العربى، لكنه قامة كبيرة وهامة فى الفن بشكل عام، فقدمت معه خمسة أعمال درامية، وأتمنى أن أقدم معه مائة عمل آخر لأنه قيمة كبيرة ومهمة وعظيمة، وشىء بالطبع يسعد مصر بأكملها لما له من جماهيرية عظيمة أن يحصل الفخرانى على هذه الجائزة المستحقة”.

 

قدم معه المؤلف والسيناريست وليد يوسف مسلسل “ابن الارندلى”، فيقول: جائزة النيل للفنون هى من تستحق د. يحيى الفخرانى وليس هو من يستحقها فقط، فليس لدينا فى مصر الآن سوى الزعيم عادل إمام والقدير يحيى الفخرانى  فهما آخر جيل العظماء أطال الله فى عمريهما، وبحكم تعاونى معه ومعرفتى الجيدة به، فهو أدى جميع الأدوار خاصة فى الدراما التلفزيونية، فأصبح من الصعب أن يجد عملاً يليق باسمه وتاريخه ويستمتع به كممثل، فأصبح هذا شيئاً صعباً للغاية، بالنسبة له، ولهذا هناك مواسم كثيرة  من الدراما لم نجد أى عمل للدكتور يحيى، وهذا فى اعتقادى أنه السبب الرئيسى لعدم تواجده، لأن الأعمال التى تعرض عليه لم تحقق له درجة الاستمتاع التى يبحث عنها دائماً فى أعماله الفنية، فهو لم يمثل من أجل التمثيل فقط، ويعتبر يحيى الفخرانى من الفنانين القلائل الذين لعبوا كل الشخصيات ببراعة ومصداقية شديدة، هو من لعب “حمادة عزو” و”ابن الارندلى” و”شيخ العرب همام” و”ونوس” و”نصف ربيع الآخر”، ومن الآشياء التى تحسب له أنه أدى شخصية المحامى ثلاث مرات بشكل مختلف فى “نصف ربيع الآخر” و”أوبرا عايدة” و”ابن الارندلى”، وهذا يعتبر ذكاء شديداً منه كممثل كبير وقدير.

وأضاف يوسف: وأهم ما يميز يحيى الفخرانى فنياً هو الاهتمام بأدق التفاصيل، وهذا ما رأيته بعينى فى مسلسل “ابن الأرندلى” فكان يحرص دائماً على المراجعة “كلمة بكلمة”، بالإضافة لاحترامه الشديد “للورق” أو السيناريو ولم يتدخل بأى كلمة فى السيناريو على الإطلاق، ولهذا لم تكن نجومية يحيى الفخرانى من فراغ.

أقرأ أيضأ : أحمد صفوت: فخور بالعمل مع نور الشريف.. و«المشوار» من أهم أدواري