فضل إطعام الطعام في شهر مولد النبي.. «مفتي الجمهورية» يوضح

د. شوقى علام مفتي الجمهورية
د. شوقى علام مفتي الجمهورية

إعداد - عبدالعزيز عبدالحليم

يقوم بعض الناس عند دخول شهر ربيع الأول بذبح الذبائح وعمل الولائم فرحًا بقدوم ذكرى مولد النبى الكريم صلى الله عليه وآله وسلم؛ فما حكم ذلك شرعًا؟

يجيب د. شوقى علام مفتى الجمهورية..

- الاحتفال بالمولد النبوى الشريف تعظيمٌ واحتفاءٌ وفرح بالحبيب المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم، وتعظيمُ النبى صلى الله عليه وآله وسلم والاحتفاءُ والفرح به أمرٌ مقطوع بمشروعيته؛ لأنَّه عنوان محبته صلى الله عليه وآله وسلم التى هى ركن الإيمان.

ومن جملة الفرح ما يقوم به بعضُ الناس من إطعام الطعام وعمل الولائم وذبح الذبائح، وهذا ما نص علماء الأمة على مشروعيته؛ نُقل عن الحافظ السخاوى فى «الأجوبة المرضية» أنه قال: «ما زال أهل الإسلام من سائر الأقطار والمدن العظام يحتفلون فى شهر مولده صلى الله عليه وآله وسلم وشرَّف وكرَّم يعملون الولائم البديعة، المشتملة على الأمور البهجة الرفيعة، ويتصدقون فى لياليه بأنواع الصدقات، ويظهرون السرور ويزيدون فى المبرّات، بل يعتنون بقراءة مولده الكريم، وتظهر عليهم من بركاته كل فضل عميم، بحيث كان ممَّا جُرب». وهذا من قبيل الطاعات التى يفعلها المسلمون فى هذه المناسبة، فقد نص العلماء على مشروعية الصدقة فرحًا واحتفالًا بمولده صلى الله عليه وآله وسلم؛ قال الإمام الحافظ أبو شامة المقدسى فى كتابه «الباعث على إنكار البدع والحوادث»، فقال: «فالبدع الحسنة متفق على جواز فعلها والاستحباب لها ورجاء الثواب لمن حسنت نيته فيها».. ومِن أحسن ما ابتُدِع فى زماننا من هذا القبيل: ما كان يُفعَل بمدينة إربل- جبرها الله تعالى- كلَّ عام فى اليوم الموافق ليوم مولد النبى صلى الله عليه وآله وسلم من الصدقات والمعروف، وإظهار الزينة والسرور؛ فإن ذلك- مع ما فيه من الإحسان إلى الفقراء- مشعرٌ بمحبة النبى صلى الله عليه وآله وسلم وتعظيمه وجلالته فى قلب فاعله، وشكرًا لله تعالى على ما منَّ به مِن إيجاد رسوله الذى أرسله رحمة للعالمين. ولا شك أنَّ هذا مما يَفرحُ به رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؛ نقل الإمام المؤرخ الصالحى فى كتابه «سُبُلُ الهُدى والرشاد فى سيرة خيرِ العِباد» عن الإمام الشيخ أبى موسى الزّرهونىّ- وكان من الصالحين-: «أنه رأى النبى صلى الله عليه وآله وسلم فى منامه، فشكى إليه مَن يقول ببدعية الاحتفال بالمولد النبوى الشريف، فقال له النبى صلى الله عليه وآله وسلم: «مَن فرِح بنا فَرِحنا به».

الحث على الرعاية الصحية للأبناء

سائل يسأل عن مدى إلزام الآباء بالرعاية الصحية لأبنائهم؟ وما حكم الإهمال في التطعيمات التى تُقدِّمها وزارة الصحة للأطفال؟ وهل يجب الالتزام بالتعليمات الصادرة عن وزارة الصحة في هذا الشأن؟

يجيب د. شوقى علام مفتى الجمهورية..

- رعاية الأبناء صحيًّا أمرٌ واجبٌ شرعًا على الآباء، أو مَن يتولّى مسئولية رعايتهم، فلا يجوز الإهمال أو التهاون فيها بحالٍ من الأحوال، كما أَنَّ أخذ التطعيمات التى تُقدِّمها الجهات المختصة والتزام التعليمات والإرشادات الصحية الصادرة عن الجهات المسؤولة وأهل الاختصاص واجبٌ شرعي؛ حيث تقرر أَنَّ الأخذ بأساليب الوقاية من الأمراض واجبٌ على مَن يخشى الإصابة بها، وذلك حفاظًا على حياتهم، وحماية لأبدانهم من الأمراض، وللمجتمع من تحمُّل تبعات المرض، وآثاره، وتكاليف علاجه.

تحذير الشريعة الإسلامية من العنف الأسرى

-يقول السائل: بعض الأزواج يقومون بالاعتداء بالضرب على زوجاتهم، ويدّعون أن ذلك  توجيه من الشرع؛ فما ردّكم على هذه الدعوى؟

يجيب د. شوقى علام مفتى الجمهورية..

- حذر الشرع الشريف من العنف بجميع صوره وأشكاله، وحضَّ على الرفق فى معالجة كل شؤون الحياة، ودعا النبى صلى الله عليه وآله وسلم إلى الرفق فى الأمر كله، ومن العنف الممنوع شرعًا: ما يطلق عليه: «العنف الأسرى»؛ فلم يَرِد أنَّ النبى صلى الله عليه وآله وسلم ضرب أحدًا من زوجاته أبدًا؛ بل صح عنه صلى الله عليه وآله وسلم أنه نهى عن ضرب النساء، فممارسة العنف ضد الزوجة لا علاقة له بالإسلام، بل إن المصادر التشريعية للمسلمين تحث على الرحمة والمودة فى الحياة الزوجية ولا تدعو بحالٍ إلى ضرب النساء وظلمهنَّ.

أقرأ أيضا: مفتي الجمهورية: الاحتفال بالمولد النبوي أمر مستحب بالكتاب والسنة